- تحرير: مهند أبو سريع
- حقوق الصورة: قسم التاريخ بالجامعة
نظم قسم التاريخ في الجامعة الأمريكية بالقاهرة ندوة يوم الأربعاء ١٦ مارس، استضاف خلالها الدكتورة ريهام المورالي، الخبيرة في قضايا الجندر والسياسة فى منطقة الشرق الأوسط، لتناول أهمية الاستعانة بالتاريخ لتغيير الحاضر، ودور المرأة فى ذلك، وكيف شكلت تجاربها الشخصية مسار حياتها المهنية.
وأشارت المورالي إلى أن التاريخ له دور بالغ الأهمية في حياة الفرد، سواء على الصعيد الشخصي أو في فهم الأحداث الدولية، كما يسهم في تصحيح الصور النمطية وتغيير آراء المجتمع. وقد استشهدت بعدد من الأمثلة لتوضيح فكرتها.
افتتحت ريهام حديثها بالمقولة الشهيرة: “التاريخ يعيد نفسه”، معتبرة أن السبب في ذلك هو أن الناس لا يتعلمون من أخطاء الماضي، ولا يهتمّون بالسياقات التاريخية للأحداث الحالية.
وضربت مثلا بأحداث السابع من أكتوبر، حيث رأت أن الكثيرين في الغرب لا يعرفون تاريخ القضية الفلسطينية ولذلك كان حكمهم على أحداث السابع من أكتوبر٢٠٢٣ غير عادل؛ إذ رأوا فقط جانب هجوم حماس على المدنيين وأسرهم لبعض منهم، ولم يروا الأسباب التي أدت إلى ذلك.
فهي ترى أن كثير من أبناء الدول الغربية لا يعلمون تاريخ القضية الفلسطينية ولذلك كان حكمهم على أحداث السابع من أكتوبر٢٠٢٣ غير عادل؛ إذ رأوا فقط جانب هجوم حماس على المدنيين وأسرهم لبعض منهم، ولم يروا الأسباب التي أدت إلى ذلك.
ثم انتقلت ريهام إلى نقطة أخرى، وهي أن فهم التاريخ يؤثر على حياة الفرد. فقد أشارت إلى أنها بدأت اهتمامها بدراسة العلوم السياسية والتاريخ بعد ثورة 25 يناير 2011، إذ شعرت بالذنب؛ لأنها لا تعرف الأسباب التي أدت إلى الثورة، وهو ما كان يواجهه الكثير من أبناء جيلها. وأكدت أن الفترة من 2012 إلى 2013 شهدت زيادة في إقبال الطلاب على تخصصات العلوم الاجتماعية.
أوضحت أيضًا أن المرء لا يستطيع أن يغير الصور النمطية وآراء المجتمع دون أن يعلم كيف نشأت. وقد كان هذا سببًا آخر لرغبتها في دراسة التاريخ؛ حتى تستطيع تغيير السلوك السلبي في المجتمع، مثل التحرش وضرب بعض الرجال لنسائهم.
فقد ذكرت. أن سبعة وتسعين بالمئة من النساء المصريات اللاتي تتراوح أعمارهن بين ١٥ و٥٤ قد تعرضن لنوع من التحرش أو الإيذاء. كما استعرضت تجربتها الشخصية مع التحرش عندما انضمت إلى فريق المنتخب المصري للسباحة في عام 2011، مشيرة إلى أنها كانت ترغب في فهم سبب انتشار هذا السلوك المشين في المجتمع من خلال دراسة التاريخ، وفهمه، وفهم تداعياته.
من المشاكل الأخرى التى تواجه المرأة التي أشارت لها معتبرة أننا لا نستطيع حلها دون أن نفهم تاريخها هي أن الكثير من النساء عندما يذهبن إلى الطبيب؛ ليشتكين من آلام في أجسامهن، يقول لهم الأطباء أنهن يبالغن، وقالت إن ذلك يرجع إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر؛ إذ كان الأطباء يشخصن الكثير من السيدات اللاتي يصبن بأعراض الاكتئاب أو اضطراب ما بعد الصدمة بما يسمى بهستيريا السيدات؛ فأصبح بعد ذلك يرى أن أي سيدة تشتكي من ألم إنما هي في حالة من الهستيريا أو الوهم.
وقالت إن هذا الأمر قد تعرضت له شخصيًا، فعندما كانت تأخذها والدتها إلى العديد من الأطباء كانوا يخبروها بأنها فقط “تتهرب من المدرسة”، إلى أن اكتشفت بعد 16 عامًا أن عدم علاج هذه الآلام كان قد أدى إلى إصابتها بسرطان المبيض.
من جانبها، قالت حنان خلوصي، عميدة وأستاذة قسم التاريخ، المنظمة للندوة، أنها بدأت بتنظيم هذا النوع من الندوات لجمع الطلاب والخريجين والعلماء لمناقشة جميع الطرق التي يخدمنا بها التاريخ في حياتنا. وأضافت أنها دعت ريهام للحديث عن رحلتها الشخصية؛ لأنها ترى أن الأمر يكون أكثر تأثيرًا بالنسبة للطلاب عندما يسمعون من الطلاب السابقين.
وهو ما أكد عليه الطلاب الحاضرون ومن بينهم جاسمين متولي، وهي طالبة تخصصت في دراسة الشرق الأوسط، والتي قالت إن المحاضرة لفتت انتباهها إلى أن الصراعات التي تمر بها النساء، هي جزء من تجربة مشتركة أوسع تشكلها سنوات من التاريخ والسياسة والثقافة. وقد ألهمتها بمشاركتها لتجاربها الشخصية، تلك التي عادةً ما تتجنب النساء الحديث عنها، غالبًا بسبب الخوف.