Uncategorizedالأخبار

الفيلم الكوميدي، “الحريفة” في جزء تاني قريبًا

تحرير: مهند أبو سريع

 في ظل النجاح الذي حققه فيلم “الحريفة”، قرر صناع الفيلم تقديم جزء ثانٍ له. الفيلم الذي يعرض في السينما الآن حقق إيرادات  تصل إلى ٦٢ مليون جنيهاً وفقًا لكاتبه إياد صالح. 

حصل الفيلم على تقييم نقدي من الجمهور وصل إلى ١٠/٧٠١، وفقًا  gقاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت. وبالرغم من خلو الفيلم من نجوم الشباك، فقد حقق نجاحًا كبيرًا.

الفيلم من إخراج  رؤوف السيد، وبطولة الفنانين: نور النبوي، أحمد غازي ، سليم الترك، وغيرهم. تدور أحداث  الفيلم حول تغير حياة نور النبوي (ماجد) والذي انتقل من مدرسته الخاصة  إلى مدرسة حكومية بعدما أعلن والده إفلاسه، ومع مرور الوقت، يكتسب احترام زملائه في الفصل بسبب مهاراته في كرة القدم.

قابلت القافلة إياد صالح، كاتب ومخرج فيلم الحريفة، وسآلناه عن أسباب نجاح الفيلم وسبب تفكيره في تقديم جزء ثاني له، 

فقال: إنه يحب كرة القدم جدًا، ويراها أقرب تجسيد للحياة بكل معانيها وصراعاتها وحزنها وسعادتها، آما بالنسبة لفكرة الأجزاء، فيقول: “من أول لحظة حين بدأت كتابة الفيلم كنت أري أن قصة الحريفة  سوف تُحكى في أكثر من فيلم واحد، لأن شخصيات الحريفة، شخصيات لها عالم وتفاصيل تسمح بذلك “.

 ويرى  صالح أن هناك بعض العوامل الثقافية والمجتمعية التي يأمل في توضيحها واكتشافها من خلال الكوميديا بأجزائها المختلفة، فيقول مثلا إن تفريغ الطاقة في الرياضة كان يحمي الشباب من المخدرات ومن الجريمة ومن الانحراف بشكل عام، وبالتالي فالكرة  من وجهة نظره هي فرصة للناس اللذين لم تعطهم الحياة فرصةً لتحقيق أحلامهم.

ويقول : “النجاح لكبير لفيلم الحريفة في الجزء الاول منه هو الذي أدى إلى رفع سقف توقعات الجمهور تجاه الجزء الثاني و أنا اقوم بكتابة الجزء الثاني من الفيلم بنفس طريقة الجزء الأول، حتى يشعرالجمهور وكأنه جزء من القصة ويفهم كل الأحداث التي تدور. والشيء الرائع هو أنه يمكنك مشاهدة الجزء الثاني حتى لو لم تكن قد شاهدت الجزء الأول وسوف تستمتع بالمشاهدة. ولكن إذا شاهدت الجزء الأول، فمن المحتمل أن تستمتع به أكثر.”

وعن غياب النجوم في هذا العمل وهل يمكن اعتبارها مغامرة يقول صالح: إن اختفاء نجوم الشباك في هذا العمل يعد بمثابة مغامرة كبيرة لمنتج الفيلم اكثر منها بالنسبة للمؤلف الذي يكون تركيزه على محتوى ومضمون قصة الفيلم التي تستدعي ممثلين من الشباب صغيري السن. وهذا يتماشى مع طبيعة الشخصيات التى يتطلبها هذا العمل السينمائي ليأتي أكثر إقناعًا بظهور تلك الوجوه الجديده التي يقدمها هذا الفيلم.

وبناء عليه فقد شرح لنا صالح ذلك من خلال قوله: “عندما تبدأ مرحلة التصوير، يتعيّن على الكاتب أحيانًا  أن يعيد  كتابة أجزاء محددة بناء على ظروف التصوير وبعض الأحداث المفاجِئة المُتوقّع حصولها  أثناء التصوير، وبالتالي الكاتب في السينما ليس  ككاتب الروايات فهو يقدم من أول لحظة منتج نهائي للجمهور. كما أن الكاتب في السينما يتعاون بل ويتفاعل مع كل عناصر الفيلم مما يؤدي إلى  توصيل الفيلم الي الجمهور بالشكل الذى يشاهده علي الشاشة. وتكمن الخبرة هنا فى ضرورة مراعاة تكامل العناصر الأساسية للسيناريو المكتوب طوال الرحلة. ولذا فإنه لابد أن تكون حساس وواعي لكل شيء في تسلسل الاحداث التي تنقلها للجمهور.”

