Arts and CultureFeaturedالقافلة

المتحف القومي للحضارة المصرية: نقلة في تاريخ المتاحف المصرية

[إعلان إفتتاح المتحف جاء في ١٩٧٨ولكن الإفتتاح في ٢٠٢٢.   [تصوير ياسمين نبيل

تقرير رانيا يحيى وياسمين نبيل

تم افتتاح أول متحف مصري يؤرخ جميع الحقب التاريخية لمصر يوم الأربعاء الموافق ١٥ فبراير، في مدينة الفسطاط بمصر القديمة، في حفل حضره مدير عام منظمة اليونسكو ووزير السياحة المصري.

أكد السيد أبو الفضل عثمان، أمين المتحف القومي للحضارة المصرية، أن هذا المشروع يعد من أضخم المتاحف التي تم بناؤها في السنوات الماضية وذلك لأنه الأول من نوعه في مصر حيث يؤرخ جميع الحقب التاريخية المصرية منذ عصر ما قبل التاريخ حتى العصر الحالي.

الهدف من هذا المتحف أن يكون نقطة جذب رئيسية لكل زائر مصري، فضلاً عن السياح والأجانب. منذ الافتتاح الجزئي للزوار في شهر فبراير، يعتمد المتحف على قاعة عرض مؤقته واحدة فقط، وهي قاعة “الحِرف والصناعات المصرية عبر العصور”، والتي تضم نحو ٤٢٠ قطعة أثرية تحكي تطور الحِرف المصرية على مر العصور التاريخية.

أشارت إيناس جمال، نائب المشرف العام للشئون الأثرية بالمتحف القومي للحضارة المصرية، إلى أن اختيار مدينة الفسطاط على وجه الخصوص لتكن مقراً للمتحف كان مدروساً بشكل جيد حيث قالت، “تم تغيير مقر المتحف من دار الأوبرا إلى مدينة الفسطاط لأسباب عدة، أهمها تواجد الفسطاط بين ما يقرب من ثلاث حضارات مختلفة مثل الحضارة الفرعونية والإغريقية والقبطية.”

وأضافت جمال أن المتحف يمتاز بتصميمات لم يسبق لها مثيل في مصر بمجال الهندسة المعمارية والتكنولوجيا الحديثة، والقائم بهذا التصميم هو المهندس الدكتور غزالي كسيبة، الذي فاز مشروعه لتصميم المتحف في مسابقة عالمية في عام ١٩٨٤.

وضح أبو الفضل أن هذا الإفتتاح مؤقت وأنه بالفعل تم افتتاح قاعة واحدة فقط للعرض، لديها العديد من الشاشات الكبيرة التي تعرض مقاطع فيديو عن تطور البلد على مر السنين. كما تتكون أيضاً من رسومات توضح بداية مهنة الحرفيين والملابس والأدوات التي استخدموها في الماضي.

يشمل المتحف عدداً من الآثار مأخوذة من متاحف مختلفة مثل المتحف المصري ومتحف الفن الإسلامي ومتحف النسيج ومتحف الأقصر.

ومن أهم القطع المعروضة في المتحف هو عرش الملكة حتب حرس، والدة الملك خوفو، وهو يعتبر أول عرش ملكي في التاريخ.

سيشمل المتحف بعد اكتماله تماماً سينما ومسرح روماني مفتوح ومسرح داخلي وخدمات تعليمية ومحل هدايا ومطاعم. كما سيضم أيضا مكاناً للبحوث.

سيتم تقسيم المتحف إلى ثلاث مناطق رئيسية في مرحلته النهائية، أول منطقة ستكون على شكل هرم زجاجي يحمل ١٤ طابق، وسوف تشتمل على قاعة العرض الأساسية للمتحف والتي تسمى “في قلب المتحف”. وسيتم تقسيم هذه المنطقة وفقاً للترتيب الزمني من خلال معرفة القصة الكاملة للحضارة المصرية عبر العصور.

المنطقة الثانية للمتحف ستضم مختلف المواضيع المصنفة حسب طبيعة كل موضوع. هذه المواضيع هي فجر الحضارة والنيل والكتابة والعلم والثقافة المادية والدولة والمجتمع والمعتقدات والفكر. وأخيراً، المنطقة الثالثة التي ستضم متعلقات ملوك الإمبراطورية المصرية.

وأبدت أحد الزوار إعجابها الشديد بالمتحف حيث قالت، “سمعت عن المتحف لأني من سكان مدينة الفسطاط وكنت أرى المتحف تحت الإنشاء منذ عدة سنوات وأشعر بحماس رهيب، أرى أن المتحف هو تحفة فنية وبه تنوع واضح، ولكنني أرى أنه لابد للإعلام أن يسلط الضوء بشكل أفضل على المتحف لأن كثير من الناس لم يسمعوا عن المشروع حتى الآن.”

تم تأجيل هذا المشروع عدة مرات بسبب اضطرابات في الأحوال السياسية في مصر ومواجهة بعض القصور في الميزانية.

لم يتمكن أبو الفضل من إعطاء ميعاد مؤكد للافتتاح الرسمي المكتمل للمشروع، حيث أشار أن المشروع ضخم وأنه يأمل أن يتم افتتاحه كاملاً بكل القاعات في عام ٢٠٢٢، علماً بأن تكلفة المتحف حتى الآن هي ٧٠٠ مليون جنيه مصري.

ترجع الخطوة الأولى لبداية هذا المشروع منذ عام ١٩٧٨ حينما أعلنت الحكومة المصرية عزمها على بناء هذا المتحف، جنباً إلى جنب مع متحف النوبة في أسوان، الذي أنشأته منظمة اليونسكو لعرض الآثار الخاصة بالحضارة النوبية القديمة.