Uncategorizedالسياسة

رسالة من المحرر: قصيدة إلى فلسطين  

اجتمعنا مرة أخرى في الخامس عشر من أكتوبر بنية  محاولة الاستمرار، وحاولنا مواصلة خطتنا، لكننا لم نستطع. تبادلنا النظرات، عرفنا أننا لا نستطيع. تحدثنا مع بعضنا البعض، خرجت الكلمات بلا طعم، علمنا أننا لا نستطيع. 

وهكذا غيرنا الخطة.

سرعان ما أدركنا أنه لن يصبح هذا العدد مخصص لفضح وحشية الاحتلال فحسب، ولكنه تسليط الضوء على فلسطين بما هو أبعد من الألم والمعاناة، بل هي بوابة ننظر من خلالها إلى فلسطين الغنية بالثقافة والتراث والتاريخ، فلسطين مليئة بالنور والحب والاندماج . فلسطين التي -للأسف الشديد- لا نعرفها.

وسرعان ما تحولت  مشاعر العجز والخوف والصدمة والارتباك والثقل وانكسار القلب والحزن وخيبة الأمل إلى عزيمة. هذا هو عهدنا الذي قطعناه على أنفسنا واحساسنا  بالمسؤولية والواجب كصحفيين لتوفير صوت ومنصة. 

علمنا أن هذا هو خيارنا الوحيد .

ما تحمله الآن في يديك هو نتاج هذا الصراع وتلك المشاعر. استجمعنا عزيمتنا، شددنا من أزر بعضنا البعض، جهزنا أقلامنا وكتبنا الرسالة المنبعثة من الألم وحاولنا التعبير عن الأصوات المجروحة. 

لكن إصدار عدد مطبوع كامل عن فلسطين لم يكن أيضًا خيارًا سهلًا، لأن ذلك يستأهل شعور بمسؤولية كبيرة تجاه الفلسطينيين وتجاه مهنتنا. كطلاب، شعرنا بمشاعر مختلطة وأهمها وأصعبها هو الخوف من عدم إعطاء هذا العدد ما يستحقه مما وضع المزيد من الضغط على أكتافنا. 

عزيزي القارئ، أتمنى أن يأخذك هذا العدد في رحلة. 

رحلة استكشاف وتعليم.

رحلة عبر غزة وبيت لحم والضفة الغربية.

رحلة في القانون والأدب.

رحلة عبر الموسيقى والمطبخ والحرف اليدوية.

رحلة عبر الزمن والمقاومة.

فريق تحرير القافلة