Arts and CultureFeaturedGender and Womenالقافلة

مهرجان اسوان لسينما المرأة

تقرير: مريم بيصار 

@MariamBesar

استضافت محافظة أسوان في الثالث والعشرين من فبراير مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة في دورته السادسة والذي استمر لمدة خمسة أيام. شهدت هذه الدورة مشاركة طلاب الجامعة الأمريكية بقسم صناعة الافلام بالمهرجان مع عدد من صناع الأفلام في أسوان لتبادل الخبرات بينهم مع اختلاف الأماكن والثقافات. 

كانت البداية الافتتاحية للمهرجان برئاسة السيناريست محمد عبد الخالق ،وشهدت تكريم النجمة الفرنسية مارلين كانتو، النجمة المصرية سوسن بدر والمخرجة إنعام محمد علي والناشطة الصومالية هيباق عثمان، تم تكريمهم لما بذلوه من جهد في صناعة الأفلام تركيزا على أفلام المرأة. 

يشارك بالمهرجان ٢٤ فيلمًا قصيرًا من دول عربية وأجنبية مختلفة ،وهي: مصر وتونس والولايات المتحدة الأمريكية والمغرب وإسبانيا ورومانيا وروسيا ولبنان وكندا وفلسطين.

ابرز هؤلاء الأفلام كانت فيلم ” ١+١ ” للممثل امير المصري و الممثلة سارة عبد الرحمن ، و فيلم ” شم النسيم” الذي ناقش قضية الختان في مصر و العديد من الافلام الاخرى مثل  “ميكروباص”، “عنقاء”، “جينز”، “عروس البحر”، “سماء أغسطس”، “أسرّة باردة”، “صمّاء”، “أنا بخير، ماذا عنك؟”، ” قصص حب على عجلات”، “غرفة الخطابات”، “فايف تايجر”، “ليلة صامتة”، “الابن”، “الصقيع”، “إنتركم ١٥”، و “الفتاة التي تأتي كل خميس”. 

أعربت سارة عبد الرحمن٬ خريجة كلية الإعلام والمسرح عن سعادتها بالمشاركة بفيلمين في المهرجان وهم الفيلم الوثائقي  «النجاة: ثورة نسائية،» يبرز المرأة الفلسطينية واللبنانية والسعودية والأردنية والمصرية والعراقية و مشكلاتها في المجتمع ؛ والفيلم القصير  الصامت «١+١» الذي يروي قصة رجل وامرأة من جيوش معادية بعد انتهاء الحرب و علاقتهم الانسانية. 

ايضًا، اضافت انها فخورة بالمهرجان كداعم أساسي للمرأة و انه يتيح العديد من الفرص للمبتدئين لإبراز أفكارهم و ابداعهم في مجال صناعة الافلام و مجال واسع لطرح قضايا المرأة في صورة افلام معروضة للجمهور. 

بالمشاركة مع أحد أهم رعاة المهرجان منتدى “نوت” لقضايا المرأة، الذي يناقش العديد من القضايا الهامة التي تواجه المرأة بصفة عامة وصانعات السينما بصفة خاصة، من بينها كيفية تعاون منظمات المجتمع المدني مع الدولة لتحقيق أقصي استفادة للمرأة في مصر، وذلك بمشاركة باحثات وكاتبات في مجال قضايا المرأة بمصر والعالم. لذلك بدأت الندوة الأولى بالمهرجان مع المعالجة النفسية، وعضو لجنة الشباب بالمركز القومي للمرأة سارة عزيز لمناقشة الصحة النفسية للمرأة تركيزا على المشكلات التي تجعلها أقل إنتاجية. 

استطاعت سارة أن تبرز افكارها بعرض جزءا من فيلم «الباب المفتوح» الذي يجسد جانبا مهما من قضايا المرأة ومعاناتها. 

كما أجرت ايمان الطوخي ، طالبة بكلية صناعة الأفلام من خلال برنامجها الخاص على وسائل التواصل الاجتماعي الذي يدعي EM press، حوار مع سارة عزيز. عبرت عن أهمية وجود مهرجان داعم للمرأة  يقدر مجهودها في المجتمع مما ينعكس على صحتها النفسية بالإيجاب. 

