FeaturedHome PageNewsSpotlight

خصر أصغر…وجه أجمل

كونك مشهوراً لا يعني بالأخص أنك منعدم الأحساس أو المشاعر. بالتالي، هناك من يتعاملون معهم ككائنات تتحرك داخل التلفاز، وينسون او يتناسون أنهم أشخاص مثلهم تمامًا. فيصبح من المعتاد التعرض الى التعليقات السلبية وكأنه جزء من حياتهم اليومية.

قالت الممثلة الشابة مي الغيطي لصحيفة القافلة، «الفنانين ليسوا ممتلكات لدى الجمهور، شهرتهم ليست حق مكتسب للجمهور حتى يسخروا منهم.»

أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى بمثابة منصة التى يصدر منها الجمهور الأحكام على الشخصيات العامة ملقين التعليقات على أزيائهم، وتصرفاتهم، وحتى ملامح وجوهم التي ليس لهم بها أي تدخل.

علقت ممثلة «كأنه أمبارح» مايان السيد، «إهانتك لي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لا تعني أنها لا تؤذيني، فهي بمثابه أنك تقولها لي في وجهي.»

أضافت الفنانه، أن الموضوع لا يتوقف عن مهاجمة شكلها فقط، فهناك من يختلط عليه الأمر بينها وبين الشخصية التي تؤدي دورها في العمل الفني.»

قالت السيد، «كنت ألعب شخصية فتاة سلوكها غير متزن، وكان يظن بعض الناس أن هذه هي شخصيتي الحقيقية، وكانوا يرسلون لي رسائل بغيضة تحتوي على ألفاظ نابية، وأثر ذلك علي ثقتي بنفسي وكنت أبكي بسببهم.»

فستان واحد، يستطيع أن يشغل وقت العديد من الناس في كتابه تعليقات بغيضة للغاية ،بأمكانها أن تدمر ثقه شخص.

على سبيل المثال، الفنانة دينا الشربيني، التي تعرضت للعديد من التعليقات السلبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إطلالتها في الدورة الثانية من مهرجان الجونة السينمائي، بارتدائها فستانا لم يلق استحسان عدد من الجمهور.

تزامنت حالة الهجوم والسخرية من شكل دينا الشربيني، مع حملة منظمة «اليونيسيف» بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، للتوعية بأخطار ظاهرة «التنمر» على طلاب المدارس، والتي شارك فيها العديد من الفنانين، مثل الممثل أحمد حلمي. فكان هذا سبب ربط الفناني بين السخرية من دينا الشربيني وبين «التنمر» وتضامنهم معها.

وفي هذا السياق، غردت الممثلة كندة علّوش على موقع تويتر، «التنمر ليس قسرًا على الأطفال، فالهجوم السخيف والمؤذي الموجه ضد الفنانة دينا الشربيني وفنانات كثيرات غيرها هو أبشع أنواع التنمر.»

من المحزن، أن الأمر لا يتوقف عند المشاهير والشخصيات العامة فحسب، بل إن ذلك قد يتطرق حتي يصيب عائلاتهم ايضاً والمقربين لهم. نشر الفنان آسر ياسين على موقع إنستغرام صورة مع زوجته، ليقدم لها الشكر أمام متابعيه. فقابل العديد من التعليقات الجارحة، التي تسخر من زوجته، مدعون أنها «ليست على قدر كبير من الجمال.»

لكن الآن دعنا نواجه السؤال الذي يطرح نفسه، هل مواقع التواصل الاجتماعي هي السبب أو الوسيلة الأساسية للتنمر؟ هل أغلاق المشاهير لحساباتهم يعني العيش في سلام بعيدا عن التنمر؟

في واقع الأمر، يختلف هيئة المتنمر ولكن يبقى في نهاية المطاف متنمر، فقد يكون هناك مخرجا متنمرا،أو مصمما للأزياء متنمرا، أو منتجا متنمرا وهكذا. وبالتالي، الجمهور هو ليس المتنمر الوحيد.

