FeaturedHome PageSpotlight

إخراج طلاب المسرح بالجامعة الأمريكية لمشاهد قصيرة

تقرير‭: ‬ندى‭ ‬النجار‭ ‬

واجه‭ ‬جمهور‭ ‬مسرح‭ ‬جرهارت‭ (‬Gerhart‭) ‬بالجامعة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بالقاهرة‭ ‬مشاعر‭ ‬مختلطة‭ ‬بين‭ ‬الدموع‭ ‬والضحك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشاهد‭ ‬قصيرة‭ ‬أخرجها‭ ‬طلاب‭ ‬بالجامعة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬يوم‭ ‬الإثنين‭ ‬‮٢٦‬‭ ‬من‭ ‬مارس‭. ‬

تعتبر‭ ‬عملية‭ ‬إخراج‭ ‬المشاهد‭ ‬القصيرة‭ ‬جزءًا‭ ‬تابعًا‭ ‬لمحاضرة‭  ‬في‭ ‬قسم‭ ‬المسرح‭ ‬بالجامعة‭ ‬ويسمى‭ ‬‮«‬Directing one‮»‬‭ ‬المترجم‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إخراج‭ ‬‮١»‬‭ ‬من‭ ‬خلاله‭  ‬يقوم‭ ‬الطلاب‭ ‬باختيار‭ ‬وإخراج‭ ‬مشهد‭ ‬معين‭ ‬لا‭ ‬يزيد‭ ‬عن‭ ‬‮١٥‬‭ ‬دقيقة‭ ‬من‭ ‬مسرحية‭ ‬كاملة‭. 

أوضح‭ ‬هشام‭ ‬عبد‭ ‬الرازق،‭ ‬طالب‭ ‬في‭ ‬السنة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬هندسة‭ ‬ميكانيكية‭ ‬ومسرح،‭ ‬المعنى‭ ‬وراء‭ ‬اسم‭ ‬المسرحية‭ ‬‮«‬‭?‬Does a Tiger Wear a Necktie‮»‬‭ ‬المترجم‭ ‬إل‭ ‬‮«‬هل‭ ‬يرتدي‭ ‬النمر‭ ‬ربطة‭ ‬عنق‮»‬‭ ‬التي‭ ‬كتبها‭ ‬دون‭ ‬بيترسن،‭ ‬المؤلف‭ ‬المسرحي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬عام‭ ‬‮١٩٦٩‬‭ ‬والتي‭ ‬أخرج‭ ‬منها‭ ‬أحد‭ ‬المشاهد‭ ‬التي‭ ‬عرضت‭ ‬يوم‭ ‬الإثنين‭ ‬المأخوذة‭ ‬من‭ ‬المسرحية‭.‬

‭ ‬شبه‭ ‬عبد‭ ‬الرازق‭  ‬النمر‭ ‬بمدمن‭ ‬مخدرات‭ ‬ورابطة‭ ‬العنق‭ ‬هي‭ ‬رمز‭ ‬للتكيف‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬اليومي‭ ‬وجعله‭ ‬مواطنًا‭ ‬عاديًّا‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭. ‬

قال‭ ‬عبد‭ ‬الرازق،‭ ‬‮«‬يمكن‭ ‬للسؤال‭ ‬أن‭ ‬يطرح‭ ‬بطريقة‭ ‬أخرى،‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬‮«‬هل‭ ‬يرتدي‭ ‬النمر‭ ‬ربطة‭ ‬عنق؟‮»‬،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون،‭ ‬‮«‬هل‭ ‬يصلح‭ ‬للمدمن‭ ‬أن‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬ويتفق‭ ‬مع‭ ‬المعايير‭ ‬المجتمعية‭ ‬الطبيعية؟‮»‬‭ ‬

يتمركز‭ ‬المشهد‭ ‬الذي‭ ‬اختاره‭ ‬عبد‭ ‬الرازق‭ ‬في‭ ‬جزيرة‭ ‬خارج‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لإعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬مدمني‭ ‬المخدرات‭. ‬كان‭ ‬المشهد‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬محادثة‭ ‬بين‭ ‬مدمن،‭ ‬بيكهام،‭ ‬‮٢٠‬‭ ‬سنة،‭ ‬وطبيب‭ ‬نفسي‭ ‬يدعي‭ ‬ورنر،‭ ‬على‭ ‬النزاع‭ ‬القائم‭ ‬بين‭ ‬بيكهام‭ ‬ووالده‭. ‬

غادر‭ ‬بيكهام‭ ‬الجزيرة‭ ‬ليبحث‭ ‬عن‭ ‬والده‭ ‬وعند‭ ‬رجوعه‭ ‬طلب‭ ‬من‭ ‬الدكتور‭ ‬‮«‬ورنر‮»‬‭ ‬بعصبية‭ ‬شديدة‭ ‬أن‭ ‬يغادر‭ ‬الجزيرة‭ ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مدمنًا،‭ ‬ولكن‭ ‬تجاهل‭ ‬طلبه‭ ‬الدكتور‭ ‬وكان‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬أولًا‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬بين‭ ‬بيكهام‭ ‬ووالده‭. ‬

