Arts and CultureFeaturedHome PageNewsالقافلة

لازم حلمك يبقى حقيقة

تقرير: ياسمين نبيل
YasminN04114245@
الصورة: مريم بيصار

تمكنت مريم بيصار من تحقيق حلمها الذي يحالفها منذ طفولتها ونشرت أول كتاب بقلمها في وسط الحجر المنزلي في بداية الكورونا.  “ألما” تم نشره في أكثر من عشر محافظات محلية، إضافًة إلى عرضه بمعارض كبيرة مثل معرض القاهرة الدولي للكتاب، ومعرض ساقية الصاوي، وكذلك معرض إسطنبول الدولي.  

بيصار هي طالبة في السنة الثالثة تخصص صناعة الأفلام في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ظهر حبها للكتابة العربية منذ نعومة أظافرها ومع استمرار ممارستها لهوايتها المفضلة وتطويرها، وقف القدر معها وأتيحت لها فرصة نشر كتابها الأول “ألما.”

تدور أحداث الرواية حول فتاة تدعى “جميلة” وهي الابنة الكبرى لـ “مصطفى رضوان”، الذي يمثل دور الأب المنشغل عن عائلته، لاهثًا وراء المال، ولكنه يكتشف المعنى الحقيقي للأسرة من خلال الأزمات العديدة التي تمر بها أسرته.  

بدأت بيصار مشوارها الفني في مارس ٢٠٢٠، أي مع بداية جائحة الكورونا والحجر المنزلي حيث استغلت وقت فراغها في كتابة قصة على شكل سيناريو وبالفعل تمكنت من تأليف الحبكة وكتبت ١٠٠ صفحة وتواصلت مع العديد من شركات الإنتاج السينمائي، وهي تحلم بشهرتها كأصغر سيناريست مصرية. 

قالت بيصار: “بالرغم من إعجاب شركات الإنتاج بالقصة، إلا أنهم واجهوا الأمر بنوع من السخرية ووضحوا لي أنه لا يمكنهم قبول سيناريو من كاتب غير معروف ويرجع هذا لعدم قبول ممثلي الأعمال الفنية بهذه الفكرة.”

لم تستسلم بيصار لإحباط الاخرين، بل واصلت كتابة القصة، ولكنها بدأت في تحويلها من سيناريو لرواية. وفي أكتوبر ٢٠٢٠، تواصلت مع أحد زملائها بالجامعة، مريم جهاد، طالبة بكلية الهندسة، قسم هندسة البترول، ومؤلفة أيضا، حيث تم نشر روايتين لها وهما” When the Beauty is the Beast” و”بنت حور العين”، تستشيرها في الخطوة القادمة.

 تمكنت جهاد من توجيه بيصار لاتخاذ الخطوات الصحيحة من وضع مخطط تمهيدي للرواية، تحديد الزمان والمكان الذي تدور فيه الأحداث، ورسم ملف شخصي لكل شخصية في الرواية، كل هذا من أجل مساعدتها في ترتيب سير الأفكار والأحداث.  

أضافت بيصار: “بدأت في اتباع نصائح مريم جهاد، وفي يوم ١٩ فبراير، تواصلت مع دار “إبهار” للنشر، الذي نصحتني به، أتذكر هذا اليوم جيدًا، كما أتذكر المجهود الذي بذلته في تعديل الرواية لتطابق الشروط الخاصة بدار النشر والضغط الذي تعرضت له لتسليم المسودة المبدئية قبل الموعد النهائي.”

حينما سٌئلت عن مدة انتظار رد دار النشر عليها، أجابت موضحة أنها كانت فترة في غاية الصعوبة حيث أصيبت والدتها بالكورونا وتم نقلها للمستشفى، مما أثر في نفسية الكاتبة لدرجة أنها لم تشعر بمدة الانتظار، انشغالًا بظروف والدتها، إلا أن فوجئت بقبولها مما أدخل السرور عليها وعلى والدتها، وكانت هذه بداية خروجهما من الحالة النفسية العصيبة التي مروا بها. 

واجهت بيصارالعديد من المصاعب المختلفة خلال عملية كتابة الرواية، ففي يناير ٢٠٢٠ أصيبت بالكورونا مما أثر على قدرتها على الكتابة، وبالتالي قلل سرعتها في إنجاز مهمة اللحاق بالموعد النهائي، ولكنها لم تستسلم وداومت في السعي وراء حلمها.  

قالت بيصار: ” تدور بعض الأحداث المحورية من الرواية في لبنان، وبالتالي قضيت أيام عديدة في البحث عن تفاصيل البلد من عادات وتقاليد، للحالة الاقتصادية، إضافًة لأعداد المصابين بالكورونا في بيروت في زمن الرواية، وتفاصيل أخرى كثيرة، أنا شخص دقيق للغاية ولذلك كانت مرحلة البحث طويلة، وكانت تمثل تحدي كبير بالنسبة لي بسبب ضيق الوقت.”

وضحت بيصارتحدي أخر واجهته وهو العثور على إلهام يدفعها للكتابة أثناء الحجر المنزلي، فهي تكتب دراما اجتماعية وهي بعيدة كل البعد عن التواصل الاجتماعي.

تقول بيصارأنها عادًة تستمد كتاباتها من حياتها الشخصية الواقعية، وتستخدمها لإحياء شخصيات الرواية الخيالية حيث تستغل هذا البعد بين الحقيقة والخيال لتحقيق غاياتها الشخصية. 

قالت بيصار، “أخذت مخاطرة اشراك نفسي في الرواية فكنت دائمًا أحاول أن أبني الحوارات بين “جميلة” ووالدها على علاقتي بأبي، فقبل أن أبدأ في الكتابة كنت أمضي الوقت في تذكر ذكرياتنا سويًا، حلوها ومرها، لأتمكن من استخدام لغة عاطفية تصل لقلب القارئ.”

كما تستخدم بيصار وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة للترويج عن كتابها.  

وأضافت بيصار “ساعدني استخدامي لمواقع التواصل الاجتماعي على التسويق للكتاب أولًا ولنفسي ككاتبة ثانية. فتمكنت من جذب انتباه عدد لا بأس به من هواة القراءة عن طريق تحميل صور لغلاف الكتاب وبعض المقتطفات منه قبل نشره، مما حمس الجميع على قراءته.”

أما عن ردود الفعل حول الكتاب فتلقت بيصارالعديد من ردود الأفعال بعضها إيجابية وبعضها سلبية، وعلقت عليها موضحة أنها لا تشعر بالمضايقة من النقد البناء أبدًا، خاصًة أنها في بداية مشوارها كمؤلفة، فهي مؤمنة أن كل هذا يساعدها على تطوير ذاتها أكثر وأكثر.  

 قالت هنا باشا، طالبة بكلية الهندسة٬ قسم هندسة الكمبيوتر بالجامعة الألمانية بالقاهرة، وأحد زملاء بيصار الذين دعموها خلال فترة كتابة روايتها، “لا يمكنني أن أعبر عن مدى سروري بتحقيق مريم لحلمها الذي دمنا نحلم به سويًا منذ طفولتنا. رؤيتي لكتابها على أرفف المكتبات يجعلني أفتخر لكوني صديقتها المقربة، فهي حقًا كاتبة موهوبة.” 

أضافت باشا أن أكثر شيء نال إعجابها في الرواية هو انفراد كل شخصية مذكورة بصوتها الخاص الذي يعبر عن آرائها الفريدة من نوعها. 

 يعتبر نجاح بيصار في وسط عتمة الجائحة هو أدق مثال على المقولة العربية الشهيرة “من المصاعب تولد الانجازات.”