صرحت الغيطي، «خلال فترة تصويري لمسلسل «جراند أوتيل» كان أحد أفراد طاقم الإخراج شخصًا مزعجاً، و لم يقتصر الأمر علي فقط، ولكن مواقفها كانت سبب أزعاج للجميع. كانت تلك وسيلتها لإثبات وجودها. فكانت تسبب لي ولفريق العمل الكثير من القلق والتوتر.»

ولم يقتصر التنمر على الجانب المهني فقط، بل تطرق الأمر إلى المظهر الخارجي ايضاً.

وضحت الغيطي، «تعريف صناعة السينما في مصر للفتاه الجميله، هي الفتاه ذو البشرة البيضاء والعيون غير البنيه مع قليل من الشقر. لذلك بسبب بشرتي السمراء، دائمًا ما يحصرني المخرجين في بعض الأدوار والشخصيات مثل: الفتاة الصعيديه أو الفلاحه، لأنهم دائمًا ما يدعون أن ملامحي مصريه جدًا. مع العلم أنه قد يختلف الأمر في بعض الأعمال الفنية كتصويرنا لمسلسل «طايع»، فلم يكن هناك شكل نمطي للفتاة الصعيدية، فأنتج ذلك وجود الصعايدة الشقر.»

ثم أوضحت وجهة نظرها، فهي تعتقد أن هذا مقيد للغاية، فيجب عدم أختيار الممثلين نظراً الى مظهرهم فقط. على الرغم من ذلك، يجب أن يتم اختيارهم لمهاراتهم، وقدراتهم على أداء الشخصية بالطريقة التي يريدها المخرج والكاتب.

عارض هذه النظرية قائلا، «هناك أدوار متاحه للجميع، لن نفد أبداً من الشخصيات، يمكنني أن أؤكد أن إذا كنت موهوباً ستجد دورًا مناسبًا لك. إذا كنت تريد أن تكون ممثلاً، وغير مرتاح بما فيه الكفاية مع مظهرك، يمكنك تغيير هذا المظهر من خلال اتباع نظام غذائي أو ممارسة الرياضة أو الجراحة. هذه ليست مشكلة المخرجين.»{لوزي}

أكدت مايان السيد على كلام غيطي، «يحزنني القول ولكن في مصر التمثيل قائم على المظهر الخارجي. ففي إحدى المسلسلات قالت لي مصممة الأزياء ، أنني لا يمكنني أرتداء بنطلون معين لأن لدي كرش. وفقًا لها ، لا يمكنني الظهور على التلفزيون بهذه الطريقة.»

كما واجهت شيماء سيف، الفنانة الكوميدية المقدمة السابقة للبرنامج الحوارات النسائيه «نفسنه»، العديد من الانتقادات السلبية على وزنها. سيف معروفة بأنها ليست ليس من المتهربين من التحدث عن وزنها، فهي تسخر من جسدها وحبها للطعام طوال الوقت. ولكن في الاخير هو اختيارها الشخصي، مما لا يترك المساحة لأحد لانتقاد ذلك.

ظهرت سيف في حلقة من برنامج حواري «ثلاثي ضوضاء الحياة» بعد نشرها على موقع إنستغرام أنها سوف تتبع نظامًا غذائيًا جديد حتى تخسر وزناً. فسألها أحد مقدمين البرنامج ساخراً، «هل هذا شكلك قبل أم بعد النظام الغذائي؟» ولم يتوقف علي ذلك، وتابع بالقول، «عندما نسألك ما هو وزنك ، يجب أن تسألي إذا كنا نتساءل عن وزنك قبل أم بعد السؤال.» فتركت سيف الستوديو في حرج بعد السؤال.

في الأخير، إن كنت تعلم ذلك أم لا، فإن المعايير التي يضعها الجمهور والمتابعين، ما هي الا معايير متغيرة بين الشخصيات والمجتمعات المحيطة. الآن، أتركك عزيزي القارئ لبضع الاسئله كيف للشخصية العامة إرضاء جميع الأطراف رغم اختلاف كل منها؟ كيف تري بعض تعليقات اصدقائك الناقضة علي صفحتك الشخصية؟

غير مقبوله!!

لك ان تتخيل وأنها على نطاق أوسع..