Uncategorizedالأخبار

هل تنتهك إسرائيل معاهدة السلام مع مصر عن طريق قصف رفح؟

بعد إخلاء سكان غزة إلى مدينة رفح، يقوم الجيش الإسرائيلي بتنفيذ غارات جوية على المدينة التي كان من المفترض أن تكون مكاناً آمناً لهم والتي نزح إليها أكثر من مليون ونصف من سكان قطاع غزة، في الوقت الذي، تلعب فيه مصر دورًا بارزًا في الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس  في محاولة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. 

وبالطبع، فهذه ليست المرة الأولى التي تشارك فيها مصر في مفاوضات مع إسرائيل، إذ تمثل اتفاقيات كامب ديفيد نقطة تحول تاريخية في المحادثات المصرية الإسرائيليّة عام ١٩٧٨، حيث جمعت الطرفين ومهّدت لهم  طريقًا نحو السلام. مع توقيع الاتفاقية، التزمت إسرائيل بالانسحاب من شبه جزيرة سيناء وسحب وجودها العسكري والمدني من سيناء، التي كانت قد احتلتها خلال حرب الستة أيام في عام ١٩٦٧.

وضّح الدكتور شون لي، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، مراحل اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل قائلًا:

“شملت اتفاقيات كامب ديفيد في عام ١٩٧٨ عنصرين: أحدهما أدى إلى اتفاقية السلام في عام ١٩٧٩ وتطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل، والآخر الذي يسمى “إطار للسلام في الشرق الأوسط””.

هذا يتعلق بالمناطق الفلسطينية المحتلة وتم التفاوض عليه بدون مشاركة فلسطينية، وقد دعا إلى “الحكم الذاتي” الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم ٢٤٢.

أدت هذه الاتفاقيات أيضًا إلى دخول عصر جديد من الدبلوماسية في المنطقة، حيث أصبحت مصر أول دولة عربية تعترف رسميًا بدولة إسرائيل، مما يدعم مبدأ تحقيق علاقات متوازنة بين الأعداء السابقين.

مع ذلك، هددت مصر بتعليق معاهدة السلام في ١١ من فبراير الجاري إذا واصلت إسرائيل قصف رفح، وفقًا لصحيفة الأهرام. وكان ذلك ردًا من الحكومة المصرية على الانتهاكات المحتملة التي قد ترتكبها إسرائيل، وهو ما يعلق عنه الدكتور لي قائلاً: “إن إجتياح إسرائيل لرفح يشكل تهديداً لمعاهدة السلام سيكون، حيث سيدفع هذا الاجتياح الكثير من الفلسطينيين إلى سيناء، فليس لديهم مكان آخر للذهاب بعد التدمير الكبير لباقي قطاع غزة، وهناك تقارير اعلامية أن مصر كانت تستعد لمثل هذا السيناريو من خلال بناء منطقة عازلة داخل سيناء”.

ورغم هذا التهديد فقد قامت إسرائيل بتنفيذ غارات جوية على رفح في ١٢ فبراير أدت إلى مقتل ما لا يقل عن ٦٧ شخصًا، وفقًا لمسؤولي الصحة المحليين في غزة.

وتوضح الدكتورة ريهام المورالي، أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، مخاطر إجتياح إسرائيل لرفح قائلة:

“اجتياح رفح على الحدود المصرية الفلسطينية، يشكل تهديدًا مباشرًا للسلام الهش بين مصر وإسرائيل ويعرض تصاعد التوترات في المنطقة.”

وتضيف مورالي أن هذه الأعمال العسكرية بالقرب من الحدود أو على الحدود تثير مخاوف بشأن سلامة وأمان المدنيين المصريين والفلسطينيين على حد سواء، و تختبر متانة معاهدة السلام. النتائج الفورية لمثل هذه الحوادث قد تشمل صرخة دبلوماسية من مصر، ودعوات محتملة للتدخل الدولي من قبل الأمم المتحدة أو هيئات أخرى، وتشديد الإجراءات الأمنية، مما يعكس الآثار الأوسع لاستقرار المنطقة مؤكدةً أن فكرة الحرب غير مُحتَمَلة بين مصر وإسرائيل نظرًا للحالة الجيوسياسية بين البلدين.