FeaturedGender and Womenالقافلة

بطلات الرياضة بالجامعة الأمريكية يكسرن الصور النمطية

تقرير‭: ‬عمر‭ ‬النبيعي‭ ‬

omarelnebei@

قد تكون ساعات التدريب الصارمة والحفاظ على نظام غذائي دقيق و محاولة الموازنة بين الرياضة والحياة الأكاديمية كافية لإبعاد أي طالب عن مجال الرياضة. ولكن بالنسبة إلى لاعبات الجامعة الأمريكية بالقاهرة، فإن الصعود إلى القمة هو هدفهن بالرغم من بعض صور التمييز على أساس الجندر وفي بعض الحالات التنمر.

تضم  الجامعة الأمريكية بالقاهرة مجموعة  كبيرة من الرياضيين الذكور والإناث الذين يتنافسون في ألعاب مختلفة، مثل الكرة الطائرة، وكرة القدم  والتنس وغيرها. ولكن دومََا ما يكون هناك لدي بطلات الرياضة  من الإناث قصص ملهمة عن بداياتهن والصعوبات التي واجتهن خلال رحلتهن.

تشتهر الجامعة بفريق لاعبات كرة القدم أو كما يحلو لهن تسميتها « كرة الصالات؛ الفرق بين كرة الصالات وكرة القدم هو أن كرة القدم تُلعب بـ ١١ لاعبة من كل فريق، أما كرة الصالات هي لعبة خماسية. إحدى العضوات التي تلعب دورًا مهمًا في فريق الجامعة الأمريكية لكرة الصالات هي أمل الحناوي، وهي طالبة دراسات عليا بالجامعة. قالت أمل: «منذ انضمامي  إلى الفريق، فاز فريق كرة الصالات للسيدات ببطولة القطاعات مرتين في عامي ٢٠١٨ و ٢٠١٩، وحصل على المركز الرابع في بطولة الجمهورية عام ٢٠١٩».

«لقد تربيت على أهمية تنظيم الوقت بسبب جدول أعمالي الضيق. وبمساعدة والديّ، تعلمت كيفية إدارة أولوياتي ومعرفة متى أحتاج إلى بذل المزيد من الجهد في شيء أكثر من الآخر» قالت الحناوي للقافلة.

يشارك الرياضيون بالجامعة حاليًا في ثلاثة أنواع من المسابقات؛ البطولات الوطنية التي تشمل جميع الجامعات في مصر، وبطولات القطاع الخاص التي تشمل جميع الجامعات الخاصة، والتي تستضيفها الجامعة أحيانًا على غرار المسابقات الإقليمية.

وتشمل الأخيرة مسابقات مثل مسابقة All Africa University Games في كينيا، والتي ستقام من السادس إلى العاشر من يونيو ٢٠٢٢، وتستضيف أكثر من ٤٠٠٠ طالب رياضي من جميع أنحاء القارة السمراء.

يشارك الفريق حاليًا في البطولة الوطنية التي يشارك فيها جميع الجامعات الحكومية والخاصة، وقد أقيمت في فبراير عام ٢٠٢٢، وقد فازوا فيها بمباراتين أمام كلا من جامعة المستقبل والأكاديمية العربية من أصل ثلاث مباريات ونأمل أن تكون هناك بطولة قطاعات في الأسبوع الثاني من رمضان. أما بالنسبة للبطولة الأكبر على الإطلاق  فهي بطولة الجامعات الإفريقية بكينيا، و التي ستقام في يونيو ٢٠٢٢.

تضم الجامعة أيضََا فريق الكرة الطائرة للإناث. فرح شوكت هي كابتن فريق الجامعة الأمريكية لكرة السلة و تلعب في نادي الشمس و المنتخب الوطني بالإضافة إلى فريق الجامعة، وقد فازت شوكت بأكثر من ٣٠ ميدالية منذ انضمامها للمنتخب الوطني عام ٢٠١٦، واحتلت المركز الأول في البطولة الأفريقية.

