Featuredالقافلة

أهمية تلقي الجرعة التنشيطية للقاح كورونا

تقرير: فيرينا بيشوي بولس

@vereena_bishoy

أعلنت الجامعة الأمريكية بالقاهرة عن توفر الجرعة التنشيطية للقاح كورونا لأعضاء مجتمعها، وكان ذلك ابتداء من يوم ١٦ فبراير ٢٠٢٢، مما اثار جدل عن أهمية الجرعة التنشيطية، وما هية المرجعية العلمية والطبية لهذه الجرعة.

صرح مركز السيطرة على الأمراض والوقاية (سي دي سي) في شهر نوفمبر الماضي عن أهمية  الجرعة التنشيطية للبالغين الذين تزيد أعمارهم عن ١٨ عاما بشرط حصولهم على الجرعة التنشيطية بعد ستة أشهر من تلقيهم الجرعة الثانية من اللقاح، وبناء على ذلك بدأت الجامعة بتوفير الجرعة التنشيطية.

قال الأستاذ حسن عزازي، رئيس قسم الكيمياء، ورئيس اللجنة العلمية الخاصة للتصدي لفيروس كوفيد-19 ومدير البرنامج التدريبي لعلماء المختبرات الطبية الدولية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، “نحتاج الى جرعة تنشيطية من أجل تقوية الإستجابة المناعية وزيادة قدرة الجسم على إنتاج أجسام مضادة معادلة”، مؤكدًا أن الجرعة التنشيطية توفر حماية ضد جميع المتحورات.

أضاف عزازي “أظهرت دراسة حديثة أن تأثير الجرعات التنشيطية يبدأ بالإنخفاض بعد أربعة أشهر ولكنه لا يزال فعال. كما أن اللقاحات الأولية والجرعات التنشيطية ستجعل الشخص محصنًا ضد الفيروس”.

اضاف أيضًا أن الشخص الذي حصل على اللقاح التنشيطي يمكن ان يصاب بالعدوى، والدخول إلى المستشفى، ولكن التطعيمات والجرعات التنشيطية ستقلل من احتمالية النتائج الخطيرة كالدخول إلى المستشفى، أو وحدة العناية المركزة، أو الوضع على أجهزة التنفس الصناعي. كما شبه عزازي اللقاحات بالتدريب العسكري لمواجهة العدو. 

أما عن  الأعراض المصاحبة للجرعة المنشطة، فشرح عزازي “عادة إذا أظهر جسمك أعراضًا خفيفة أو أكثر في رد فعله على اللقاح الأول، يجب أن يكون أكثر اعتدالًا في الجرعة الثانية ويجب أن يكون أكثر اعتدالًا أو أقل في الجرعة المنشطة، لكنها قد تختلف من شخص إلى آخر”. 

ووضح عزازي أن الآثار الجانبية ومقاومة الفيروس تختلف بين شخص وآخر لأننا جميعًا مختلفون، من حيث الجينات وأنظمة المناعة المختلفة. فقد يعاني البعض من حالات كامنة -مثل مرض السكري أو نقص الجهاز المناعي- وبالتالي سيؤثر ذلك على قدرتهم على مواجهة الفيروس ومكافحته.

في حوار مع القافلة، أجاب الدكتور باسم جميل عطاالله، مدير عيادة الجامعة الأمريكية بالقاهرة الجديدة واستشاري الأمراض الصدرية، على بعض تساؤلات مجتمع الجامعة حول الموضوع

 تحدث عن توقيت الحصول على الجرعة ‏التنشيطية ووضح عطالله قائلا “وفقًا لإرشادات وزارة الصحة، يجب على المتعافين من الفيروس الانتظار لمدة ١٥ يومًا قبل الحصول على اللقاح المعزز، إلا إذا كانت الحالة شديدة وتتطلبت دخول المستشفى والإحتياج  إلى جلسات العلاج بالأكسجين، وفي هذه الحالة عليهم الانتظار لمدة شهر”.

اشار ايضا الى درجة سلامة الحصول على الجرعة التنشيطية من لقاح مختلف عن الجرعات الأساسية فأكد أن ما تم التوصية به من البداية هو أن تكون جرعات اللقاح من نفس النوع  ثم يمكن تغير نوع اللقاح في الجرعات التنشيطية. 

فال عطا الله أن بناءًا على التوصية الجديدة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تكون فترة العزل أطول بالنسبة لأولئك الذين لم يحصلوا على الجرعة التنشيطية، حيث سيتم تصنيفهم على أنهم غير ملقحين بسبب انخفاض نسبة الأجسام المضادة. في المقابل، أولئك الذين يتلقون الجرعة التنشيطية في خلال 6 أشهر من التطعيم  يتم التعامل معهم بشكل مختلف بسبب إنتاج الأجسام المضادة”.

هناك حالة من عدم اليقين ردًا على سؤال أفراد الجامعة حول توفير الجرعات التنشيطية  بالجامعة الأمريكية بالقاهرة حيث ذكر عطالله أن الهلال الأحمر المسؤول عن توفير الجرعات التنشيطية  سيبقى وفقًا لتواصل الجامعة معهم، مع التأكيد على أن الجامعة ستوفر الدعم لتوفير الجرعات التنشيطية لكل من يحتاجه.

اختتم  عطا الله حديثه مؤكدًا أن الجرعات التنشيطية لا توفر الحماية الكاملة فيجب الالتزام بارتداء الكمامة والتباعد الإجتماعي للحصول على أفضل حماية. 

أما عن آراء هيئة التدريس، فقالت نانسي الحديدي، دكتور مساعد بكلية الهندسة، ” أعتقد أنها [الجرعات التنشيطية] مهمة، فلقد تلقيت التطعيم ومع ذلك أصبت بالعدوى منذ شهرين، لذا أعتقد اننا سنحتاج الجرعات التنشيطية لتنشيط اللقاح من وقت لآخر”.

وعلى نفس الصدد قالت، فاطمة بدران، مساعدة مدير مكتب إدارة سلسلة الإمدادات، أنها تلقت جرعتها المنشطة الأسبوع الماضي من خلال وزارة الصحة حفاظا على صحتها وإمكانية السفر للخارج.

قالت سيلفانا نصحي، طالبة في الصف الأول بكلية الأحياء،”سأبحث في هذا الصدد، وإذا تبين إجماع المتخصصين من الأطباء على تلقي اللقاح بالطبع سأقدم عليه”.

على الصعيد الآخر، قالت هايدي عارف، طالبة في الصف الثالث بكلية الآداب،”حتى الآن لم يتم تأكيد مدى أهمية تلك الجرعة، الآثار الجانبية لها والأعراض الجانبية على المدى البعيد، فكل شيء ما زال تحت التجربة، مما يسبب لي القلق والذعر”.

وافقتها الرأي الطالبة نوران الهراس، طالبة في الصف الثالث بكلية الاقتصاد، حيث قالت، “بما أن الحصول على الجرعة التنشيطية ليس إجباريا على طلبة الجامعة فإنني أفضل عدم تلقي اللقاح”.