- تقرير: غادة رمضان
هذا كان عنوانًا لمقال منشورًا بجريدة “اليوم السابع” السنة الماضية بالسادس عشر من نوفمبر، يشيد المقال بما حققته المقاومة ضد الاحتلال الغاشم، وكيف أنها وجهت ضربة قاضية لهم، فالمقال مليء بالفرحة والاعتزاز فيعيد الشعور بالانتصار الذي كان غائبًا! وقد مر العام بكل مآسيه، فلقد وصل عدد الضحايا بغزة إلى ٤٤٢٣٥، ولم يكتفِ الاحتلال بالمجازر الذي ارتكبها في غزة ليرتكب مجازر أخرى في لبنان، ويصل بعدد الشهداء إلى ٣٧٦٨، فماذا بعد كل هذا الجبروت؟ هل اقتراب نهاية هذا الكيان؟!
منذ البداية، بحسب ما ذكره مارسيليو سفيرسكي في كتابه (ما بعد إسرائيل: نحو تحول ثقافي)، فقد “ظلت إسرائيل تبحث عن عدو دائم يهدد وجودها لتضمن وحدة داخلها وتطمس تناقضاتها الداخلية الكثيرة”، فهل هذا معناه أن ما ترتكبه إسرائيل من جرائم هو جزء من سياستها الدائمة؟، هذه السياسة التي زادت في دعمها وشددت عليها الأصولية اليهودية التي تمكنت من الوصول إلى الحكم في تل أبيب، وعليه وصلت “الصهيونية أعلى مراحل العنصرية”، فإن هذا ما توقعه الصحفي الإعلامي “أحمد المسلماني” في كتابه (ما بعد إسرائيل: بداية التوراة ونهاية الصهيونية) الصادر عام ٢٠٠٣!
إذًا، هل هذا الكيان طاغٍ حتى النهاية؟ أم أن الصهيونية حقًا قد ماتت كما ادّعى أبراهام بوزغ بصحيفة موند الفرنسية عام ٢٠٠٣؟ وأن موتها يعني موت إسرائيل كذلك؟
يقول “مارسيليو” بكتابه السابق ذكره أنه قد “تهاوت خطابات الرومانسية الصهيونية أمام حقيقة الاستعمار الدموي والعنصري”، وعليه نرى التيار المعادي للصهيونية يزداد انتشارًا بين الأوساط اليهودية داخل إسرائيل وخارجها، وأن اليهود في كل مكان يبحثون عن إفشاء السلام مع العالم، بل أن اليهود داخل إسرائيل يبحثون عن الأمان المفقود والسلام المزعوم، وبالتالي يكرهون الحرب وما تفعله حكومتهم، وينادون بالعيش بسلام مع جيرانهم العرب!
دعوني أزعم أن إسرائيل زائلة، وما أقصده بإسرائيل هنا هو ذاك الكيان السياسي الغاشم الذي يطيح في الأرض قتلًا وظلمًا وفسادًا، فالزوال قادم من داخله -للأسف لسنا العرب لنا دخل فيه كما هو واضح من الواقع الحالي-، وأن “في كل الأحوال وأيّا كانت أحداث الساعة في اللحظة الراهنة فإننا نواجه واقعًا جديدًا، هو ذلك التحول من إسرائيل إلى ما بعد إسرائيل”، وإذا كان الأستاذ “أحمد المسلماني” يقصد بكلامه هذا في كتابه ولادة الصهيونية العنصرية الراهنة، فإنني أتوقع به نهاية هذه العنصرية الدامية، وزوال هذا الكيان الطاغي.
ودعونا نتذكر قانون من قوانين الفيزياء الأساسية بأن كل فعل له رد فعل مساوٍ له في القوة ومضاد له في الاتجاه، فإذا كان هذا فعل إسرائيل فلكم أن تتخيلوا كيف سيكون الرد؟! دعونا نرى النهاية ونستمتع بها!