Home Page

في رحلة البحث عن العروبة

أوقات‭ ‬يكون‭ ‬المرء‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬التريث‭ ‬والتمهل‭ ‬حتى‭ ‬يتسنى‭ ‬له‭ ‬التفكير‭ ‬بعمق‭ ‬بما‭ ‬يحدث‭ ‬حوله‭ ‬و‭ ‬يدرك‭ ‬سبب‭ ‬المصائب‭ ‬الدائرة‭.‬

علي‭ ‬سبيل‭ ‬الذكر‭ ‬منذ‭ ‬يومين‭ ‬كنت‭ ‬أقود‭ ‬السيارة‭ ‬عائدا‭ ‬لبيتي‭ ‬من‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي‭ ‬و‭ ‬أثناء‭ ‬القيادة‭ ‬ليلا‭ ‬على‭ ‬محور‭ ‬المشير‭ ‬انشغلت‭ ‬مع‭ ‬عقلي‭ ‬الباطن‭ ‬و‭ ‬غبت‭ ‬عن‭ ‬الحياه‭ ‬للحظه‭ ‬عدت‭ ‬فيها‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬للخلف‭ ‬و‭ ‬تذكرت‭ ‬فيها‭ ‬رحلتي‭ ‬المكلكعه‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ , ‬تذكرت‭ ‬كيف‭ ‬تخلي‭ ‬عني‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬لكنهم‭ ‬علموني‭ ‬فن‭ ‬مواجهة‭ ‬الصدمات‭ ‬التي‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬تضربنا‭ ‬بقوه‭ ‬خاصة‭ ‬عندما‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬أقرب‭ ‬الناس‭ ‬اليك‭ , ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬طالما‭ ‬خلقت‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬الرجال‭ ‬في‭ ‬الأوقات‭ ‬العصيبة‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬تعلم‭ ‬المرء‭ ‬من‭ ‬يمكن‭ ‬الاعتماد‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬او‭ ‬بالبلدي‭ ‬‮«‬‭ ‬اعرف‭ ‬صاحبك‭ ‬و‭ ‬علم‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬‭ -‬أنا‭ ‬دائما‭ ‬أحب‭ ‬الربط‭ ‬بين‭ ‬الحياة‭ ‬الخاصة‭ ‬بي‭ ‬و‭ ‬العامة‭ ‬الدائرة‭ ‬حولي‭ ‬حتي‭ ‬افهم‭ ‬الموضوع‭ ‬أكثر‭ .  ‬

أثناء‭ ‬رحلة‭ ‬العودة‭ ‬للماضي‭ ‬غيرت‭ ‬مساري‭ ‬و‭ ‬اتجهت‭ ‬لرحله‭ ‬ثانيه‭ ‬و‭ ‬هي‭ ‬رحلة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬العروبة‭ ,   ‬لكن‭ ‬بعض‭ ‬المقربون‭ ‬لي‭ ‬نصحوني‭ ‬بعدم‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬الكنز‭ ‬المفقود‭ ‬لأنني‭ ‬سأصطدم‭ ‬بحائط‭ ‬صد‭ ‬منيع‭ ‬يدفعني‭ ‬لجدود‭ ‬جدودي‭ ‬و‭ ‬لكني‭ ‬تريثت‭ ‬قليلا‭ ‬و‭ ‬شاهدت‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬حولي‭ , ‬محمد‭ ‬صلاح‭ ‬النجم‭ ‬المصري‭ ‬المحترف‭ ‬في‭ ‬ليفربول‭ ‬اليس‭ ‬نحن‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬هاجمناه‭ ‬بعد‭ ‬أزمته‭ ‬مع‭ ‬اتحاد‭ ‬الكره؟‭ ‬اليس‭ ‬نحن‭ ‬من‭ ‬صرحنا‭ ‬انه‭ ‬بدء‭ ‬التكبر‭ ‬و‭ ‬التعالي‭ ‬علي‭ ‬المسئولين‭ ‬؟‭ ‬لكن‭ ‬لو‭ ‬كنا‭ ‬تريثنا‭ ‬قليلا‭ ‬كنا‭ ‬علمنا‭ ‬مطالب‭ ‬صلاح‭ ‬كانت‭ ‬منطقية‭ ,  ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬الإنسان‭ ‬الكامل‭ ‬ذهنيا‭ ‬الذي‭ ‬يسمح‭ ‬للمعجبين‭ ‬بالتصوير‭ ‬معه‭ ‬الساعة‭ ‬الرابعة‭ ‬فجرا؟‭ ‬أليس‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬ذلك‭ ‬الأنسان‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬وضعه‭ ‬و‭ ‬منصبه‭ ‬أن‭ ‬ينعم‭ ‬بالقليل‭ ‬من‭ ‬الراحة‭ ‬؟‭ ‬لا‭ ‬راحة‭ ‬ايه‭ ‬احنا‭ ‬نشحططوا‭ ‬ورانا‭ , ‬احم‭ ‬عفوا‭ ‬العامية‭ ‬التي‭ ‬بداخلي‭ ‬استيقظت‭ ‬للتو‭ , ‬أليس‭ ‬بعض‭ ‬المصريين‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬قالوا‭ ‬أن‭ ‬صلاح‭ ‬لم‭ ‬يؤدي‭ ‬ما‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬كاس‭ ‬العالم‭ ‬و‭ ‬كان‭ ‬خائف‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬من‭ ‬الإصابة‭ ‬حتى‭ ‬لامه‭ ‬البعض‭ ‬باللامبالاة‭  ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬اصابات‭ ‬الكتف‭ ‬لأنها‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تدمر‭ ‬حياة‭ ‬اللاعب‭ ‬و‭ ‬تنهي‭ ‬مسيرته‭ . ‬

