FeaturedHome Pageالقافلة

رمضان جانا …من حرم الجامعة الأمريكية في القاهرة

تقرير‭: ‬ڤيرينا‭ ‬بيشوي

@vereena_bishoy

يُصاحب‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭ ‬دائمًا‭ ‬روح‭ ‬البهجة‭ ‬التي‭ ‬تنبع‭ ‬من‭ ‬الأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬ودفء‭ ‬الأسرة‭ ‬والالتفاف‭ ‬حول‭ ‬موائد‭ ‬الإفطار‭ ‬مما‭ ‬يوطد‭ ‬العلاقات‭ ‬الأسرية‭ ‬والإجتماعية‭. ‬والآن‭ ‬وبعد‭ ‬عامين‭ ‬من‭ ‬الاحتفال‭ ‬الباهت‭ ‬بسبب‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬وما‭ ‬ترتب‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬قرارات،‭ ‬سيعود‭ ‬مجتمع‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالقاهرة‭ ‬للاحتفال‭ ‬بالشهر‭ ‬المبارك‭.‬

في‭ ‬أجواء‭ ‬رمضانية،‭ ‬أجرت‭ ‬القافلة‭ ‬مقابلات‭ ‬مع‭ ‬مختلف‭ ‬أفراد‭ ‬مجتمع‭ ‬الجامعة‭ ‬لمعرفة‭ ‬شعورهم‭ ‬حول‭ ‬عودة‭ ‬احتفالات‭ ‬رمضان‭ ‬إلى‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي‭.‬

قال‭ ‬حكيم‭ ‬مشركي—أستاذ‭ ‬مساعد‭ ‬بقسم‭ ‬التسويق‭ ‬بالجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالقاهرة—‭ ‬‮«‬أكثر‭ ‬ما‭ ‬يعجبني‭ ‬بهذا‭ ‬الشهر‭ ‬هو‭ ‬أجواؤه‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬شعور‭ ‬الطلاب‭ ‬بالنعاس‭ ‬قليلًا‭ ‬خلال‭ ‬نهار‭ ‬رمضان،‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬خلال‭ ‬الشهر‭. ‬وفي‭ ‬رمضان‭ ‬أيضًا‭ ‬تكثر‭ ‬الأعمال‭ ‬الخيرية‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬جمع‭ ‬الطعام‭ ‬والتبرعات‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬في‭ ‬السنة‮»‬‭.‬

أضاف‭ ‬مشركي‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬يبدأون‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬بالتحديد‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬مجتمعهم‭. ‬وهذا‭ ‬أمرًا‭ ‬نشجعه‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬لأننا‭ ‬نريد‭ ‬من‭ ‬طلابنا‭ ‬أن‭ ‬يكونوا‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬واصلة‭ ‬بمجتمعنا‭ ‬وأن‭ ‬يشاركوا‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬مجتمعنا‭. ‬كما‭ ‬نريدهم‭ ‬أن‭ ‬يؤمنوا‭ ‬بالدور‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يلعبوه‭ ‬داخل‭ ‬وخارج‭ ‬الحرم‭.‬

بسملة‭ ‬فهمي—طالبة‭ ‬بالسنة‭ ‬الثانية‭ ‬لم‭ ‬يتسنى‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬رمضان‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬قبل‭ ‬الوباء—‭ ‬قالت‭ ‬‮«‬سمعت‭ ‬أن‭ ‬الزينة‭ ‬هنا‭ ‬في‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي‭ ‬رائعة‭ ‬حقًا؛‭ ‬لذلك‭ ‬أنا‭ ‬متحمسة‭ ‬لرؤيتها‭ ‬ومعرفة‭ ‬كيف‭ ‬سيبدو‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي‭ ‬خلال‭ ‬رمضان‮»‬‭.‬

وأضافت‭ ‬فهمي‭ ‬أنها‭ ‬تخطط‭ ‬لتناول‭ ‬الإفطار‭ ‬والسحور‭ ‬مع‭ ‬زملائها‭ ‬وأصدقائها‭ ‬في‭ ‬إحدى‭ ‬الليالي‭ ‬الرمضانية‭ ‬داخل‭ ‬الحرم‭ ‬للاحتفال‭ ‬بهذه‭ ‬الأجواء‭ ‬المبهجة‭.‬

