BusinessEnvironmentFeaturedNewsScience and Technologyالقافلة

مشروع تدوير القمامة الجديد بين الإشادة والتشكيك

[أكشاك مصر الجديدة متواجدة في حي أسوان بمصرالجديدة    [فريدة إسماعيل

تقرير ياسمين نبيل

إفتتحت محافظة القاهرة أكشاك للقمامة لشرائها من المواطنين في حي أسوان بمصر الجديدة، بهدف إعادة تدوير القمامة وإعادة تصنيعها.

كانت محافظة القاهرة قد أعلنت أول هذا الشهر نيتها لإطلاق مشروع باسم «بيع زبالتك». يهدف المشروع إلى تجميع القمامة غير العضوية أو الصلبة فقط، مثل الزجاج والبلاستيك، مع وجود قائمة بالأسعار لكل نوع من المخلفات، فمثلاً يباع كيلو الورق بثمانين قرشاً، بينما يباع كيلو البلاستيك بثلاثة جنيهات.

أثنت سارة البطوطي، عضو المجلس الاستشاري للتنمية المجتمعية التابع لرئاسة الجمهورية على المشروع، وقالت، «في رأيي، فكرة المشروع جيدة جداً وتعتبر حافزاً قوياً لتوعية المواطنين وتشجيعهم على المساهمة في المشروع.»

وأضافت أن هذا المشروع بعتبر حافز مادي، لأنه سيعود على المواطنين بالدخل عند بيعهم للقمامة، وقالت، «عندما يرى الناس بأنفسهم النتيجة الإيجابية للمشروع سيقبلوا أكثر على المشاركة.»

دَعم السيد حجازي، عضو بالبرلمان في لجنة الطاقة والبيئة، هذا المشروع لأنه يشجع الشعب على عدم إلقاء القمامة في الشوارع وأيضاً للاستفادة من القمامة في المواد الصناعية.

قال حجازي، «هذا المشروع يعتبر في مرحلة التجريب فقط، فإذا نجح في منطقة مصر الجديدة، سيتم توسيعه وإفتتاح أكشاك في مناطق أخرى. القمامة غير العضوية أو الصلبة تستخدم في الأسمدة وتوليد الكهرباء، وكل هذا يعود على الاقتصاد القومي.»

بينما قال صلاح الحجار، رئيس قسم الهندسة الميكانيكية في الجامعة الأمريكية، «أعتقد أن المشروع ناجح ولكنه مشروع استثماري بالدرجة الأولى بالنسبة للمواطنين أو المحافظة، لأن الحكومة ستشتري القمامة من المواطنين بأسعار معينة ثم يتم بيعها بأسعار أغلى لشركات إعادة التدوير. لكن المشروع لن يساهم في حل أزمة القمامة لأنه يتعامل فقط مع عشرين في المئة من مكونات القمامة.»

وضح الحجار أن المكونات العضوية وغيرها من المخلفات الأقل قيمة، والتي تمثل حوالي سبعين بالمئة من القمامة، لا يتم التعامل معها ولذلك فإن المشروع لن يجعل القاهرة أكثر نظافة ولا يستحق كل تلك التوقعات والحديث على مواقع التواصل الاجتماعي، على حد قوله.

تم افتتاح الأكشاك في مصر الجديدة بمنطقتي أسوان وابن سندر يوم السبت الموافق ١١ مارس، بحضور عاطف عبد الحميد، محافظ القاهرة، وإبراهيم صابر، رئيس حي مصر الجديدة وعدد من نواب البرلمان.

قال عبد الحميد في تصريحات صحفية أن أجهزة المحافظة المعنية ستقيّم التجربة قبل تعميمها في كافة أحياء القاهرة.

كما أكد أن فكرة شراء المخلفات الصلبة من المواطنين ستساهم بدرجة فعالة في الحفاظ على نظافة شوارع العاصمة، بالإضافة إلى تشجيع المواطنين في بيوتهم على فصل القمامة من المنبع والاحتفاظ بالمواد الصلبة ذات القيمة، والتي يمكن الاستفادة منها من خلال البيع.

ونوه عبد الحميد إلى أنه سيتم تسيير ٤ سيارات في حيي النزهة ومصر الجديدة، بواقع سيارتين في كل حي لشراء القمامة للتيسير على المواطنين، الذين لا يستطيعون الذهاب للمنفذين الثابتين، مشيراً إلى أنه سيتم بصورة دورية الإعلان عن أماكن ومواعيد تواجد السيارات، طبقاً لموقع اليوم السابع.

ستتولى بعض المنظمات الأهلية إدارة المشروع تحت إشراف محافظة القاهرة وسيتم ارسال القمامة بعد تجميعها إلى الشركات المتخصصة في تدوير القمامة للاستفادة منها.

على الصعيد الاخر، عبر بعض المواطنين عن تخوفهم من عدم نجاح المشروع وتشكيكهم في مدى عمليته وإمكانية استمراره على المدى الطويل.

أضاف الحجار، «معظم مجهودات الحكومة في أزمة القمامة هي مجهودات عشوائية. يتعين على الحكومة إقامة حل متكامل للمنظومة بأكملها من الألف إلى الياء، والعمل على التنسيق بين الحكومة والقطاع الخاص الممثل في الشركات الخاصة وهيئة النظافة، وتوحيد نموذج واحد لتدوير القمامة على مستوى الجمهورية، والعمل على تأهيل العاملين بالنظافة.»

أكد على ذلك عمرو سليمان، رئيس جمعية البيئة في المجلس القومي للمرأة، الذي كان له رأيا مشابها، وقال، «فكرة المشروع جيدة ولكنها ليست عملية من ناحية تمويل المشروع وإدارته.»

وضح سليمان مختلف النقاط التي يجب أخذها في الاعتبار، مثل تقدير عدد المواطنين التي ستجلب النفايات، ومدى استعدادهم للانتظار في طوابير لبيع نفاياتهم مقابل مبالغ ضئيلة من المال، وكم النفايات التي يجب جمعها لتكون ذات قيمة وطول المسافات التي يجب قطعها للوصول للأكشاك.

وأضاف، «هناك الكثير من قضية إعادة التدوير في مصر من مجرد إقامة أكشاك لشراء النفايات. لا يمكننا التعامل مع ناحية واحدة فقط أو عنصر واحد. نحتاج إلى تغيير جذري للثقافة بأكملها ونظام التعليم والمناهج، وخاصة مع الجيل الناشئ حتى نهيئ لنظام متكامل. إذا تعلم الجيل الجديد إعادة التدوير وعملياته في المدارس، سيطبقوا ذلك في منازلهم أيضا.»