كتبت: نوران صالح
كبير محرري قسم اللغة العربية
مسلسل فاتن أمل حربي أثار ضجة من اللحظة الأولى بقصته القوية ومناقشته لقضية مهمة تؤثر على كل أمرأة وهي ظلم قانون الأحوال الشخصية للنساء في مصر. عرض المسلسل الواقع المؤلم للعديد من النساء وزرع معه أمل لتغيير المفاهيم المغلوطة عن النسوية والقضايا التي تحارب من أجلها مثل مفهوم أن النسوية هي فقط كره للرجل أو كره للدين.
وضح المسلسل في بدايته رسالة أن النساء في المستوى الاجتماعي والاقتصادي المنخفض أكثر فئة يؤثر عليها قانون الأحوال الشخصية. ولكن بعد بعض الحلقات بدأت الرسالة الحقيقية وراء المسلسل أن تظهر. إبراهيم عيسى كاتب المسلسل والمذيع المشهور، يعرف عنه آرائه الدينية المثيرة للجدل وتبين أن المسلسل كان وسيلة أن يقدم اعتقاداته في صورة مسلسل رمضاني بطلته نجمة مشهورة مثل نيللي كريم.
فكرة المسلسل كانت قوية ولفتت انتباه العديد من المشاهدين ولكن العديد من المشاهدين بدأوا أن يلاحظوا رسالة المسلسل الحقيقية وكما أبدا العديد منهم عن آرائهم تجاه المسلسل على مواقع التواصل الاجتماعي أن إبراهيم عيسى كان يضع «السم في العسل».
انتقادي هنا ليس انتقاد تجاه اعتقادات إبراهيم عيسى أو شخصه، لكن انتقادي هو بعد أن المسلسل زرع أمل حطمه سريعًا بكتابة ضعيفة و بروباغاندا أثرت على الفكرة الرئيسية للنسوية وهي الدفاع عن حقوق المرأة في القانون.
أجهدت كثيرًا من التقديم المغلوط للنسوية في مسلسلات أو أفلام تقلل من هدف هذه الحركة التي أؤمن بها كليًا، وأيضًا أجهدت من تصديق المشاهدين لهذه المفاهيم أو هذا التقديم الغير حقيقي للنسوية.
مشكلتي مع فاتن أمل حربي هو استخدام ادعاء الدفاع عن حقوق المرأة لتوصيل رسالة آخرى تمامًا، هذا التقديم الزائف للنسوية لتحقيق فكر معين أو نشر اعتقاد خاص يجرح ويبطئ نجاح النسوية بالإضافة إلى الهجوم العام والمفهوم الخاطئ عن النسوية.
النسوية ليست ملك شخص واحد وكون أن كاتب، ممثل، أو شخص ذو سلطة أو شهره ينشر اعتقاده عنها أو يستخدم الحركة لتحقيق أفكار أخرى لا يعني أن هذا هو المفهوم الصحيح.
دعم المرأة بحقوقها وحركتها للدفاع عنها وتقديم حقيقة صعوبات النساء يجب أن يكون أولوية ليس مجرد ادعاء النقاش والدفاع في سبيل استخدامها كوسيلة لتحقيق بروباغاندا سياسية أو شخصية مما يجرحها في المجمل.