اضافت ايضا، انها فخورة بكونها المحاضرة بالندوة الافتتاحية بالمهرجان ، و انها أرادت ان تعبر عن اهمية الصحة النفسية في المجتمع وأنها ليست رفاهية و انها يجب ان ترسخ في القيم المجتمعية للمصريين. 

علي الصعيد الآخر، نظم المهرجان برنامج الورش بمشاركة ٢٥٥ فتاة وشاب وطفل، وتمثل الفتيات نسبة ٧٠% منهم، وبدأ بورشتي “صناعة الفيلم”، و”تقنيات صناعة الفيلم” (مشروع سينما أسوان الجديدة). هذه الورش تطمح لاكتشاف مواهب في محافظة أسوان و مدن الصيد التي لا يسلط عليهم الضوء كثيرا.

تحدثت مريم حمدي، أستاذ غير متفرغ في قسم السينما و عضو المكتب الفني لبرمجة الأفلام في مهرجان أسوان، مع القافلة عن سعادتها بالمشاركة في مهرجان اسوان و أن هذه الدورة تعتبر الثانية لها كمشاركة فعالة في المهرجان. 

عبرت حمدي أن مهرجان أسوان نشر الكثير من الأفلام التوعوية مثل فيلم ” شم النسيم” لمناقشة قضية الختان و فيلم “ميكروباص” لمناقشة التحرش. تلك الأفلام لديها أهمية لتوصيل بعض الرسائل للمجتمع ككل. 

تحدثت ايضا عن تجربة طلاب الجامعة في حضور مهرجان أسوان وقالت” عند تنظيم بعض الورش في مهرجان القاهرة السينمائي السابق، كنت على يقين أنه سيكون مفيد و مهم لفهم الصناعة مع بعض التخوفات على الطلاب من شعورهم بصعوبة العمل داخل صناعة السينما مع الكثير من التحديات للمبتدئين و لكن بعد انتهاء هذه التجربة، ابدي طلاب قسم السينما رغبتهم في حضور مهرجان أسوان”.

كما أعربت عن سعادتها بمشاركتهم نظرًا لأهمية التجربة لأنها تُعرض هؤلاء الطلاب إلى خلفيات مختلفة من المجتمع مما يساعدهم على اكتشاف عوالم أخرى بعيدا عن الجامعة والطبيعة المحيطة بهم دائما مما يساعدهم على صناعة أنماط مختلفة من الأفلام.

مهرجان اسوان للمرأة يواصل دعم شابات اسوان لتنمية مواهبهم السينمائية عن طريق عقد  إتفاقية تعاون مع هيئة بلان إنترناشيونال إيجيبت، لإطلاق أول ورشة متخصصة، تدعي باسم “مدرسة الكادر”، في جنوب مصر لتخريج المدربات المؤهلات علي العمل في ورش التدريب التطبيقية صناعة الأفلام للمبتدئين، وهو برنامج تدريبي متخصص موجه للشباب وخاصة الفتيات. 

لذلك، أضافت حمدي أن اقامة مهرجان أسوان يساعد على زيادة تعمق بنات و شباب اسوان المهتمين بصناعة الأفلام و تسليط الضوء على مواضيعهم. و انهم هناك الكثير من الصعوبات التي يتعرض لها صُناع الافلام وبالأخص المرأة. كان من ضمن فعاليات المهرجان إقامة ندوة حوارية بين طلاب الجامعة الامريكية و صناع الأفلام المبتدئين في أسوان في ضيافة المخرجة الأردنية دارين سلام و المخرجة المصرية آلاء محمود. 

قالت مريم حمدي ” كان غرض الندوة الأساسي هو تسليط الضوء على التحديات التي تواجه المبتدئين في صناعة السينما. سلام و محمود عرضا جزءاً من خبرتهما في المجال وأهمية وجود طريقة مميزة للعمل و عدم اتباع نفس أسلوب الصناع المشهورين”. 

وأكدت على ضرورة التركيز في الدورات القادمة على ورش تأهيل الشباب لصناعة الأفلام، وتوجيههم إلى أرض الواقع عن طريق العمل في بعض الأعمال السينمائية أو المشاركة في ورش للكتابة لكي يستطيعوا أن ينهضوا بأسوان سينمائيا. 

انتهت فعاليات مهرجان أسوان بنجاح مع تسليط الضوء على العديد من القضايا المجتمعية الهادفة و إبراز مواهب أسوان الشابة التي ستفيد الصناعة المصرية في المستقبل القريب.