FeaturedHome Pageالقافلة

تحقيق الحلم في المعرض التجريبي لناجي شاكر

تقرير‭ : ‬آية‭ ‬أبو‭ ‬شادي

شارك‭ ‬برنامج‭ ‬التصميم‭ ‬الجرافيكي،‭ ‬قسم‭ ‬الفنون‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالقاهرة‭ ‬في‭ ‬الاحتفالات‭ ‬المئوية‭ ‬للجامعة‭ ‬بطريقة‭ ‬خاصة‭ ‬حيث‭  ‬أضافوا‭ ‬لمستهم‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تكريم‭ ‬الأستاذ‭ ‬الراحل‭ ‬ناجي‭ ‬شاكر‭ ‬في‭ ‬شكل‭ ‬معرض‭ ‬تحت‭ ‬اسم‭ ‬“التجريبي‮»‬‭.‬

كان‭ ‬ناجي‭ ‬شاكر‭ ‬فنانًا‭ ‬ومصممًا‭ ‬مصريًّا‭ ‬عمل‭ ‬على‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شكل‭ ‬فني‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬سنين‭ ‬مسيرته‭ ‬الفنية‭ ‬من‭ ‬المسرح‭ ‬المرئي،‭ ‬والسينما،‭ ‬والإضاءة،‭ ‬والتصميم‭ ‬الداخلي،‭ ‬والتصميم‭ ‬المعماري‭ ‬وحتى‭ ‬عرائس‭ ‬المسرح‭.‬

عرف‭ ‬شاكر‭ ‬بكونه‭ ‬المصمم‭ ‬الرئيسي‭ ‬لـ‭ ‬“الليلة‭ ‬الكبيرة‮»‬،‭ ‬وكان‭ ‬أول‭ ‬عرض‭ ‬مسرحي‭ ‬له‭ ‬هو‭ ‬‮«‬الشاطر‭ ‬حسن‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬المشرف‭ ‬الفني‭ ‬على‭ ‬‮«‬شفيقة‭ ‬ومتولي‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬فيه‭ ‬بتصميم‭ ‬مجموعات‭ ‬أزياء‭ ‬خاصة‭ ‬به‭.‬

أوضح‭ ‬هيثم‭ ‬نوار،‭ ‬الأستاذ‭ ‬المساعد‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬التصميم‭ ‬الجرافيكي‭ ‬في‭ ‬قسم‭ ‬الفنون‭ ‬بالجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬القاهرة،‭ ‬أن‭ ‬الغرض‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬هو‭ ‬عرض‭ ‬ودمج‭ ‬كل‭ ‬أعمال‭ ‬شاكر‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬إظهار‭ ‬حياته‭ ‬كمصمم‭. ‬

أكد‭ ‬نوار‭  ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬استخدام‭ ‬شاكر‭ ‬وسائط‭ ‬متعددة‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬كان‭ ‬يعمل‭ ‬فيها‭ ‬وعبر‭ ‬أيضًا‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬أهمية‭ ‬معرفة‭ ‬الناس‭ ‬وفهمهم‭ ‬لذلك‭.‬

داخل‭ ‬غرفة‭ ‬واسعة‭ ‬مليئة‭ ‬بأعمال‭ ‬شاكر‭ ‬الفنية،‭ ‬في‭ ‬‮١٧‬‭ ‬من‭ ‬فبراير،‭ ‬جاء‭ ‬طلاب‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالقاهرة‭ ‬والخريجون‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأعمار‭ ‬إلى‭ ‬الجامعة‭ ‬ليشهدوا‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬الفريد‭ ‬من‭ ‬نوعه‭.‬

‭ ‬قالت‭ ‬ماري‭ ‬بضابا،‭ ‬‮٢٢‬‭ ‬سنة،‭ ‬طالبة‭ ‬في‭ ‬فنون‭ ‬جميلة‭  ‬‮«‬بصراحة،‭ ‬أنا‭ ‬مذهولة‭ ‬حقًّا‭ ‬للغاية،‭ ‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬شيء‭ ‬عاطفي‭ ‬جدًّا‮»‬‭.‬

قال‭ ‬نوار،‭ ‬‮«‬استغرق‭ ‬هذا‭  ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام،‭ ‬وكنت‭ ‬أعمل‭ ‬عن‭ ‬قرب‭ ‬على‭ ‬المعرض‭ ‬مع‭ ‬الأستاذ‭ ‬شاكر‭ ‬نفسه‮»‬‭.‬

نوار‭ ‬هو‭ ‬العقل‭ ‬المدبر‭ ‬وراء‭ ‬المعرض،‭ ‬وكان‭ ‬هو‭ ‬من‭ ‬ابتكر‭ ‬الفكرة‭ ‬التي‭ ‬اقترحها‭ ‬على‭ ‬الفنان‭ ‬الراحل‭ ‬وكان‭ ‬هذا‭ ‬عندما‭ ‬انضم‭ ‬كل‭ ‬منهما‭ ‬للآخر‭ ‬ليبدأوا‭ ‬العمل‭ ‬عليها‭ ‬حتى‭ ‬توفي‭ ‬شاكر‭.‬

‮«‬تعددت‭ ‬تخصصات‭ ‬شاكر‭   ‬الفنية‭ ‬وتصميماته‭ ‬وأبحاثه،‭ ‬لكنه‭ ‬عُرف‭ ‬أكثر‭  ‬بسبب‭  ‬ماريونيت‭ ‬الليلة‭ ‬الكبيرة‭.‬‮»‬

قال‭ ‬نوار،‭ ‬‮«‬أردنا‭ ‬أن‭ ‬نظهره‭ ‬كمصمم‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭.‬‮»‬