و عن تأثره برأى الجمهور يقول صالح: “لقد شاهدت الفيلم أكثر من  ثلاثين مرة في السينما مع الجمهور، وفي كل مرة اندهش  من ردود أفعال الجمهور، متي يصقفون ومتي يضحكون، متي يتأثرون ، واذكر أن أكثر رد فعل أضحكني أنا بصفة شخصية عندما تفاعل واحدا من الجمهور مع احد مشاهد الفيلم وتحديدا عندما قام “بسام” بضرب “ماجد” أثناء الشوط الثاني لمباراة كرة القدم  حيث شاهدته واقفا وهو يردد بصوت عال قائلا: “أطرده ياحكم” وعندما تصادف في الفيلم أن قام الحكم بطرد بسام بالفعل وقف هذا المشاهد وسط الجمهور وظل يصفق تصفيقا حارًا وتبدو عليه علامات الفرحة وكانه يتابع المباراة الحقيقية التي جاءت في سياق الفيلم.”

ثم اضاف،”ويمكنني الآن أيضا اأن أتذكر مشهد آخر في الفيلم وتحديدًا عندما قام أحد أصدقائي أثناء متابعته للفيلم وخاصة في اللحظة التي تأثر بها عندما تحدث “حتة” وهو أحد شخصيات الفيلم واعترف في احد المشاهد  أنه اضطر لأخذ الرشوة نتيجة لاحتياجه الشديد للمال ، ثم تفاجأت أن عين صديقي تملأها الدموع أثناء متابعة ذلك المشهد متأثرا بأداء الممثل   رغم ان ذلك عكس شخصية صديقي تمامًا – ولكنه كاد أن يبكي من شدة تأثره بأحد مشاهد الفيلم.”

وعن سر نجاح الفيلم تقول الدكتورة مرفت أبو عوف الخبيرة الإعلامية والأستاذة بالجامعة الامريكية: “أولاً وقبل كل شيء، إنهم حقيقيون جداً. الجميع في فريق الإنتاج يحبون ما يفعلونه، ويعملون  بشغف. من الواضح أن هناك كيمياء بينهم وبين جميع أفراد الطاقمسواء  أمام الكاميرا أو خلف الكاميرا.”

وأضافت أبوعوف أن الفيلم يتعلق بكرة القدم، و كرة القدم يحبها الكثير، خاصة المصريين وقالت أنّ الفيلم مضحك، لكنه في نفس الوقت عميق و يمس الصراعات الاجتماعية التي يمر بها الجميع و تعتقد أن النص مكتوب بشكل جيد.

وعن رأيها في امكانية نجاح جزء ثاني من الفيلم تقول أبوعوف: أنه عمومًا لم يسبق لها أن شاهدت جزء ثانٍ من أي فيلم  وكان أفضل من الأول. ولكن، لا يمكن التنبؤ بنجاح فيلم لأن الجماهير تغيّر رأيها باستمرار.بالرغم من ذلك، إن لم يكن الفيلم الأول ناجح، لما فكّر المنتجين بالعمل على  جزء ثاني من الفيلم. 

و تعتقد أبو عوف أنّه لنجاح الجزء الثاني ينبغي أن تُكتب القصة بشكل جيد جدًا، وأن تكون مختلفة تمامًا وعلي المنتجين تطوير الشخصيات وإدخال شخصيات جديدة، فالجزء الثاني دائما ما يكون أصعب بكثير من الأول.

وفي هذا أيضا تأكيد على أن التنسيق بين عناصر الفيلم قد ساعد فى نجاح الجزء التانى كامتداد لنجاح الجزء الاول، فالنجاح يأتي بنجاحٍ آخر بعده ويحافظ على الصورة الايجابية للعمل السينمائي. أما  استخدام نفس عنوان الفيلم “الحريفة” كان من أهم عوامل النجاح لهذا العمل المتكامل بأجزائه المختلفة وتفاصيله المترابطة.

نجح فيلم الحريفة فى تقديم وجوه جديدة على طريق النجومية من بينهم عمر الطوبجى الذى يقول عن تجربته: إنه سعيد جدا باستقبال الجمهور للفيلم وإنه حاول أن يكون قديبا من الناس بدون ابتذال وساعده في ذلك السيناريو الجيد وتوجيهات المرج بالإضافة للكيمياء والتناغم  بين فريق العمل.