شهيرة فهمي: صحافة الحرب والسلام
تقرير : سلمى ابو الوفا
@Salmaabouelwafa
سيظل الحادي عشر من سبتمبر ٢٠٠١ يوم لا يُنسى من تاريخ البشرية ولن يُمحى من عقول الكثير من الناس. أثر هذا اليوم على العديد من الناس ومن ضمنهم شهيرة فهمي، أستاذة في قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. فالاعتياد على العيش في الولايات المتحدة لسنوات، تغير كل شيء بالنسبة لفهمي بعد انفجار مركز التجارة العالمي.
فعلى سبيل المثال، بدأ زملاؤها بتكليفها بأبحاث تتعلق بالصراعات الكبيرة التي تجري في العالم بافتراض أن خلفيتها العربية مرتبطة بالنزاعات.
لم تكن شهيرة سعيدة بارتباطها بالإرهاب والصراعات على الصعيد المهني، لكنها أدركت أن هويتها وثقافتها يمكن أن تساعدها على تقديم شيئًا ذو أهمية ويصنع فرقًا في المجتمع، فاستخدمت مهاراتها مثل لغاتها المتعددة وخلفيتها الأكاديمية للتعمق في عملها.
«في البداية، لم أكن سعيدة بهذا، ولكن بعد ذلك قررت أن أتقبله وأصبحت خبيرة في مجال صحافة السلام.
ومن هنا بدأت فهمي خطواتها الأولى في صحافة السلام والتواصل المرئي.
يمر العالم بأوقات عصيبة ممتلئة بالنزاعات الدولية المستمرة، ولا شك أن الطريقة التي يتم بها تغطية النزاعات في وسائل الإعلام تلعب دورًا رئيسيًا في تصويرها للجمهور. ولهذا تهدف صحافة السلام إلى تغطية الأخبار المتعلقة بالحروب والنزاعات بطريقة تدين العنف وتدعو إلى السلام.
أدركت فهمي أن العيش في عصر يعتمد في الأغلب على المرئيات، يحتاج إلى استخدام التواصل المرئي لنشر صحافة السلام.
قالت فهمي «الحقيقة أن الجماهير يتجهون بشكل متزايد إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على أخبارهم بدلًا من الاعتماد على قنوات الاتصال التقليدية، مما يخلق فرصًا لأصوات جديدة تعرض طرق سرد متنوعة لقصص العنف والصراعات. لذلك، وجدت أنه من المهم أن أفهم من المستفيد أكثر من هذه المنصات وكيف يقومون بتشكيل الأحداث».
وضحت شهيرة كيف تجذب المرئيات انتباه المشاهدين قائلة «تساعد المرئيات بشكل عام على تسهيل فهم سرد الأحداث في القصة أو الحدث الإخباري».
تقول فهمي أن بعض المتخصصين يعتقدون أن وسائل التواصل الإجتماعي سوف تخلق المزيد من الوحدة لبعض الاشخاص. أما البعض الآخر يعتقد أن المنصات الرقمية قد تزيد من الصراعات بسبب الخلافات السياسية.
ترى فهمي أن ما يعزز العلاقة بين صحافة السلام والتواصل المرئي هو اختيار المرئيات الصحيحة التي تصور الأحداث بدقة شديدة دون تغيير الروايات أو التلاعب بالعواطف وردود أفعال المشاهد.
أدى إخلاص فهمي في عملها إلى التركيز بشكل أكبر على الأوساط الأكاديمية واستخدام أبحاثها «ليس فقط من أجل الارتقاء بمجال الصحافة، بل أيضًا بالمجتمعات الأكاديمية»، واصفةً إنجازها الرئيسي.
إلى جانب هذا، تفتخر فهمي بكونها مرشدة تعليمية وتعتبر ذلك أكبر نجاح لها حيث يتيح لها الفرصة لمشاركة معارفها ومهاراتها مع طلابها.
«قمت بنشر أكثر من 40 بحث أكاديمي مع طلاب من جميع أنحاء العالم على مر السنين. لقد كان أمرًا مؤثرًا للغاية أن أرى إنجازات طلابي؛ لأنه دليل على مهاراتهم، كما أنه انعكاس لقدراتي».
بجانب حياتها الأكاديمية، تستمتع فهمي بالصباح الهادئ وأشعة الشمس. تحب البقاء في مكتبها بالمنزل في الزمالك أثناء عملها حيث يملأ ضوء الشمس مكتبها.
لكن هذا لا ينقص من حقيقة أن فهمي عاشت ولا تزال تعيش حياة مليئة بالمغامرات، حيث عاشت فيما يقرب 30 عامًا في بلدان مختلفة وتسافر باستمرار للعمل والزيارات الأكاديمية.
قالت فهمي «لقد أتاح لي العيش في بلدان مختلفة فرص جديدة، وأنماط حياة وثقافات متنوعة كما أضاف لي اتجاهًا جديدًا في حياتي مما ساعد على خلق الشخص الذي أنا عليه اليوم».
من ضمن الأشياء التي تستمتع فهمي بالقيام بها أثناء السفر هو التعرف على أكلات وموسيقى جديدة من البلد أو المدينة التي تقوم بزيارتها.
تستمر فهمي اليوم في إثراء معرفتها في صحافة السلام والعمل على تشجيع السلام في وسط الصراعات.