أما بالنسبة لسارة يونس، فهي لاعبة كرة طائرة سابقة في نادي هليوبوليس، لكنها الآن تركز بشكل أكبر على دراستها بجانب لعبها ضمن فريق الجامعة الأمريكية، فقد تعلمت الكثير خلال رحلتها لتصبح رياضية، واستفادت عن طريق إقامة علاقات جيدة داخل مجال الرياضة. تتطلع اللاعبتان إلى المشاركة في بطولة القطاعات القادمة مع الجامعة الأمريكية في رمضان.

لا شك أن هناك بعض الصعوبات التي واجهتها اللاعبات خلال تحقيق تلك النجاحات، واتفق معظمهن على المعاناة من الكثير من الإحباط نتيجة الصورة النمطية عن عدم كفاءة المرأة في مجالات الرياضة

بالنسبة إلى الحناوي، كانت إحدى المشكلات الرئيسية التي واجهتها هي التمييز الجندري لأن بعض الناس يعتقدون أن كرة الصالات وكرة القدم هم رياضات مناسبة للرجال فقط، وأن الإناث لا تستطيع الحصول على نفس النتائج التي يحصل عليها الرجال لمجرد أنهم نساء. تقف هذه الصور النمطية عائقًا أمام أدائهم وفقًا للمعايير المتوقعة.

بالنسبة لشوكت، فإن بعض التحديات هي أن الجمهور الذي يحضر مبارياتهن لا يشجعونهن أو يدعمونهن كما يفعلون مع فريق الرجال.

أما بالنسبة ليونس، فقالت «أشعر أن الكرة الطائرة لا تحظى بالاهتمام الذي تستحقه مقارنةََ  بالرياضات الأخرى مثل كرة القدم، و اضافت قائلة:  وهي أيضََا رياضة يهيمن عليها الذكور بشكل كبير، ولهذا السبب تحظى بشعبية أكبر».

ليلى سامح طالبة بسنتها الأولى وتنوي التخصص في تصميم الجرافيك وستكون ضمن الفريق الذي سيشارك في مسابقة كينيا هذا الصيف. قالت سامح  للقافلة: «لقد كنت لاعبة اسكواش محترفة، ولكن بسبب وباء  كوڤيد ١٩، اضطررت إلى التحول إلى سباقات المضمار والميدان حيث كان من السهل ممارستها أثناء الوباء وكانت البطولات لا تزال تقام».

أمضت سامح معظم سنوات طفولتها في التدرب في نادي SAID ، وانتقلت لاحقًا إلى نادي الجزيرة الرياضي.

«لقد وفر نادي الجزيرة مدربين محترفين ودورات تدريبية مكثفة، بالإضافة إلى مدرب لياقة جيد» قالت سامح.

«طوال الوقت الذي أمضيته في لعب الإسكواش، فزت بالعديد من البطولات، مثل المركز السادس في البطولة الإقليمية العربية المفتوحة للناشئين، والمركز الثاني في بطولة فرنسا المفتوحة للناشئين، والمركز الثالث في بطولة Ardic Junior Open، وأخيراً حصلت على المركز التاسع في بطولة العالم للناشئين. الفتيات تحت سن ١٩».

وتشارك سامح حاليا في سباقات المضمار والميدان التي تنظمها الجامعة والتي ستقام يوم السبت السادس عشر، على أمل أن تكون هذه الأخيرة لها قبل أن تعود إلى رياضتها القديمة.

من بين الصعوبات التي واجهتها سامح هي أنها لم تكن قادرة على تتبع وقتها وظلت تفوتها بعض الأحداث المهمة مثل أعياد الميلاد والتجمعات العائلية. وأوضحت سميح أيضًا أن الفرق الرياضية النسائية تعاني من التجاهل بشكل كبير، حيث أن  الرياضات الرجالية تتمتع بفرصة أفضل بكثير في الظهور بسبب مدى جودة تسويقها، «ليس مثلنا، فنحن نفتقر إلى الرعاية والترويج مقارنة بفرق الرجال».

على الرغم من أن المشكلات  مثل التمييز على أساس النوع الإجتماعي وعوامل خارجية أخرى تلعب دورًا كبيرًا في قلة عدد الإناث اللاتي يدخلن مجال الرياضة، لا تزال هناك رياضيات تغلبن على هذه العوائق وأصبحن رياضيات ناجحات، داخل الجامعة وخارجها.