Featuredالقافلة

العلاج الجسدي: الشفاء من الأسفل إلى الأعلى

تقرير: ملك كامل

بدأ أندرو يانج، أستاذ البلاغة والتأليف في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، رحلة العلاج الصحية والبديلة التي أدت في النهاية إلى اكتشافه لتأثير العلاج الجسدي على تخفيف الصدمات والتوتر.

الصدمات النفسية والاضطرابات المقترنة بالتوتر تؤثر باستمرار على حياتنا وحياة من حولنا ولذلك، يحفز الأطباء لاكتشاف أشكال بديلة لعلاج تلك الاضطرابات.

يوضح يانج أن الصدمة، كبيرة كانت أوصغيرة، فجائية أو تدريجية، تبقى في الجسد وليس في الذاكرة؛ هذا هو مفتاح العلاج الجسدي.

تم تأسيس العلاج الجسدي من قِبل بيتر لفين، عالم الفيزياء الحيوية الأمريكي وعالم النفس الذي حصل على درجة الدكتوراه في الفيزياء الحيوية الطبية من جامعة كاليفورنيا بيركلي.  

وعلى عكس العلاج القياسي للصحة العقلية الأكثر شيوعًا والذي يركز على العقل، فإن العلاج الجسدي يقلل من التوتر والقلق من خلال التركيز على الجسم وكيفية عمل الجهاز العصبي في محاولة للتخلص من الصدمة.

العلاج الجسدي يزيد من قدرة الفرد على الشفاء من خلال الاستماع إلى جسده. ففي العلاج الجسدي، يتم التشجيع على الانخراط مع الدوافع للتوصل إلى حل.

قال يانج أن العلاج الجسدي لا يتطلب من الشخص الكشف عن السبب وراء الصدمة التي تعرض لها موضحًا، “إن مجرد إعادة سرد قصتك بالتفصيل قد يؤدي إلى صدمة نفسية بدلاً من الشفاء”. وأضاف موضحًا أن شعور الشخص في الوقت الحالي هو ما يتم اكتشافه خلال الجلسة.

لتوضيح أهداف العلاج الجسدي، قال يانج  للقافلة، “نحن على دراية بأفكارنا المتسارعة، ونعرف أن عواطفنا تتدفق وتتابع، لكن في الغالب نتجاهل إشارات الإحساس من أجسادنا”.

يخضع يانج حاليًا لبرنامج تدريبي مدته ثلاث سنوات وقد أكمل المرحلة الأولى من سنته الثالثة. حيث جاء المدربون والمساعدون من مختلف البلدان خصيصًا لإجراء هذه الدورات التدريبية ونشر المعرفة المكتسبة.

من خلال هذا التدريب، إطلع يانج على صدمات معينة مثل التعذيب والحرب والهجمات التي لا مفر منها، واكتشف كيف يمكن التعامل مع مثل هذه الحالات القصوى من خلال العلاج الجسدي.

ومع ذلك، لم يستغرق الأمر وقتا لكي يدرك يانج فاعلية العلاج الجسدي، “بعد الأسبوع الأول، كنت أكثر اتزانًا من ذي قبل. لقد كان كل شيء مجرد عمل رائع”.

نظرًا لكونه أول تدريب على العلاج الجسدي باللغة العربية في العالم، وصفته ريبيكا بورتيوس، ممارسة التدريب المتقدم في العلاج الجسدي، أنه “مغير لقواعد اللعبة ويعتبر نقلة نوعية في علاج الصدمات في مصر والعالم العربي”.

بدأت بورتيوس رحلتها عن طريق ممارسة اليوغا في أوائل العشرينات من عمرها كوسيلة للحفاظ على صحتها النفسية. من هناك، لاحظت أن العقل والجسد كيان واحد، على عكس ما يعتقده الناس.

على الرغم من استخدام العلاج الجسدي لمساعدة الناس وصفته بورتيوس بأنه “أسلوب حياة؛ وليس مجرد اختيارًا وظيفيًا”.  

دعمًا لما قالته، لا يحتفظ يانج بمعرفته المتزايدة عن العلاج الجسدي في حدود الجلسات التدريبية، بل ينقلها بالكامل إلى طلابه في الفصل نظرًا لأنه يقوم بتدريس فصل “الخطابة العامة”.

يستخدم يانج التقنيات المختلفة المرتبطة بـالعلاج الجسدي من أجل مساعدة طلابه في التغلب على القلق الذي قد يأتي مع فكرة التحدث أمام جمهور.

تتضمن هذه التقنيات “التوجيه”، الذي يتطلب النظر حول البيئة ببطء لاستكشاف الأشياء والأقوام والألوان. بالإضافة إلى تقنية تدعى الثبات “Grounding”، والتي تتطلب من الطلاب أن يشعروا بأجسادهم وأقدامهم على الأرض، وبالتالي تهدئة النظام العصبي.

قال محمد أشرف، طالب في السنة الثانية، حضر فصل يانج للخطابة العامة،  للقافلة أنه وجد تقنية الأرضية فعالة في تهدئته وزيادة ثقته بنفسه.

يقول أشرف، “أعتقد أن فصل الخطابة شديد الأهمية لأننا بحاجة إلى تعلم مثل هذه التقنيات حتي نشعر بالهدوء عند التحدث أمام جمهور.. إنه لأمر جيد حقًا أن يطبق هذا[العلاج الجسدي] في الفصل”.

  

فبالرغم من عدم فاعلية كل الأساليب بالنسبة لأشرف، إلا أنه يعتقد  أن هذه الممارسة بشكل عام ضرورية لفئة الطلاب حيث يبدو أن القلق أكثر انتشارًا بينهم.

للمهتمين بهذا النوع من العلاج، traumahealing.org، هو الموقع الرسمي للعلاج الجسدي، يتضمن جميع التدريبات المتاحة والممارسين الحاليين والمقالات البحثية المتعمقة.