Uncategorized

عادات رمضانية في ظل الأزمة الاقتصادية في مصر 

تقرير: مريم أحمد 

تحرير: فاطمة فؤاد

يستمتع المصريون في شهر رمضان من كل عام بعادات اجتماعية متنوعة مثل التجمعات العائلية والعزائم، ولكن يشهد هذا العام بعض الظروف الاقتصادية الصعبة نتيجة لارتفاع سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري، والذي من المتوقع أن يؤثر بشكل كبير على القوة الشرائية للمواطن. 

قامت جريدة القافلة بعدة حوارات مع عدد من المواطنين من مختلف الفئات لتكوين صورة واضحة عن استعدادهم للشهر الكريم في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة. 

في حوار مع المستشار هشام عبدالرحمن، قاضِ في مجلس الدولة: “يجب على كل مواطن مراعاة العادات الأسرية الخاصة بشهر رمضان المبارك وضرورة تقليل النفقات الخاصة بالعزائم والتجمعات العائلية التي  يترتب عليها العديد من الأعباء المالية، فمن الأفضل أن يتم توجيه هذه النفقات إلى الأعمال الخيرية لمساعدة من هم أقل حظًا في مواجهة تلك الأزمة”. 

كما قالت مها القباني، ربة منزل: “هذا العام سوف اقتصد في شراء الحاجات  الأساسية لإفطار رمضان مثل الكركديه وبعض المكسرات، وسوف أشتري الفوانيس للأطفال كي يستشعروا أجواء وروحانيات الشهر المبارك”.

 ونظرًا للأزمة التي تواجهها البلاد، تابعت  القباني أنها ستتجه إلى تقليل أصناف الطعام التي تقدمها في العزائم حيث أنه من عادات المصريين المشهورة الإفراط في تقديم الطعام  في هذه المناسبات تعبيرًا عن حسن إكرامهم للضيف. 

أكملت: “لم تعُد عادات شهر رمضان كالسابق إذ كانت قبل ذلك مقتصرة على التجمعات العائلية في المنزل لتناول الإفطار،  ولكن مع التطور الذي واجههُ المجتمع المصري، اندثرت هذه العادات الجميلة، وحلّ محلها الاتجاه نحو قضاء معظم أيام الشهر خارج المنزل”. الجدير بالذكر أنه في ظل  الظروف الاقتصادية الحالية وزيادة الأسعار في المطاعم والخيم الرمضانية تتوقع القباني أن العادات الرمضانية القديمة سوف تعود من جديد. 

اتفق البعض أنه خلال السنوات الماضية كان شراء الفوانيس والزينة في البيوت والشوارع من العادات الهامة، وكان يتهادى الأهل والأصدقاء الفوانيس تعبيرًا عن المحبة بين بعضهم البعض، فمِن المؤسف أن يكون رمضان هذا العام خاليًا من تلك الطقوس بسبب الدعوات المتتالية إلى التقشف وتوفير كل ما هو ليس ضروريًا.

مع اقتراب حلول شهر رمضان، ارتفعت أسعار الفوانيس والتي تعد من أهم أدوات الزينة الرمضانية للأطفال والكبار حيث قال محمود شعبان، بائع فوانيس بالعباسية: “إن الأسعار تتراوح بين المائة والثلاثمائة جنيه للفانوس ويختلف السعر باختلاف الحجم”.

أضاف شعبان  أن القوة الشرائية أصبحت متدنية جداً هذا العام بسبب ارتفاع الأسعار، ما يترتب عنه غلق أبواب رزق بعض البائعين المعتمدين كليًا على الموسم الرمضاني لبيع منتجاتهم. 

لا يقتصر هذا الرأي على الطبقة العاملة فحسب بل يكاد يكون حقيقة عامة يتشاركها الجميع حيث قال خالد الهواري، مدرس لغة عربية: “في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد في رمضان، من المؤكد أنني سأتخلى عن بعض العادات الترفيهية الزائدة عن الحاجة توفيرًا للنفقات”.

وأضافت رقية محمود، دكتورة في كلية التربية قسم اللغة العربية: “أساسيات الطعام مثل اللحوم والعصائر والحلويات في قائمة أولوياتي لهذا العام ومن الممكن أن اقتصد  في شراء بعض الياميش والزينة الرمضانية نظرًا لارتفاع الأسعار”.