FeaturedNewsScience and Technologyالقافلة

الجامعة الأمريكية تشارك في إحتفال العالم باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد

[مدخل الجامعة مضيئ باللون الأزرق في اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد [صورة من موقع الجامعة

تقرير ياسمين نبيل

أضيئ مدخل الجامعة الأمريكية باللون الأزرق في الثاني من أبريل، احتفالاً باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد. هذا بالتزامن مع تنظيم الجامعة في لعرض ونقاش “التوحد: الأمهات يروين قصصهن” وهو فيلم وثائقي لنهى الحناوي، أستاذة سابقة في قسم الإعلام في الجامعة، والتي ستناقش الموضوع فيما يتعلق بمصر تفصيلياً.

بالتزامن مع ذلك، تساهم مصر هذا العام في إحياء اليوم العالمي التاسع للتوعية عن مرض التوحد في الثاني من أبريل من خلال إضاءة أهرامات الجيزة باللون الأزرق.

قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان الثاني من أبريل اليوم العالمي للتوعية بالتوحد اعتبارا من عام ٢٠٠٨.

في كل عام منذ ذلك الحين، يحتفل العالم باليوم العالمي للتوعية بالتوحد في اليوم المنشود من خلال حملات التوعية المختلفة ومبادرات جمع التبرعات.

وفقا لموقع الأمم المتحدة، فقد جاء هذا القرار “لتسليط الضوء على أهمية المساعدة في تحسين نوعية حياة الأشخاص الذين يعانون من التوحد حتى يتمكنوا من الحصول على حياة كاملة وذات مغزى كجزء لا يتجزأ من المجتمع.”

وسيكون موضوع احتفال الأمم المتحدة هذا العام هو “نحو الاستقلال الذاتي وتقرير المصير” فيما سيتم مناقشة السياسات التي تساعد على التقدم في الحقوق المتساوية والقدرات القانونية والفردية للأشخاص الذين يعانون من التوحد.

بدأت مبادرة الإنارة الزرقاء (Light It Up Blue) من قبل منظمة التوعية “العالمية التوحد” يتحدث (Autism Speaks)، عقب إقرار الأمم المتحدة يوم التوعية بالتوحد.

من خلال تلك المبادرة، يتم إضاءة كثير من المعالم التاريخية والأماكن الشهيرة في جميع أنحاء العالم باللون الأزرق للتوعيه بمرض التوحد وإظهار الدعم للأشخاص الذين يعانون منه.

يعرف موقع (التوحد يتحدث) مرض التوحد على أنه: “مجموعة من الأعراض تتمثل في تحديات في المهارات الاجتماعية والسلوكيات المتكررة والاتصالات الكلامية وغير اللفظية، وكذلك بعض نقاط القوة الفريدة والاختلافات. هناك أنواع كثيرة من التوحد، والذي ينجم عن مجموعة من التأثيرات  الجينية والبيئية.”

ويرى الكثير من الناس أن الوعي بالتوحد في مصر قد ازداد بشكل ملحوظ خصوصا مع الجهود الكثيرة التي تبذلها العديد من المنظمات غير الحكومية. ومن الأمثلة على ذلك الجمعية المصرية لتقدم الأشخاص ذوى الإعاقة والتوحد (Egyptian Advance Society for Persons with Autism & Other Disabilities)

أكدت على ذلك منى الهلالي،والدة احدي الاطفال اللذين يعانوا من التوحد والتي  أنشئت الجمعية في ١٩٩٩ بالتعاون مع ست سيدات أخريات.

تقدم الجمعية اليوم خدمات لأكثر من ١٠٥ طالبا يعانون من التوحد وغيرها من التأخر الفكري. كما أنها تخدم أكثر من ٤٠ طالباً في برنامج ما بعد المدرسة التي تساعد الأطفال المدرجة على البقاء في تعميمها في المدارس.

قالت الهلالي للقافلة، “لقد ازداد وعي المجتمع كثيرا لأن الأطفال أصبحوا يحالون إلينا للتشخيص من سن مبكر. كان يتم إحالة الأطفال إلينا من سن أربع أو خمس سنوات ولكن الآن يتم إحالتهم في وقت مبكر من ١٢ و ١٨ شهرا، وهذا يعني أن الوعي موجود وأنه يتم  التغلب على وصمة العار، مما يشجع الآباء والأمهات على الخروج وطلب المساعدة.”

وأضافت أن هناك تحسن  لوضع ذوي الإعاقة في مصر بعد صدور الدستور الجديد الذي يتضمن ١١ مادة تدافع عن حقوقهم.

تقوم الجمعية بتنظيم العديد من الأنشطة خلال عام ٢٠١٧، بما في ذلك حملة مجانية للتشخيص المبكر للتوحد خلال شهر أبريل في محافظات مصر، بالتعاون مع المنظمات الشريكة في هذه المحافظات. كما سيتم إجراء تقييمات مجانية في مقر الجمعية المتقدمة بالقاهرة الجديدة حتى نهاية عام ٢٠١٧.

يرى آخرون أنه بالرغم من ذلك، لا تزال هناك وصمة اجتماعية وتمييز ضد الأشخاص الذين يعانون من التوحد في مصر. هناك الكثير من الصعوبات المتعلقة بالقضية التي يعاني منها الأطفال الذين يعانون من التوحد وأولياء أمورهم.

قالت نورهان حازم، والدة سيف، وهو طفل يعاني من  التوحد، “المشكلة الكبرى هي أن كثير من الناس تجهل بشأن موضوع التوحد. يعتقد بعض الناس أن الأشخاص ذوي التوحد هم متخلفون عقليا ومن الصعب جدا توضيح الأمر لهم. في أحيان أخرى، يتعامل البعض مع مرض التوحد كما لو كان معديا ويقومون بالابتعاد، ومن النادر جدا عندما أجد أشخاصا متفهمين.”

وأضافت، “التوحد هو مجرد تأدية الأشياء بطريقة مختلفة. إذا أعطيت للطفل المساحة  وفرصة التعلم وتقبله، فإن الأمور ستكون أفضل.”

كما أشارت حازم إلى أن المدارس حريصه جداً في التعامل مع الاحتياجات الخاصة، وأنها تواجه صعوبة كبيرة في الالتحاق بالمدارس حتى بالمدارس الدولية. وقالت أن بعضهم لا يسمح للأطفال المصابين بالتوحد بالتواجد في أي وقت دون معلم والبعض الآخر لن يقبلهم إلا لوقت مؤقت أو يمنعهم من الاشتراك في الأنشطة والرحلات.

وأضافت، “لم أتمكن من العثور على أي مدرب رياضي لابني. اضطررت إلى أخذ دروس الملاكمة بنفسي ثم تعليمهم  لسيف. كما واجهت نفس المشكلة مع دروس القرآن الكريم. لم أتمكن من العثور على شيخ يحفظ ابني القران.”

وفقا لموقع مصر العربية، واحد من كل ٨٨ طفلا في مصر لديهم أعراض اضطراب التوحد بدرجات متفاوتة.
في العام الماضي، قامت مصر بإضاءة برج القاهرة، والعديد من المعابد في الأقصر، ومستشفى 57357، وبعض من أجزاء النيل، والعديد من المعالم التاريخية الأخرى باللون الأزرق، لتسليط الضوء على ضرورة تحسين حياة المصابين بالتوحد والتوعية بحقوقهم.