تحدث‭ ‬مينا‭ ‬عبد‭ ‬الله—وهو‭ ‬طالب‭ ‬بالسنة‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الهندسة‭ ‬الميكانيكية‭ ‬ويعيش‭ ‬في‭ ‬سكن‭ ‬الطلبة—عن‭ ‬احتفالات‭ ‬رمضان‭ ‬في‭ ‬سكن‭ ‬الطلبة‭ ‬قائلًا‭ ‬‮«‬أقضي‭ ‬معظم‭ ‬الوقت‭ ‬مع‭ ‬أصدقائي‭ ‬ونتناول‭ ‬الإفطار‭ ‬معًا‭ ‬في‭ ‬صصالة‭ ‬الطلاب‭ ‬في‭ ‬مساكن‭ ‬الطلبة،‭ ‬وفي‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬تقوم‭ ‬الجامعة‭ ‬بتزيين‭ ‬السكن‭ ‬الطلابي،‭ ‬ونتمتع‭ ‬بالأجواء‭ ‬الرمضانية‭ ‬لأننا‭ ‬نجتمع‭ ‬سويًا‭. ‬فقبل‭ ‬رمضان‭ ‬أو‭ ‬بعده‭ ‬عادةً‭ ‬يصعب‭ ‬أن‭ ‬يجتمع‭ ‬كل‭ ‬طلبة‭ ‬السكن‭ ‬سويًا

وذكر‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬أنه‭ ‬بسبب‭ ‬فجوة‭ ‬العامين‭ ‬الماضين‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬عن‭ ‬بُعد،‭ ‬لا‭ ‬يعرف‭ ‬الناس‭ ‬بعضهم‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬السكن‭. ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬يأمل‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تظل‭ ‬روح‭ ‬الألفة‭ ‬كما‭ ‬هي‭.‬

نوال‭ ‬جمال—عاملة‭ ‬النظافة‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬منذ‭ ‬سنتين‭ ‬ونصف—عبرت‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬شوقها‭ ‬لوقت‭ ‬الإفطار‭ ‬الجماعي‭ ‬مع‭ ‬زملائها‭ ‬في‭ ‬العمل‭. ‬وأوضحت‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬اشتياقها‭ ‬لحلول‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم‭ ‬وطلاب‭ ‬الجامعة‭ ‬متواجدين‭ ‬في‭ ‬الحرم‭. ‬

وعلّقت‭ ‬‮«‬لما‭ ‬الجامعة‭ ‬بتبقى‭ ‬فاضية‭ ‬جوها‭ ‬مبيكونش‭ ‬حلو‭ ‬خالص،‭ ‬طالما‭ ‬أنتم‭ ‬موجودين‭ ‬يبقى‭ ‬جوها‭ ‬لذيذ،‭ ‬مستنية‭ ‬أشوف‭ ‬رمضان‭ ‬في‭ ‬وجودكم‭(‬الطلاب‭) ‬عامل‭ ‬إزاي‮»‬‭.‬

ووافقها‭ ‬الرأي‭ ‬نصر‭ ‬صبحي—عامل‭ ‬نظافة‭ ‬بالجامعة‭ ‬منذ‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات—والذي‭ ‬عبر‭ ‬عن‭ ‬حبه‭ ‬وتعلقه‭ ‬الشديد‭ ‬بشهر‭ ‬رمضان‭ ‬لما‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬ممارسات‭ ‬وشعائر‭ ‬دينية‭ ‬وروحانية‭ ‬مثل‭ ‬الصلاة‭ ‬والصوم‭ ‬وصلة‭ ‬الرحم‭. ‬ووضح‭ ‬مدى‭ ‬إعجابه‭ ‬وحبه‭ ‬لما‭ ‬يقدمه‭ ‬مجتمع‭ ‬الجامعة‭ ‬من‭ ‬محبة‭. ‬وقد‭ ‬أكد‭ ‬مدى‭ ‬افتقاده‭ ‬لمثل‭ ‬تلك‭ ‬المشاعر‭ ‬خلال‭ ‬العامين‭ ‬الماضيين‭ ‬لاعتقاده‭ ‬أن‭ ‬مصدر‭ ‬السعادة‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬الكريم‭ ‬هو‭ ‬التواجد‭ ‬مع‭ ‬أحبائنا‭.‬

علي‭ ‬عبد‭ ‬الله—عامل‭ ‬بوفيه‭ ‬يعمل‭ ‬بالجامعة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬‮٢٠٠٨‬—تحدث‭ ‬عن‭ ‬إعجابه‭ ‬بمشاعر‭ ‬الألفة‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬بقوله‭ ‬“رغم‭ ‬سن‭ ‬بعض‭ ‬الطلبة‭ ‬الصغير‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بكل‭ ‬طيبة‭ ‬وإنسانية‭ ‬تلاقيهم‭ ‬يفكروا‭ ‬إزاى‭ ‬ممكن‭ ‬يساعدوا‭ ‬العامل‭ ‬في‭ ‬رمضان‭ ‬سواء‭ ‬مساعدة‭ ‬مادية‭ ‬أو‭ ‬شنطة‭ ‬رمضان‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬بالابتسامة‮»‬‭. ‬