انقطع‭ ‬المشهد‭ ‬الذي‭ ‬أخرجه‭ ‬عبد‭ ‬الرازق‭ ‬عند‭ ‬الدكتور‭ ‬‮«‬ورنر‮»‬‭ ‬وهو‭ ‬يعطي‭ ‬بيكهام‭ ‬أملًا‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يتغير‭ ‬أراد‭ ‬عبد‭ ‬الرازق‭ ‬أن‭ ‬يوصل‭ ‬رسالة‭ ‬أن‭ ‬النمر‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يرتدي‭ ‬ربطة‭ ‬عنق‭ ‬طالما‭ ‬هناك‭ ‬دعم‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭. ‬

أضاف‭ ‬عبد‭ ‬الرازق،‭ ‬‮«‬العلاج‭ ‬النفسي‭ ‬هو‭ ‬أداة‭ ‬يمكن‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬أن‭ ‬تشفي‭ ‬حتى‭ ‬أشد‭ ‬الناس‭ ‬عندًا،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬كانوا‭ ‬يعتقدون‭ ‬أنهم‭ ‬لا‭ ‬يحتاجون‭ ‬هذا‭ ‬العلاج‭. ‬مواجهة‭ ‬المشكلة‭ ‬والحديث‭ ‬عنها‭ ‬هي‭ ‬أولى‭ ‬الخطوات‭ ‬لحلها‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬أظهره‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المشهد‭.‬‮»‬

تحدث‭ ‬عبد‭ ‬الرازق‭ ‬أيضًا‭ ‬عن‭ ‬عملية‭ ‬الإخراج،‭ ‬وهي‭ ‬عملية‭ ‬متبادلة‭ ‬بين‭ ‬المخرج‭ ‬والممثلين‭ ‬حيث‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬وسيلة‭ ‬تواصل‭ ‬شديدة‭ ‬بينهم‭ ‬ليستطيعوا‭ ‬أن‭ ‬يعملوا‭ ‬سويًّا‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المشاهد‭.‬

أوضح‭ ‬أن‭ ‬تصوره‭ ‬للمشهد‭ ‬وهوية‭ ‬الشخصيات‭ ‬كان‭ ‬مختلف‭ ‬تمامًا‭ ‬عمَّا‭ ‬قدمه‭ ‬الممثلون‭ ‬على‭ ‬المسرح‭  ‬بالرغم‭ ‬أن‭ ‬الأفكار‭ ‬الأساسية‭ ‬للمسرحية‭ ‬والمشهد‭ ‬كانت‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬قائمة‭ ‬لكن‭ ‬التمثيل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يغير‭ ‬كل‭ ‬شيء‭.‬

قال‭ ‬عبد‭ ‬الرازق،‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬هو‭ ‬التألق‭ ‬في‭ ‬الفن،‭ ‬إنه‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬فكرة‭ ‬معينة‭ ‬أو‭ ‬أفكار‭ ‬نمطية‭ ‬ولكنه‭ ‬حرية‭ ‬في‭ ‬التعبير‭.‬‮»‬

تحولت‭ ‬أجواء‭ ‬المسرح‭ ‬من‭ ‬حزن‭ ‬وانفعال‭ ‬إلى‭ ‬ضحك‭ ‬وطرافة‭. ‬

كان‭ ‬المشهد‭ ‬الأخير‭ ‬الذي‭ ‬عُرِض‭ ‬مستوحى‭ ‬من‭ ‬مسرحية‭ ‬‮«‬Who›s Afraid of Virginia Woolf؟‮»‬‭ ‬المترجم‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬من‭ ‬يخشى‭ ‬فرجينيا‭ ‬وولف‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬عرض‭ ‬عام‭ ‬‮١٩٦٢‬‭ ‬من‭ ‬تأليف‭  ‬إدوارد‭ ‬البي،‭ ‬الكاتب‭ ‬المسرحي‭ ‬الأمريكي‭.‬

يعد‭ ‬المشهد‭ ‬المختار‭ ‬من‭ ‬المسرحية‭ ‬أول‭ ‬مشهد،‭ ‬وهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬زوجين‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬عمرهما،‭ ‬‮«‬مارثا‭ ‬وجورج‮»‬‭ ‬الذين‭ ‬عادا‭ ‬إلى‭ ‬منزلهما‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬الثانية‭ ‬صباحًا‭ ‬بعد‭ ‬حضورهما‭ ‬لحفل‭ ‬في‭ ‬منزل‭ ‬والد‭ ‬مارثا‭. ‬

يدور‭ ‬المشهد‭ ‬حول‭ ‬الجدال‭ ‬بين‭ ‬‮«‬جورج‭ ‬ومارثا‮»‬‭ ‬عندما‭ ‬تفاجأ‭ ‬جورج‭ ‬بدعوة‭ ‬مارثا‭ ‬لضيوف‭ ‬في‭ ‬الساعة‭ ‬الثانية‭ ‬صباحًا‭.‬

