OpinionSpotlight

ماذا تفعل النساء عند التعرض للتحرش؟

هل تعلمين أنك بإمكانك مقاضاة المتحرش الجنسي فقط بسبب التحرش اللفظي أو المعاكسة بالشارع؟

لم أكن أعلم ذلك حتى حضرت تدريب لمؤسسة خريطة التحرش لمكافحة التحرش الجنسي، عن الخطوات والآحتياطيات التي يجب أن تتخذها النساء في حالة التعرض للتحرش الجنسي.

بالأسبوع الماضي، كتبت مقال عن التحرش الجنسي في مصر، في محاولة لإقناع النساء بالتحدث عن تجاربهم.

لم أكن مرتاحة بفكرة أن الحل الوحيد الذي من الممكن اقتراحه في تلك الحالات لحماية النساء هو التحدث فقط، من دون شرح عواقب التحدث وأهميته. فماذا نفعل عندما نتحدث وندافع عن حقوقنا ضد المتحرش؟

لسخرية القدر، قد وضح تدريب مؤسسة خريطة التحرش الخطوات الضرورية التي يجدر أن تتبعها النساء عند قرار التحدث والوقوف ضد المتحرش.

سواء جسديا, أولفظيا، أوحتى عن طريق الانترنت أو بأي طريقة، كل فعل غير مرحب به يعد تحرش.

أبسط الأفعال كالانتباه الغير مرحب به من خلال الرسائل النصية من الممكن أن يحسب تحت مظلة التحرش الجنسي، خاصة عند الرفض الواضح.

تفاجأت عندما علمت أننا لدينا قوانين لمعاقبة التحرش الجنسي، وليس فقط قوانين لمعاقبة حوادث الاغتصاب.

بالنسبة للقانون المصري، من الممكن معاقبة المتحرش بسبب قول أو لفظ أو فعل غير ملائم. فقد يعاقب المتحرش بسبب هذا التعدي بالحبس على الأقل لمدة ستة أشهر، أو بفع غرامة قد تصل الي 3000 جنيه مصري.

بالطبع لا أستطيع أن أنكر ظني في امكانية تطبيق تلك القوانين، حيث اعتدنا على سماع الشعارات والقواعد التي ليست بالضرورة متواجدة على أرض الواقع.

مع ذلك، أعتقد أنها فرصة من الممكن أن تستغلها الحكومات جيدا، حيث نجمع الضرائب ممن حقا يستحقون الغرامة. فوجود رجال الشرطة أكثر بالشوارع لمتابعة حالات التحرش وتجميع الغرامات بإمكانه أن ينعش اقتصاد البلاد خلال أيام.

كما أن توقف النساء عند كل رجل يتحرش بها لفظيا أو جسديا ومقاضاته فكرة غير عملية، حيث قد يضمن لهم ذلك المكوث في قاعات المحاكم طوال اليوم.

بامكاني تخيل التعقيدات التي تواجه النساء بإثبات حالة التعدي، وإيجاد شخصا للدعم. ولكن على الأقل, لدينا الآن نقطة للبداية.

هذا يجعل لنا دافع أكبر للتحدث والمقاومة.

وأكدت مؤسسة خريطة التحرش على أهمية إيجاد شهود للوقوف بجانب نجاة التحرش بالمحكمة.

لكنهم ينصحون النساء بعدم السماح للشهود بالضرب أو التعدي على المتحرش حتى لا يرفع قضية تعدي أمام قضية التحرش. وبذلك، تمكث قضيته أمام قضيتها.

بالطبع لا يمكن أن يصبح العنف هو الحل، ولكن منع الشهود من الضرب شئ مثالي وغير عملي. فماذا اذا توترت النساء وضربت المتحرش بعد فعلته؟ هل ليس لديها الحق في الدفاع عن نفسها أيضا؟

هذا لا يعني أن نشجع العنف ضد المجرمين عامة، ولكن في بعض الأحيان، يصبح ضرب الحي والناس بالشارع للمتحرش أكثر سهولة من الركض وراء المحاكم.

من المهم أن نرفع القضايا في جميع الأحوال حتى إن لم نمتلك الأدلة الكافية ضد المتحرش. فالعديد من القضايا الغير كاملة قد تجمع ملفا للمتحرش يمكن الرجوع له في وقت لاحق. وبذلك، يعاقبون في نهاية الأمر.

بالرغم من كل تلك التعليمات، أكدت خريطة التحرش أكثر من مرة على عدم شعور النساء بالذنب إذا لم تكن ردود أفعالهم مناسبة حين يتعرضون للتحرش.

بالتأكيد، من الطبيعي أن نشعر بالضغط ونتوقف عن التفكير للحظات، ففي النهاية نحن بشر. ولكن من الطبيعي أيضا أن نهيأ أنفسنا للرد والمقاومة عند حدوث تلك المواقف.

فليس بالضرورة أن نحارب اليوم. ولكن ضروري للغاية أن نبدأ المحاربة يوما ما.

فلا علاقة للموضوع بالفتاة. ليس خطأها وليست ملابسها. كل الموضوع هو نظامنا الذكورية. فالتحرش نوع من أنواع الشعور بالهيمنة والقوة فقط لأنهم يستطيعون فعل ذلك.

ولذلك، لا يجب علينا الصمت أبدا.