Arts and CultureFeaturedالقافلة

مصر أجمل من فوق خشبة المسرح

المسرحية في منتهى الجمال فهي تقدم فن راقي ورسالة هادفة. )تصوير جيداء طه(
(المسرحية في منتهى الجمال فهي تقدم فن راقي ورسالة هادفة. (تصوير جيداء طه

تقرير جيداء طه ومريم مظهر

غابت العروض المسرحية عن أذهان المصريين لسنوات عدة وأصبحت السينما هي الاختيار الوحيد لمشاهدة عرض تمثيلي، ولكن في السنوات الأخيرة بدأ المسرح يأخذ حيزاً أكبر ويصارع من أجل عودته.

قال تامر كرم، الممثل المصري وطالب بالمعهد العالى للفنون المسرحية، “توقف المسرح في مصر كان نتيجة للخسارة التي تعرض لها المنتجين؛ لإن المسرح كان يعتمد على السياحة العربية وكانت هي سبب الإزدهار والإنتعاش في عالم المسرح.”

وضح كرم أن مع إنخفاض نسبة السياحة العربية وزيادة أجور الممثلين بدأ المنتجين تقليل الإنفاق على العروض المسرحية مما أدى إلى ابتعاد الجمهور عن المسرح واتجاهه نحو السينما.

وأضاف كرم أن في هذه الفترة أغُلقت كل المسارح المصرية ماعدا مسرحين منهم مسرح جلال الشرقاوي.

قال كرم لفريق القافلة، “بدأ ظهور المسرح مجدداً مع تقدم القنوات الفضائية، حيث أصبحت تكلفة العمل المسرحي ليس معتمد على تذاكر الحضور فقط ولكن على شراء المسرحيات وعرضها من قبل قنوات مختلفة مثل ام بي سي، الحياة و سي بي سي.”

أرجع أستاذ جمال حجاج، مدير عام دور العرض بالبيت الفنى المسرحى بوزارة الثقافة، سبب إنتعاش المسرح مجدداً هو شعور المواطن بإعادة الأمن في الشارع. فأقر حجاج أن نسبة الأمان إزدادت بمصر بعد إستقرار الدولة، ومن ثم أصبح المسرح أكثر قدرة على جذب الجمهور.

وأكد حجاج أن مسرحية “ليلة من ألف ليلة” تعرض ستة أيام بالأسبوع، فيحضر العرض الواحد حوالى ٤٠٠ شخصاً، بينما يحضر باقي العروض حوالي ٥٠ شخصاً.

وقالت أحد المشاهدين لمسرحية “ليلة من ألف ليلة” التي تُعرض في المسرح القومي، “المسرحية في منتهى الجمال فهي تقدم فن راقي ورسالة هادفة، ولقد افتقدنا هذا النوع من الفن مع غياب المسرح.”

وقال عمر سليمان، مشاهد أخر لمسرحية “ليلة من ألف ليلة”، “يختلف المسرح عن السينما حيث يشعر الجمهور باستعراضات الممثلين امام أعينهم مما يساعد على التفاعل مع الأحداث.”

من أول التجارب التي هدفت إلى إعادة المسرح لمكانته كانت “تياترو مصر” بطولة الفنان أشرف عبد الباقي. وأوضح كرم أن التجربة حصلت على هجوم من قبل المتخصصين وأتهُمت بأنها لا تتبع الأصول المسرحية العريقة.

أكد كرم، “نجاح هذه الأنواع من الأعمال المسرحية، التي تعتمد على الكوميديا والسخرية، مؤشر إلى وجود مناخ تشاؤمي في مصر، ولهذا السبب ايضاً نجح باسم يوسف وبرامج ساخرة عديدة.”

وقال حجاج معلقاً على عوامل نجاح المسرح قائلاً، “يُقاس نجاح المسرحية من عدد مشاهدينه وبالتالي عن طريق الإيرادات.”

ولكن أعرب حجاج أن نجاح العروض فنياً لا يعنى بالضرورة نجاحها جماهيرياً والعكس صحيح. كما أوضح أن أكبر نجاح لعمل فني يكمن في توفيقه فنياً وجماهيرياً، ومن ثم يجمع بين جميع فئات الشعب.

قالت إحدى الحاضرين بالمسرحية، “أفُضل الأعمال المسرحية ولكن قليل ما أذهب إلى المسرح بسبب قلة العروض لكني أذهب في كل فرصة يكون هناك مسرحية ناجحة تعرض.”

بعد بدء المشاريع الصغيرة لإعادة المسرح، إنطلقت بداية “مسرح مصر” وهو عبارة عن نوع جديد من المسرحيات على شكل حلقات في إطار كوميدي ساخر، عُرِض لأول مرة في يناير ٢٠١٤.

وأوضح كرم أن من خلال هذه التغيرات أنطلق أيضاً مسرح الدولة مدعوماً بحركات فنية مثل حركة المسرح العالمي والفنانين المستقلين مما أدى إلى تشجيع القطاع الخاص.

من خلال هذه المبادرات والمشاريع بدأ المشاهد المصري يسمع كلمة مسرح مرة أخرى بعد أن غابت عنه لفترة طويلة.

وأضاف كرم أن هذا التغيير لم يحدث فجأة ولم ينجح دون تعب، وأكد أن الممثلين والفِرق المسرحية كلها عانت من أجل هذا التغيير وخاضوا حرب تتطلب وقت ومجهود كبير.