Headlines

صراع الأنشطة الطلابية مع الأزمة المالية

تقرير: فارس السباعي

@FarisElSebai

تصوير: مالك نادر

حين نفكر في الأنشطة الطلابية، يتبادر للذهن عدة أسئلة حول كيفية إدارة الطلاب لتلك الأنشطة ماليًا ونوعية الآليات الرقابية المفروضة عليهم، مع الوضع في الاعتبار كيفية التأقلم مع الظروف الاقتصادية الراهنة التي تمر بها البلاد والتي تؤثر على تمويل هذه الأنشطة. 

تحدثنا مع عبد الرحمن حجازى، رئيس مجلس الشيوخ (Student Senate) بالجامعة، والذي شارك في وضع الخطة المالية للجنة الأندية والمؤتمرات المسؤولة عن توزيع أموال صندوق الأنشطة الطلابية، والذي يحتوي على مصاريف الأنشطة التي تحصلها الجامعة من الطلاب مع بداية الفصل الدراسي كل عام، وهنا أوضح حجازي كيف تقسم هذه الأموال وكيف أثرّت الأزمة الاقتصادية على قراراتهم.

قال حجازي للقافلة: “تقسم اللجنة أموال  الصندوق حسب نوع كل نشاط، فالنوادي الطلابية تحصد ٣٥٪ من إجمالي ميزانية الصندوق، وتوزعها اللجنة بناءًا على الخطة التي يقدمها رؤساء النوادي والتي توضح خطتهم على مدار الفصل الدراسي”. 

تتمحور خطة النادي حول نشاط ورسالة الفريق ويجب أن تكون النشاطات المقترحة ذات علاقة بالمهام الرئيسية للنادي، وذلك لرفع فرصة الموافقة على الخطة المعروضة. 

شرح حجازي: “تعتمد الميزانية المطلوبة على حساب تقريبي للخطط والمبادرات التي ينوي النادي تنفيذها وما يتطلبه من تمويل، وبعد الانتهاء من الخطة يتقدم بها النادي أمام لجنة الأندية والمؤتمرات التي تُقيم بدورها الخطة وتصرف الميزانية المناسبة والممكنة للنادي”.

عندما سألناه عن الأخطاء المتكررة من النوادي عند تقديم الخطط، شارك حجازي أنه في معظم الوقت يقع الرؤساء في فخ عدم التعلم من أخطاء أعضاء الفرق السابقة مثل طلب مبلغ أكثر من اللازم مما قد يؤدي إلى ضعف مصداقية الخطة المقدمة، وأيضًا عدم الالتزام بالخط الزمني المتفق عليه قد يؤثر سلبًا على تنظيم صرف الميزانية.

تابع حجازي أن من سمات الخطط الناجحة والموافق عليها هي الدقة وكثرة التفاصيل والوضوح، بالإضافة إلى إبراز خطة مثمرة ومستدامة لتكون المهمة بالنسبة للرؤساء القادمين أفضل وأسهل.

من ناحية أخرى، أوضحت أمل صلاح، مديرة مكتب الحياة الطلابية المعني بتنظيم الأنشطة والفعاليات أن الأزمة الاقتصادية بدأت في الظهور منذ عامين ونصف وتحديدًا مع جائحة كورونا حيث خُفِض سعر الصرف للجنيه المصري”.

رسوم الأنشطة الطلابية والتي تعد المصدر الأساسي لتمويل الأنشطة الطلابية في الجامعة يتم حسابها بالدولار، ومع تفاقم جائحة كورونا ووجود إجراءات  احترازية على الأنشطة، استطاعت بعض المنظمات والنوادي الطلابية أن تدخر من ميزانيتها، ولكن مع تحرير سعر الصرف حدث فارق عملة وزادت الأسعار مما جعل المدخرات كافيةً مقارنة بالمصروفات. 

وعن تجربة الأنشطة الطلابية، أعرب عبد الله الصباح، رئيس نادي مجتمع رواد الأعمال أن النادي اعتاد على تنظيم بازار سنوي للعلامات التجارية الناشئة تحت شعار “صنع في مصر” تشجيعًا للصناعة المصرية، لكن في هذه السنة وجدوا زيادة في أسعار الموارد المستلزمة في إقامة البازار مثل الخِيم والديكورات التي تصل إلى ٤٠٪ من قيمتها قبل تحرير سعر الصرف.

أضاف الصباح أن مواكبة نفس الجودة السنوية للبازار بمثل هذا الارتفاع في الأسعار يعد من أصعب التحديات التي يواجهها النادي، وتاريخ النادي وتنظيماته السابقة مهم عند تقديم الخطة السنوية إلى اللجنة لكي يحصلوا على الدعم المطلوب، وبالتالي توجد أهمية بحتة في الحفاظ على مستوى الخدمة المقدمة للطلاب للتأكد من استمرارية تمويل النادي من لجنة الأندية والمؤتمرات.

على الجانب الآخر، يرى محمد عامر، أمين صندوق نادي على الرصيف، أن الوضع ليس بهذا السوء بالنسبة لنوادي الخدمة المجتمعية مقارنةً بالنوادي الأخرى حيث أن أغلب نوادي الخدمة المجتمعية تعتمد على إقامة الزيارات الأسبوعية للملاجئ والمستشفيات خلال العطلات الأسبوعية؛ مما لا يشعرهم بقوة هذه الأزمة في مجال نشاطهم الذي لا يحتاج إلى كثير من الدعم. 

الأموال الممولة من اللجنة هي المصدر الرئيسي لتدبير احتياجات تلك الزيارات من مواصلات وموارد وهدايا، بالإضافة إلى تخصيص نسبة من المبلغ للترفيه الداخلي للنادي وأعضائه من رحلات وأنشطة تعزز العلاقات الداخلية، ولكن النسبة العظمى تذهب إلى الزيارات والنشاطات الرئيسية للنادي، والتي تكفيها تمويل اللجنة.

اقترح عمرو سعيد، نائب رئيس نادي المسرح والفيلم: “من أجل مواكبة التغيرات المستمرة، يتعين على رؤساء الأنشطة الطلابية بمختلف نشاطاتها التعاون والعمل على مبادرات جماعية من أجل تخطي هذه الأزمة”. 

تابعت صلاح أن هناك العديد من الخطوات والمبادرات للتغلب على هذه الأزمة وأهمها هو العمل مع لجنة الأندية والمؤتمرات لوضع آليات واضحة لاستخدام مصروفات الأنشطة بأحسن توظيف ممكن، وتنظيم ورش عمل بالاستعانة بخريجي ذوي الخبرة في مجال التسويق والتمويل لنقل خبراتهم للطلاب الحاليين. 

بالإضافة إلى ذلك، أكد حجازي أن وظيفته تحتم عليه التأكد من أن كل الأقسام تسير على نفس الأجندة بخط زمني محدد، وأيضًا من مهامه إدارة الحوارات والنقاشات بين الأقسام في اجتماعات مجلس الشيوخ.

عندما سألنا حجازي عن أزمة ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، صرح أن النوادي لن تتأثر بتغير قيمة الدولار؛ لأن الطلاب يدفعون مصاريف الجامعة بالدولار وهي نفس العملة التي يُستخرج منها ميزانية النوادي، مما يتيح للأنشطة الطلابية مواكبة غلاء الأسعار عند شراء أي موارد أو تنظيم أي نشاطات”.