قالت‭ ‬فريدة‭ ‬مرسي،‭ ‬طالبة‭ ‬اقتصاد‭ ‬بالجامعة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والتي‭ ‬قامت‭ ‬بدور‭ ‬‮«‬مارثا‮»‬،‭  ‬‮«‬مارثا‮»‬‭ ‬شخصية‭ ‬أنانية‭ ‬ولا‭ ‬تفكر‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬غير‭ ‬نفسها،‭ ‬فهي‭ ‬فقط‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تستمتع‭ ‬بوقتها‭ ‬دائمًا‭ ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬تسبب‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬جعل‭ ‬زوجها‭ ‬أضحوكة‭.‬‮»‬

أوضحت‭ ‬مرسي‭ ‬أن‭ ‬شخصية‭ ‬مارثا‭ ‬مرأة‭ ‬في‭ ‬عمر‭ ‬يناهز‭ ‬الستين‭ ‬تحاول‭ ‬إسعاد‭ ‬نفسها‭ ‬قدر‭ ‬المستطاع‭ ‬وهذا‭ ‬يجعلها‭ ‬وقحة‭ ‬وغير‭ ‬مفهومة‭. ‬

عبرت‭ ‬مرسي‭ ‬عن‭ ‬إحدى‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬واجهتها‭ ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬وهي‭ ‬التناقض‭ ‬بين‭ ‬الشخصية‭ ‬التي‭ ‬تمثلها‭ ‬وشخصيتها‭ ‬الحقيقية،‭ ‬لكن‭ ‬تغلبت‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬بتمارين‭ ‬متعددة‭ ‬ساعدتها‭ ‬على‭ ‬الإندماج‭ ‬في‭ ‬شخصية‭ ‬مارثا‭ ‬وتنحي‭ ‬شخصيتها‭ ‬الحقيقية‭. 

وقالت،‭ ‬‮«‬أقنع‭ ‬نفسي‭ ‬أن‭ ‬فريدة‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬موجودة،‭ ‬أنا‭ ‬الآن‭ ‬مارثا‭. ‬حتى‭ ‬بعد‭ ‬انتهاء‭ ‬محاضراتي‭ ‬في‭  ‬وقت‭ ‬البروفة‭ ‬تتلاشى‭ ‬فريدة‭ ‬وتتحول‭ ‬لمارثا‭.‬‮»‬

أوضحت‭ ‬آمنة‭ ‬عبيد،‭ ‬طالبة‭ ‬مسرح‭ ‬ومخرجة‭ ‬هذا‭ ‬المشهد،‭ ‬أن‭ ‬اسم‭ ‬المسرحية‭ ‬رمز‭ ‬سياسي‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هذا‭ ‬سبب‭ ‬اختيارها‭ ‬للمسرحية‭. ‬

قالت‭ ‬عبيد،‭ ‬‮«‬اخترت‭ ‬هذه‭ ‬المسرحية‭ ‬لأني‭ ‬أحب‭ ‬كتابات‭ ‬‮«‬إدوارد‭ ‬البي‮»‬‭ ‬وهذه‭ ‬المسرحية‭ ‬بالأخص،‭ ‬إنها‭ ‬مناسبة‭ ‬لعملية‭ ‬إخراج‭ ‬مشهد‭ ‬صغير‭. ‬هو‭ ‬مشهد‭ ‬سهل‭ ‬قراءته‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تحليل‭ ‬المسرحية‭ ‬كاملةً‭ ‬معقد‭ ‬جدًّا‭.‬‮»‬

قالت‭ ‬مرسي،‭ ‬‮«‬في‭ ‬البداية‭ ‬كنت‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مارثا‮»‬‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬وقحة‭ ‬أو‭ ‬صارمة‭ ‬مع‭ ‬جورج،‭ ‬كانت‭ ‬تميل‭ ‬أكثر‭ ‬لإغاظته‭ ‬ليس‭ ‬أكثر‭. ‬أرادت‭ ‬عبيد‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬تأديتنا‭ ‬كممثلي‭ ‬الشخصيات‭ ‬أولًا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تعطينا‭ ‬ملاحظاتها،‭ ‬ما‭ ‬بدأنا‭ ‬به‭ ‬كان‭ ‬مختلفًا‭ ‬تمامًا‭ ‬عما‭ ‬انتهينا‭ ‬به‮»‬‭.‬

شرحت‭ ‬مرسي‭  ‬أن‭ ‬المشهد‭ ‬يصور‭ ‬العلاقات‭ ‬اليومية‭ ‬بين‭ ‬زوجين‭ ‬بأسلوب‭ ‬مبالغ‭ ‬فيه‭. ‬إنها‭ ‬أرادت‭ ‬أن‭ ‬يشاهد‭ ‬الجمهور‭ ‬العلاقة‭ ‬الزوجية‭ ‬الفاسدة‭ ‬بين‭ ‬مارثا‭ ‬وجورج‭.‬