أضاف‭ ‬نوار،‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬المعرض‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬وضع‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬واحد‭. ‬إنها‭ ‬تجربة‭ ‬كاملة‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬سترى‭ ‬ملصقًا،‭ ‬نشرة‭ ‬إعلانية‭ ‬ثم‭ ‬ترى‭ ‬الفيلم‭ ‬نفسه‭. ‬ترى‭ ‬الرسومات،‭ ‬والرسومات‭ ‬أكثر‭ ‬دقة‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬تشاهد‭ ‬الصور‭ ‬والميزة‭ ‬النهائية‭.‬‮»‬

وضح‭ ‬نوار‭ ‬أن‭ ‬أولوية‭ ‬شاكر‭ ‬كانت‭ ‬الهواية،‭ ‬وتعمد‭ ‬ذلك‭ ‬حتى‭ ‬يتحلّى‭ ‬بالحماس‭ ‬ذاته‭ ‬ويقوم‭ ‬بعمله‭ ‬بنفس‭ ‬الحب‭ ‬والشغف‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬حتميات‭ ‬العمل‭. ‬وأضاف،‭ ‬‮«‬كان‭ ‬مبدعًا‭ ‬ورفض‭ ‬تصنيف‭ ‬الأشياء‭ ‬وطالما‭ ‬رأى‭ ‬نفسه‭ ‬فنانًا‭ ‬تجريبيًّا،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أوصلنا‭ ‬إلى‭ ‬اسم‭ ‬المعرض‮»‬‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬أعرب‭ ‬نوار‭ ‬عن‭ ‬امتنانه‭ ‬لڤيرا‭ ‬لاجاتور،‭ ‬زوجة‭ ‬شاكر،‭ ‬وكذلك‭ ‬الدكتورة‭ ‬أمنية‭ ‬يحيى،‭ ‬أستاذة‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة،‭ ‬قسم‭ ‬الديكور‭ ‬التي‭ ‬أمضت‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬وعشرين‭ ‬عامًا‭ ‬مع‭ ‬الراحل‭ ‬شاكر،‭ ‬كطالبة‭ ‬أولًا‭ ‬ثم‭ ‬مساعدة‭ ‬وكانت‭ ‬تلازمه‭ ‬حتى‭ ‬أيامه‭ ‬الأخيرة‭.‬

أضاف‭ ‬نوار،‭ ‬‮«‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬جُمِعَ‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭  ‬من‭ ‬المسرح‭ ‬الوطني‭ ‬للدمى‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬وبعض‭ ‬المخططات‭ ‬والرسومات‭ ‬جُمِعَت‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأفراد‭ ‬الذين‭ ‬يقومون‭ ‬بجمع‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية،‭ ‬وجُمِعَت‭  ‬بعض‭ ‬الأعمال‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬مجموعة‭ ‬شاكر‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬الفنون‭ ‬الجميلة‭ ‬وطبعًا‭ ‬بعضها‭ ‬كان‭ ‬مع‭ ‬زوجته‭ ‬وكذلك‭ ‬الأستاذة‭ ‬أمنية‮»‬‭.‬

قال‭ ‬نوار‭ ‬إن‭ ‬شخصية‭ ‬ناجي‭ ‬شاكر‭ ‬كانت‭ ‬ثرية‭ ‬للغاية؛‭ ‬مليئة‭ ‬بالحب‭ ‬والتواضع،‭ ‬ويمكن‭ ‬رؤية‭ ‬ذلك‭ ‬منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬تتحدث‭ ‬معه‭ ‬فيها‭ ‬وحتى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬فنه‭. ‬أضاف،‭ ‬‮«‬إنه‭ ‬موسوعة‭ ‬متحركة‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬حقل‭ ‬واحد‮»‬‭.‬

تحدثت‭ ‬الأستاذة‭ ‬يحيى،‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬لدعم‭ ‬المعرض،‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬شعورها‭ ‬بالعاطفة‭  ‬وعن‭ ‬مدى‭ ‬فخرها‭ ‬لكونها‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬قضاء‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬الطويل‭ ‬مع‭ ‬الدكتور‭ ‬شاكر‭ ‬والتعلم‭ ‬منه‭.‬

قالت‭ ‬إنه‭ ‬قبل‭ ‬وفاة‭ ‬شاكر،‭ ‬وفي‭ ‬أيامه‭ ‬الأخيرة‭ ‬في‭ ‬المستشفى‭ ‬؛‭ ‬أوصاها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬بأن‭ ‬تبقى‭ ‬على‭ ‬اتصال‭ ‬مع‭ ‬نوار‭ ‬حتى‭ ‬يتحقق‭  ‬هذا‭ ‬المفهوم‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالقاهرة‭ ‬بعد‭ ‬وفاته‭.‬

كما‭ ‬أعربت‭ ‬عائشة‭ ‬عزب،‭ ‬19،‭ ‬طالبة‭ ‬الفنون‭ ‬المرئية‭ ‬في‭ ‬الجامعة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬،‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬إعجابها‭ ‬بالمعرض،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عمل‭ ‬الراحل‭ ‬شاكر‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬حيث‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أنها‭ ‬حقًّا‭ ‬تحب‭ ‬أفيش‭ ‬الفيلم‭ ‬‮«‬إسكندرية‭ ‬ليه‮»‬‭.‬

أضافت‭ ‬عزب،‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬مندهشة‭ ‬من‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬برع‭ ‬فيها‭ ‬وأتقن‭ ‬كل‭ ‬عمل‭ ‬من‭ ‬أعماله‭ ‬مستخدمًا‭ ‬وسائل‭ ‬متنوعة‭ ‬وصنعه‭ ‬أشكالًا‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬الفن‮»‬‭.‬