‭ ‬إسلام‭ ‬سلامة—طالب‭ ‬بالسنة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بتخصص‭ ‬فنون‭ ‬الاتصال‭ ‬والإعلام—يحاول‭ ‬الاستمتاع‭ ‬باحتفاله‭ ‬الرمضاني‭ ‬الأخير‭ ‬في‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي‭. ‬أوضح‭ ‬سلامة‭ ‬أن‭ ‬أجواء‭ ‬رمضان‭ ‬في‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬لها‭ ‬‮«‬تلك‭ ‬لأجواء‭ ‬الرمضانية‭ ‬لطيفة‭ ‬خاصةً‭ ‬مع‭ ‬الأضواء‭ ‬وعروض‭ ‬فرقة‭ ‬الفولكلور‮»‬‭.‬

‭ ‬يفتقد‭ ‬سلامة‭ ‬أجواء‭ ‬المكتبة‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬الطلبة‭ ‬يجتمعون‭ ‬هناك‭ ‬ويتناولون‭ ‬السحور‭ ‬في‭ ‬الليل‭ ‬أثناء‭ ‬الدراسة‭ ‬لامتحاناتهم‭.‬

‭ ‬ومن‭ ‬الجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الاحتفال‭ ‬بشهر‭ ‬رمضان‭ ‬يأتي‭ ‬بالكثير‭ ‬من‭ ‬الإثارة،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬يأتي‭ ‬مصحوبًا‭ ‬ببعض‭ ‬التخوفات‭ ‬الآن‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عاد‭ ‬الطلاب‭ ‬إلى‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي‭ ‬بعد‭ ‬سنتين‭ ‬من‭ ‬الدراسة‭ ‬عن‭ ‬بعد‭.‬

رنا‭ ‬الشاعر—طالبة‭ ‬السنة‭ ‬الأخيرة‭ ‬بتخصص‭ ‬التصميم‭ ‬الجرافيكي—لديها‭ ‬بعض‭ ‬المخاوف‭ ‬بشأن‭ ‬رمضان‭ ‬في‭ ‬الحرم‭ ‬الجامعي‭.‬

‭ ‬قالت‭ ‬الشاعر‭ ‬‮«‬سأكون‭ ‬متعبة‭ ‬وسيكون‭ ‬الجو‭ ‬حارًا،‭ ‬سأصاب‭ ‬بدوار‭ ‬شديد‭ ‬وصداع‭ ‬لأنني‭ ‬سأرتدي‭ ‬الكمامة؛‭ ‬لذلك‭ ‬أشعر‭ ‬أن‭ ‬المحاضرات‭ ‬بعد‭ ‬الإفطار‭ ‬ستكون‭ ‬أفضل‮»‬‭.‬

‭ ‬واتفقت‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬لارا‭ ‬معوض‭ ‬طالبة‭ ‬بعامها‭ ‬الأخير‭ ‬تدرس‭ ‬الهندسة‭.‬

‭ ‬قالت‭ ‬معوض‭ ‬‮«‬أحببت‭ ‬رمضان‭ ‬في‭ ‬الحجر‭ ‬الصحي،‭ ‬فهو‭ ‬أخف‭ ‬كثيرًا‭ ‬في‭ ‬المنزل‭ ‬ويمكنني‭ ‬أن‭ ‬أنام‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬اليوم‭ ‬الدراسي‭. ‬لكنني‭ ‬سعيدة‭ ‬أن‭ ‬أسبوعين‭ ‬من‭ ‬رمضان‭ ‬سيكونا‭ ‬في‭ ‬عطلة‭ ‬الربيع،‭ ‬لذلك‭ ‬سأحصل‭ ‬على‭ ‬فرصة‭ ‬للنوم‮»‬‭.‬

بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الشعور،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬قلقًا‭ ‬أو‭ ‬شوقًا‭ ‬أو‭ ‬امتنانًا،‭ ‬فإنه‭ ‬لا‭ ‬يغير‭ ‬حقيقة‭ ‬أنه‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬دائمًا‭ ‬روح‭ ‬مضيئة‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬الجميع‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬المبارك‭.‬