FeaturedHome PageNewsالقافلة

ملخص خريف ٢٠٢١

تقرير: مازن عيد

بعد تأقلم العالم على العمل أمام شاشات الكمبيوتر، والالتزام بالمكوث في المنزل بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد، الآن عدنا إلى الحياة كما نعرفها ‏نوعا ما.

 مع بداية ‏الفصل الدراسي خريف ٢٠٢١، ‏عدنا إلى الحياة الاجتماعية، وعدنا إلى الشقاء وإلى البهجة والطموحات.

ولكل فرد من أفراد أسرة الجامعة الأمريكية تجربة مختلفة وفريدة من نوعها، فهي تعتبر تجربة جديدة للكثير من الطلاب لأن العالم ما زال في جائحة وكل شخص يتأقلم بطريقته الخاصة.

كانت تجربة الطلاب الجدد تعتبر جديدة إلى حد ما. شاركت الطالبة مريم داوود تجربتها في سنتها الأولى بكلية إدارة الأعمال بالجامعة وقالت: “توقعت أن تكون الأجواء في المحاضرات صارمة ولكن تفهم الأساتذة أننا طلاب جدد لم يجعل الأمر صعبًا كما توقعت.”

وأضافت داوود: “الطاقة في الحرم الجامعي مفعمة بالحيوية والنشاط حيث أن هناك أنشطة مختلفة وفرص اجتماعية جديدة بشكل شبه يومي،” وأكدت أن الأقسام الدراسية والأنشطة الرياضية كانت منظمة مما سهلت التعرف على الجامعة بشكل أفضل.

وهناك من بدؤوا الدراسة في المنزل ويعتبر الفصل الدراسي خريف ٢٠٢١ بداية جديدة بالنسبة لهم. 

‏قال زياد فهمي، طالب في الصف الثاني تخصص هندسة ميكانيكا: “إنه شعور مختلف تمامًا عندما أحضر المحاضرات شخصيًا بدلًا من الحضور إلكترونيًا،” ‏وأضاف فهمي أن الذهاب إلى الحرم الجامعي جعله مشغولًا أكثر بسبب المشي من محاضرة إلى أخرى وعودة الحياة الاجتماعية.

قال فهمي: “لقد لاحظت أنني كنت أذاكر أكثر عندما كنا في المنزل لعدم وجود أسباب تلهيني عن الدراسة.” 

واتفق كثير من الطلاب عن انزعاجهم من عملية الكشف الذاتي (self-check) لأسباب مختلفة. 

قال محمد كمال، طالب في كلية إدارة الأعمال: “عملية الكشف الذاتي في رأيي لا تساعد في الحماية من الفيروس لأن أي شخص يستطيع أن يتفادى الحقيقة في إجابة الأسئلة.” 

وأضاف الطالب كريم محمد الذي يدرس علم النفس في الصف الرابع أن عملية الكشف الذاتي كانت بالنسبة له “محور” هذا الفصل الدراسي بسبب خروجه المتعدد لمنطقة التدخين. 

قال محمد: “أريد أن يعود بنا الزمن ونضطر أن ندرس في المنزل مرة أخرى، فكان ذلك أسهل بكثير من الذهاب إلى جامعة.”

وكانت عملية الكشف الذاتي عاملًا في تأخر بعض الطلاب عن محاضراتهم إما بسبب المشاكل التقنية أو الازدحام على البوابة، وفي أحيانا أخرى كان عدم توفر الكمامات على البوابات أيضًا سببًا في تأخر بعض الطلاب. 

 قال علي حسني، طالب في قسم المسرح: “تأخرت على ميعاد مهم لأن الكمامة تمزقت ولم أجد على البوابة كمامات.” واضطر حسني بعد ذلك أن يذهب إلى المول المقابل للجامعة لإحضار كمامة وتأخر ١٥ دقيقة.

لاحظ حسني ازدحام الحرم الجامعي في أماكن محددة، مثل السلالم أمام ماركت كويك وأمام كل مكان يقدم قهوة.

أشار أيضًا الطالب مهند تامر، في الصف الثالث بكلية إدارة الأعمال٬ إلى ازدحام المطاعم. قال تامر ساخرًا: “أنا أتجنب أي مكان يقدم أكل في ساعة التجمع، فمن الممكن أن أقف أسبوعا كاملا في طوابير الانتظار [لأن الطابور طويل].”

وشاركنا أحد أفراد الأمن في ساحة انتظار السيارات برأيه عن هذا الفصل الدراسي قائلا: “أصبح العمل أكثر متعة الآن مع وجود طلاب وأساتذة من جديد، فالمحادثات معهم تعطني خبرة لا تقدر بثمن.” 

ولم يرد أن يشاركنا اسمه للحفاظ على سرية رأيه لأنه عبر عن قلقه من الأجيال القادمة نظرًا لما يراه من شغب من قِبل الطلاب الجدد في منطقة عمله.

لكنه أراد أن يعبر عن قلقه فيما يخص العاملين من كبار السن وقال: “نادرًا ما أرى أي اهتمام من الطلبة لكبار السن، نعم أتحدث عن التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة،” وأضاف أن الطلبة لا تدرك أنها تعرض حياة كبار السن للخطر.

تجربة أستاذة علم النفس جاكلين بيري ‏مثيرة للاهتمام لأنها تتخصص في تفاعل الإنسان والكمبيوتر، وكانت فترة العمل من المنزل سببًا لتوطيد علاقاتنا الشاشات والأجهزة الذكية. 

عبرت بيري أن التعليم الإلكتروني جاء بتحديات عدة، ومرحلة العودة الى التعليم الشخصي ليست كما كانت. عادت بيري إلى العمل بالجامعة أمريكية بعد حوالي سنتين أو ثلاث من زيارتها الأولى للحرم الجامعي. 

قالت بيري: “‏أحب مصر. إنها للأبد مليئة بالدفء والناس هنا رائعون، ‏وأعجبني أنه كل شيء هنا متاح والأمر مذهل، ‏لذلك انتهزت الفرصة عندما أتاح لي أن أعود إلى العمل مع قسم علم النفس، ‏وأعجبني أن الطلاب عادوا بفرحة وحماس ‏ومن رأيي الشخصي لاحظت أن هناك فرق كبير في التعامل مع الطلبة عن قبل.” 

وأحببت بيري الأجواء حول طاقم العمل بالجامعة سواء القدماء والجدد، ومدحت مكتب المشاركة الاجتماعية community engagement على تنظيم رحلات رائعة هذا الفصل الدراسي. 

كانت الفصول الهجينة عائقًا بالنسبة لبيري هذا العام وعبرت أن تقديم محاضرة إلكترونيًا وشخصيًا في نفس الوقت لم يكن سهلًا، ولكن الفصل الدراسي خريف٢٠٢١ كان ناجحًا بشكلٍ عام. 

قالت: “بالرغم من العقبات التي واجهناها كمجتمع استطعنا أن تتأقلم مع الوضع الحالي في التعليم في الحرم الجامعي.”