و‭ ‬أثناء‭ ‬رحلتي‭ ‬شاهدت‭ ‬مراسم‭ ‬تسليم‭ ‬جوائز‭ ‬اللاعب‭ ‬الأفضل‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬في‭ ‬العاصمة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬لندن‭ ‬و‭ ‬شاهدت‭ ‬ان‭ ‬طريقي‭ ‬مليء‭ ‬بالألغام‭ , ‬محمد‭ ‬صلاح‭ ‬خسر‭ ‬لأن‭ ‬النظام‭ ‬قائم‭ ‬علي‭ ‬التصويت‭ ‬و‭ ‬ليس‭ ‬علي‭ ‬أساس‭ ‬معايير‭ ‬أخري‭ ‬و‭ ‬المضحك‭ ‬أن‭ ‬دولتين‭ ‬عربيتين‭ ‬فقط‭ ‬هما‭ ‬من‭ ‬صوتوا‭ ‬لصلاح‭ ‬مصر‭ ‬و‭ ‬سوريا‭ ‬حاليا‭ ‬الجمهورية‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬سابقا‭ , ‬‮«‬‭ ‬مَا‭ ‬أَشْبَهَ‭ ‬اللَّيْلَةَ‭ ‬بِالبَارِحَةِ.‭«

 ‬اليس‭ ‬من‭ ‬غدر‭ ‬بالحسين‭ ‬عليه‭ ‬السلام‭ ‬حفنة‭ ‬من‭ ‬مدعي‭ ‬العروبة‭  ‬عندما‭ ‬حاصره‭ ‬جيش‭ ‬الكوفة‭ ‬في‭ ‬كربلاء‭ ‬و‭ ‬قتله‭ ‬غدرا‭ ‬و‭ ‬مات‭ ‬حرا‭ ‬سعيدا‭ .  ‬و‭ ‬اليوم‭ ‬صلاح‭ ‬يدخل‭ ‬المسابقة‭ ‬مدعوما‭ ‬بدولتي‭ ‬عربيتين‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬22‭ ‬دوله‭ ‬ليفوز‭ ‬الكرواتي‭ ‬لوكا‭ ‬مودريتش‭ ‬بالجائزة‭ ‬به‭ ‬لكل‭ , ‬اراك‭ ‬لاحقا‭ ‬يا‭ ‬مومو‭ ‬فأنا‭ ‬على‭ ‬موعد‭ ‬مع‭ ‬رحلة‭ ‬طويلة‭ ‬لأبحث‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬كنز‭ ‬ضائع‭ ‬يدعي‭ ‬‮«‬‭ ‬العروبه‭.‬‮»‬