Arts and CultureFeaturedHome PageNewsالقافلة

شبابيك عطية: تجربة مسرحية تحاكي الواقع

تقرير: عبد الرحمن رضوان
@AbdurrahmanRad7

شهد مسرحي مَلَك جَبر والفلكي بالجامعة الأمريكية في القاهرة عرض مسرحية شبابيك عطية، والتي تتناول التحديات الاقتصادية الصعبة للطبقة الفقيرة والمتوسطة في مصر في إطار درامي اجتماعي، وتتمثل تلك التحديات في ارتفاع تكاليف المعيشة وخصوصًا في الآونة الأخيرة.

فالأب، عطية، الذي يلعب دوره تيام قمر، طالب بسنته الرابعة بكليتي المسرح والإعلام، يعمل بأجرٍ زهيدٍ، مما يدفعه إلى الاقتراض لتلبية احتياجات المنزل، ويحاور عطيةَ في المسرحية دائمًا صوت ضميره -والذي أدى دوره باسم الآخر يوسف الغنّام، طالب ماجستير الصحافة الرقمية والتلفزيونية.

تتمثل تلك الاحتياجات في مصاريف الدروس الخصوصية لابنته سمر، التي لعبت دورها يارا إمام، طالبة بقسمي الإعلام والمسرح، بالإضافة إلى مصاريف الجامعة لابنه خالد، الذي لعب دوره عمر عمر، طالب بقسم المسرح، وابنته الكُبرى لواحظ -والتي تلعب دورها ملك الليثي، طالبة بكلية إدارة أعمال- التي تعيش معهم هي وطفليها بعد أن هجرها زوجها. 

ذلك بجانب أمه -التي لعبت دورها ليا صقر، خريجة حديثة من قسم المسرح،- التي أصابها الخرف بعد أن تقدمت في السن، وتساعده بمصاريف المنزل زوجته فاطمة -التي تلعب دورها ترنيم ونيس، طالبة بقسم مسرح- التي تعمل كمعلمة وتأبى الدروس الخصوصية لحرمانيتها الدينية. 

وفي خِضَم تلك الأحداث المتصارعة، يكتشف عطية أنه غير مؤهل لتغطية الاحتياجات المادية لأسرته، وأن مُديره سوف يقوم بطرده إن لم يتعلم مهارات الكمبيوتر، فيُخطط لدس سم الفئران في الطعام لأسرته لكي يستريحوا من عذابهم، ثم يشعر بالذنب ويتشاجر هو وصوت ضميره بعنف شديد، في النهاية تنقلب الأحداث يكتشف أن سُم الفئران صناعة مَحلية ولم يؤثر فيهم؛ ليكتشف عطية بذلك خطأه ويتقبل حال أُسرته.

قال قمر للقافلة أنه بالرُغمَ أن العرض كان كوميديًا؛ إلا أن تلك الكوميديا نابعةً من الواقع البائس الذي تعيشه مختلف الأسر المصرية في تلك الطبقة التي تمثلها العائلة بالعرض المسرحي، وأضاف أنه استمتع بالتجرية على الرغم من أنها المرة الأولى التي يقدم فيها هذا النوع من الأدوار.

قال قمر، “المسرحية تُحاكي الواقع بشكلٍ كبيرٍ، كما أن أحداثها مألوفة في صفحات الأخبار، فدائمًا ما نسمع بعائل أسرةٍ ما قَتل أسرته وانتحر؛ لأنه لا يستطيع توفير حياة كريمة لهم.”

تميز مشهد الشجار الأخير في المسرحية بين عطية وضميره بالعنف، حيث كان الآخر يضرب عطية بلا هوادة، وعن هذا المشهد يقول قمر أنه أثناء التدريبات طلب من الغنام أن يضربه ضرب حقيقي كي يعتاد على ذلك أثناء العرض. 

وعلى هذا الصدد وضّح الغنام أن الأداء باللغة العربية كان أسهل بكثير من الأعمال التي مثَل فيها من قبل باللغة الانجليزية لسهولة الارتجال في المشاهد التي تطلب ذلك.

صرح الغنام: “المسرحية تنقل واقعًا قد لا يعرفه الكثير من طلاب الجامعة الأمريكية، موثقًا بذلك الحياة التي يقاسيها الطبقات الأقل حظًا في المجتمع، وعلى نحوٍ آخر، فالمسرحية تحذر من الواقع الذي يمكن أن يحدث في حال ظل التباين في تزايد بين الطبقات. 

صرحت إمام أن الشخصية مشابهة لها إلى حدٍ كبير مما أدى ذلك إلى سهولة تقمص الدور بالنسبة لها، فا شخصية سمر توحي بالكثير من الحركة وشخصية إمام نفسها تتسم بالكثير من الحركة.

أضافت إمام: “كان التوفيق بين التدريبات والمواد الدراسية صعب للغاية، وكنت احاول عدم التغيب عن المحاضرات وكان هذا تحديًا كبيرًا أثناء العمل على العرض.”

قالت دينا أمين، مخرجة المسرحية، أن أغلب التحديات التي واجهت فريق العمل كانت تتلخص في قُدرة الفريق على التدريب في ظل أزمة كورونا، وأن التخوفات حول إغلاق الحَرَم الجامعي كانت ستَحُول دون عَرض الطلاب للمسرحية.

قال كيرلس ظريف، طالب بالسنة الأخيرة بقسم الهندسة الميكانيكية، وأحد الحاضرين “العرض رائع، فهو يوضح أن الطبقة المسماة بالمتوسطة في طريقها للتآكل والاختفاء، ويحذر العرض بشدة من الأضرار التي قد تنجم إن حدَث مِثل هذا السيناريو”. 

بينما يرى عمرو عبد العظيم، طالب بسنته الأخيرة بقسم هندسة الكمبيوتر، أن العرض يَحاكي واقع الطبقات الفقيرة بصورة نمطية، دون التطرق لأية إيجابيات لهذه الطبقة، فالمشكلة المالية واضحة، ولكن يمكن للمشاهد أن يستنتج أن هذه العادة هي السمة الأصلية للطبقات الفقيرة لا غير.