القافلة

مشروعات تخرج الجامعة الأمريكية على الهواء

تقرير: داليا عبدالوهاب

تعد مشروعات التخرج وسيلة من وسائل مساعدة الطلاب في بدء حياتهم العملية من خلال تطبيق ما درسوه خلال سنوات دراستهم الجامعية.

وبالنسبة لطلاب قسم الصحافة والإعلام في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، يعد الهدف وراء مشروعات التخرج هو إنتاج مواد نهائية صُنعَت بشكل متخصص بل يمكن عرضها على شاشة التلفزيون، وهذا ما حققه ووصل إليه بعض طلاب القسم.

ومن ضمن المشروعات التي حازت على اهتمام الكثير من الناس تضم أفلامًا قصيرة أنتجها طلاب درجة الماجستير في مركز كمال أدهم للصحافة التليفزيونية والرقمية بكلية الشئون الدولية والسياسات العامة بالجامعة الأمريكية.

مشروع طالبة الماجستير بمركز كمال أدهم ياسمين القاضي، والذي يحمل عنوان “الفراعنة الأمريكان”، يدور حول مدرسة تم إنشاؤها من قبل بعض المجموعات التبشيرية القادمة من الولايات المتحدة الأمريكية التي تحتوي على الكثير من الآثار العلمية والتاريخية.

عند سؤالها عن شعورها حيال ظهور مشروعها علي التلفاز، قالت القاضي للقافلة: “بالطبع شعرت أنني مُقدَّرة، وبالتحديد لأنني واجهت بعض التحديات خلال التصوير”.

من ضمن التحديات التي واجهتها القاضي هي اضطرارها لترك ابنها الذي يبلغ من العمر أربع سنوات والسفر وحدها لأسيوط لتصوير الفيلم، كما واجهت مشاكل تقنية عبّرت عنها قائلة: “مشكلة بسيطة قد تفسد الأمر بأكمله”.

بعد انتهائها من إنتاج الفيلم وعرضه على موقع “يوتيوب” في ديسمبر، عَرض بعض زملاء القاضي عليها عرض المشروع على قناة القاهرة والناس، وهي قناة مصرية مشهورة تبث برامجها طوال أيام السنة بعد رمضان ٢٠١٢.

ولا تعد القاضي طالبة الماجستير الوحيدة التي تم عرض مشروعها على شاشة التلفزيون، فسارة غيطة، طالبة ماجستير في مركز كمال أدهم، تم عرض مشروع تخرجها على قناة DMC المصرية بالإضافة إلى بعض المواقع الإلكترونية مثل “سيدات مصر”.

مشروع غيطة كان فيلمًا يحمل عنوان The Journey (الرحلة) ويدور حول حياة إسراء البابلي، وهي طبيبة أسنان مصرية ولدت بضعف في السمع.

كانت لدى غيطة في الأصل فكرة أخرى لمشروع التخرج، ولكن صعوبة تنفيذها في الوقت الحالي بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد أجبرتها على تغييرها.

قالت غيطة: “نصيحتي للطلاب هي التركيز على زاوية موضوع مشروع تخرجهم والجمهور المستهدف”.

كما أضافت أن على الطلاب الذين يرغبون في عرض مشروعات تخرجهم على شاشة التلفزيون وأن ينال مشروعهم إعجاب الجمهور، أن يركزوا في كل تفاصيل موضوعهم، فقد تظهر زاوية جديدة لم تُناقَش من قبل للموضوع.

أما بالنسبة لطلاب البكالوريوس، فحظيت مشاريع تخرج البعض منهم على الكثير من الاهتمام والتقدير. على سبيل المثال، حظي مشروع AswaNubia (أسوانوبيا) على اهتمام قنوات تلفزيون مصرية مثل DMC و MBC.

وقام بهذا المشروع الذي يهدف إلي نشر ثقافة أسوان والنوبة مجموعة من طالبات قسم الصحافة والإعلام؛ هايدي قنديل وعالية مهران وفرح فراج وهايدي بدر الدين وسهيلة شلتوت.

قالت قنديل: “حصلنا على بعض الترويج الإعلامي من بعض المشاهير الذين لم نكن ننوي التواصل معهم، وبعدها تم التواصل معنا من قبل منتجين من DMC وMBC مصر”.

لم يكن من المخطط للمشروع الذي تم تنفيذه في الفصل الدراسي الربيعي من عام ٢٠٢٠ أن يتم عرضه على التليفزيون، ولكن كانت تأمل قنديل وزملاؤها أن ينتشر صيتُه عبر الإنترنت.

قالت مروة المتعافي، مدرس مساعد بقسم الصحافة والإعلام والمشرفة على المشروع، للقافلة: “لم يكن في الحسبان أن يتم عرض مشروعات التخرج على شاشة التلفزيون، ولكن عندما تطورت المشروعات، كانت تستحق أن تحظى بالاهتمام – ليس AswaNubia فقط، بل كلهم”.

أضافت المتعافي أن تحت تداعيات فيروس كورونا المستجد، أبلت الطالبات بلاءً حسنًا.

ذياع صيت مشروع التخرج عبر الإنترنت هو ما حدث إلى حد ما لطالبات الاتصالات التسويقية المتكاملة ميرنا أبو السعود وفجر أسامة وتريفينا هاني وميدرونا هاني وماريان سمير وهمسة يوسف ومنة السويفي اللاتي تمحور مشروع تخرجهن حول كيفية تطوير حديقة الأسماك بالقاهرة في الزمالك.

قالت أبو السعود: “أعجب الكثيرون بفكرة مشروعنا، ولذلك قاموا بنشر استبياننا على مواقع التواصل الاجتماعي لمساعدتنا. بعد ذلك، قام صحفي من جريدة “الوطن” بالتواصل معنا وكتب مقالًا عن مشروعنا”

الطالبات اللاتي قمن بالمشروع

وأضافت أن تلك المقالة جعلت منتجين من “الحدث اليوم” و ON TV يتواصلون معهن لعرض مشروعاتهن عبر قنواتهم.

قالت شيرين مودي، الأستاذ المساعد والمشرفة على المشروع، للقافلة: “قامت الطالبات بعمل لافت للأنظار من ناحية الابتكار والبحث. هنّ قمن بصنع خريطة ثلاثية الأبعاد لحديقة الأسماك وابتكرن أفكارًا للدعاية له. أنا فخورة جدًا بهن”.

ولكن علي كل حال، تؤكد أبو السعود أن الظهور على شاشة التلفزيون لا يجب أن يكون الهدف الأساسي وراء مشروع التخرج، بل يجب أن يكون له تطبيق عملي يعود بالنفع على المجتمع.

تنصح أبو السعود: “عليهم أن يفكروا في ابتكار شيء كبير، شيء مؤثر بالفعل. التليفزيون مجرد وسيلة”.