Home Pageالقافلة

السوق العالمي بين يدي الصين

تقرير: عبدالله عباس

نشرت جريدة الشروق تقريرًا يفيد بأنه من المتوقع لدولة الصين أن تصبح زعيمة الذكاء الاصطناعي في العالم بحلول عام ٢٠٣٠ محققة قوة عالمية تكنولوجية. ولذلك أقيمت ندوة ضمن سلسلة ندوات عن طريق تطبيق زووم تحت عنوان “كيف تغزو الشركات الصينية متعددة الجنسيات العالم” فيالثاني والعشرين من سبتمبر.

قدم الندوة كل من لودرس كازانوفا و آن ميروكس، أساتذة بكلية التجارة بجامعة كورنل، وجاءت ضمن سلسلة ندوات قيادة التجارة العالمية لتحليل ظاهرة الغزو الحالي للصناعات الصينية في العالم. بهذا الصدد، ناقشت الندوة التغير الذي طرأ على الصناعات الصينية في السنوات الأخيرة منكونها صناعات تعتمد على التقليد الماهر لمنتجات الغير إلى صناعات تتسم بالتميز والإبداع.

كما ناقشت الندوة الأسباب التي ساعدت في الانتشار المتزايد للشركات الصينية متعددة الجنسيات وكذلك العوامل التي قد تساعد أو تعيق أعمالتلك الشركات. هذا بالإضافة إلى الآثار الاستراتيجية التي تترتب على الشركات الغربية جراء هذا الغزو المفاجئ للصناعات الصينية في الساحةالعالمية.

أوضحت الندوة أن هذا التوسع الدولي للشركات الصينية اعتمد على استثماراتها الخارجية اللاتي تنقسم إلى ثلاث فئات؛ تتمثل الفئة الأولى فيالبحث عن الموارد والذي يمثل الهدف الصيني التقليدي، مثل قيام مؤسسة البترول الوطنية الصينية في عام ٢٠٠٥ بشراء شركة النفط الكندية بتروكازاخستان.

تتمثل الفئة الثانية في البحث عن الأسواق وتنويعها، وفي هذا الإطار لجأت بعض الشركات التي تمتلكها الدولة إلى الاستثمار الأجنبي المباشر وقدتم تعزيز هذه الإستراتيجية من خلال الإصلاحات التجارية التي بدأت في الثمانينيات والتي ترتب عليها القضاء على احتكار بعض الشركات لسلع أو خدمات معينة.

فى الوقت الحالي، اتجه الصينيون نحو تصنيع العلامات التجارية حتى أصبحوا أكثر تواجدًا على الساحة العالمية. ومن ضمن تلك الصناعات العالمية الصينية علي بابا و تيك توك وهواوي. تعتمد عملية اختراق السوق على عدة عوامل وهي نوع المنتج وحجم المنافسة والاستراتيجية وعوامل قانونية مختلفة.

قال الدكتور حامد شمة، أستاذ مساعد في قسم التسويق بالجامعة الأمريكية للقافلة: “أصبحت الماركات الصينية أكثر تنافسًا في الأسواق العالمية. ومن الامثلة التي تطرأ على ذهني في هذا الإطار هو تطبيق تيك توك الذي استطاع على مدار الشهور القليلة الماضية أن يضيف مستخدمين كثير حتى وصل عدد مستخدميه إلى ٥٠٠ مليون مستخدم. وقد كان يعرف الصينيون دائمًا بقدرتهم الفائقة وفاعليتهم في الإنتاج وفي استخدام قوة عاملةمنخفضة التكاليف.”

على مدار السنوات القليلة الماضية، سعت بعض الشركات الصينية إلى الاستحواذ على الأصول الاستراتيجية بدلًا من استغلال المزايا التنافسية القائمة. فمثلًا، قامت شركة لينوڤو Lenovo بشراء قسم أجهزة الكمبيوتر.

تتمثل الفئة الثالثة في اعتماد الشركات الصينية في الآونة الأخيرة على الأسواق الخارجية لاكتساب المعرفة، وهنا تظهر عدة تساؤلات، منها: لماذااعتمدت الشركات الصينية المتعددة الجنسيات على سياسة الاستحواذ بدلًا من سياسة التوسع مقارنة بالشركات اليابانية والكورية؟

يدور تساؤل آخر حول الأزمة المالية العالمية لعام ٢٠٠٨ والتي أتاحت الفرصة للشركات الصينية متعددة الجنسيات أن تنمو وتزدهر ومن ثم اعتُبرتالصين في ذلك الوقت أهم نقطة تجارية في العالم. فإن أربعة من أكبر خمسة بنوك في العالم هي بنوك صينية الأصل. كما يوجد لدى شركة Wechat المملوكة لشركة التكنولوجيا الصينية العملاقة Tencent ما يزيد عن مليار مستخدم شهريًا وهي تعد الثانية عالميًا بعد شركة فيسبوك. على نفس المنوال، تبدأ الكثير من الشركات الصينية أعمالها كبرامج مصغرة على هذا التطبيق.

قالت الدكتورة كازانوفا أن: “مصر هي الشريك التجاري الأول للصين في البترول بنسبة ٦٣٪؜ من الصادرات للصين كما أن الصين ستقوي العلاقات مع مصر والشرق الأوسط. تقوم الصين بالعديد من الاستثمارات في مصر، من ضمنها تطوير قناة السويس والعديد من محطات الطاقة الشمسية بجوار أسوان”.

كان عدد براءات الاختراع في الصين في عام ٢٠١٦ أكبر منها في الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية معًا، مما يوضح مدىمرونة الصناعات الصينية وسرعة تقدمها مقارنة بدول الغرب.

جاء ذلك عقب زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في الرابع والعشرين من شهر مايو ٢٠١٨ لمدينة شنجن الصينية والتي تعد بمثابة قبلة الصين التكنولوجية – كما يطلق عليها وادي السيليكون الصيني – علّقت ميركل على التفوق التكنولوجي بالصين قائلة: “هذه دعوة لألمانيا للاستيقاظ قبل أنتتولى الصين زمام الأمر”.

يعتقد شمة أن أسهل طريقة لاختراق السوق العالمي هي قيام الشركات الصينية بتصدير منتجاتها بالأسواق العالمية. ولكن تقوم بعض الشركات بالاعتماد على التوكيلات. و في بعض الحالات يتم الاعتماد على أسلوب الشراكة وذلك في المشروعات الضخمة.

كما أضاف أنه في بعض الأحيان تعتمد الشركات الصينية على أسلوب الاستثمار في المجالات الجديدة إذ توجد منافسة أكبر الآن وذلك يؤثر بشكل كبير على نظرائهم في الغرب. هذا بالإضافة إلى منافسيهم في السوق الآسيوي مثل اليابان وكوريا. لذلك يرى أنه: “يجب على الشركات الغربية أنتصبح أكثر تنافسية وأن تطور من مستوى كفاءتها وإدارة عملياتها حتى تستطيع التنافس مع الصينيين. وهذا يفيد كل من السوق والمستهلك”.