FeaturedHome Pageالقافلة

يوم ١٠٢: بني الإنسان واللامبالاة

في السابع والعشرين من شهر مارس، تم فرض حظر التجوال في جميع أنحاء الجمهورية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. يعم الهدوء في جميع أنحاء البلد من الساعة السادسة مساءًا حتى السادسة صباحًا في اليوم التالي

القصص التي نشاركها معكم هي قصص رواها أعضاء مجتمع الجامعة الأمريكية يعبرون عن كل ما يشعرون به إثر فيروس كورونا المستجد وكل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها البلاد،ليخبروا الجميع كيف يقضون يومهم أثناء العزل المنزلي وعن تجربتهم مع التعلم عن بعد

في تلك الفترة، نود أن نوثق كل يوم وكل لحظة نمر بها، لذلك نرغب في أن نستمع إلى مجتمع الجامعة كله من الطلاب إلى أعضاء هيئة التدريس

إن كنت ترغب في مشاركة قصتك معنا، راسلنا على

caravannews@aucegypt.edu

يوم ١٠٢: ٦ يوليو ٢٠٢٠ 

عدد الإصابات في العالم: ١١،٧٣٢،٩٩٦

عدد الوفيات في العالم: ٥٤٠،١٤٧ 

عدد الإصابات في مصر: ٧٦،٢٢٢

عدد الوفيات في مصر: ٣،٤٢٢

كتب: سيف الدين نظير 
طالب هندسة البناء

أكتب بقلمي ناقلاً تجربتي الخاصة في ظل تلك الظروف التي تمر بها بلدنا مصر.. بل العالم أجمع

ظروف حتى الآن تعجز قوى العالم والتطور التكنولوجي عن الصمود أمامها ومواجههاتها باكتشاف لقاح يقي من فيروس كورونا المستجد أو كما يطلق عليه كوفيد-19. تلك الظروف هي التي واجهت الإنسان بحقيقته وكشفت له ضعفه رغم ما أحدثه من تقدم علمي

أنا أعرض من خلال كلماتي موجز ما مررت به خلال 130 يوم متواصلين دون أن تقع نظراتي على أحد سوى أسرتي الصغيرة أو أن ترى عيني إسفلت الطرق

فكان بادئ الأمر عندما كنت خارج البلاد وعلمت من الأخبار أن الفيروس قد بدأ في التفشي بين الدول وكانت من أول تلك الدول هي التي كنت فيها قبل العودة إلى مصر بيومين. وكُتِبَ لنا أن نصل إلى بيتنا في سلامة. ولكن كنت على يقين شديد أن الأمر سوف ينتشر بمصر وهذا بسبب الضعف الشديد في الخدمة الصحية وانعدام الوعي الصحي وتفشي الجهل بين المتعلمين قبل الجهلاء.. وأنا أقول هذا كل أسف أن المتعلم في زمننا هذا جاهل مهما كانت درجته العلمية أو مكانته الإجتماعية أو حتى وعيه الفكري

.فالكل لا يرى سوى نفسه والكل يعاني من الفيروس الحقيقي وهو اللامبالاة

فمن الطبيعي أن تقف رحلات الطيران بين الدول في تلك الظروف ولكن الكل تجاهل ذلك رغم خطورة الأمر حتى انتشر الفيروس في مصر والعالم كله ومن ثم أنتقل الأمر إلى تجاهل الشعب باختراق الحظر وعدم الأهتمام بإلزام البيت. كل هذا يحدث وكلُ يشكوا ويتجاهل في آنِ واحد

فكيف يزول الوباء عن بلد أهلها يناقضون أنفسهم في التفكير؟

وكان يوم 11 مارس المؤشر الحقيقي لبداية موجة جارفة من هذا الفيروس وكان هذا اليوم مليء بالعمل الشاق في إحدى معامل الجامعة التابعة لقسم الهندسة الإنشائية وبنهاية اليوم بدأت الأمطار أن تتساقط بغزارة وتتعطل الطرق ويأتي بيان بإعلان يوم 12 مارس يوم عطلة لسوء الأحوال الجوية.. وكانت هذه المرة الأخيرة التي أكون بها خارج عتبة البيت

ومع مرور الأيام والشهور ازداد الأمور سوءًا وزادت الحالات المصابة.. ووسط كل ذلك أحاول أن أشغل وقتي دون الحاجة للخروج حتى أكون محافظًا على سلامة الأسرة ولكن للأسف صدمت وانفطر قلبي حزنًا على بلادي وشعبها عندما علمت أن بني الإنسان الذي كرمهم الله على سائر المخلوقات بالعقل يغدون ويروحون في الشوارع وكأن شئ لم يكن

فأخذت أهم قرار وهو تجاهل الأخبار لأنها كانت تسبب لي الكثير من الضغوط النفسية في ظل تلك الظروف. فكنت أقضي أغلب وقتي بين دروسي وما تبقى من الوقت أقضيه مع زملائي نلعب بعض من الألعاب الإلكترونية أو ما تسمى “الاونلاين” ولا مانع من أن نرى بعضنا عن طريق تطبيق زووم لمناقشة أمور حياتنا

ولكي أتجنب الرتابة والملل أمضي بعض من الوقت في قراءة الحكايات التي تتعلق بالأدب اللاتيني لأنها تتمتع بطابع خاص ومميز عن غيرها ويمكن أيضًا أن اتابع المسلسلات العربية والغربية حتى أشغل وقت فراغي

..أنا أعلم أن تلك الصورة التي أنقلها هي صورة تصل للقارىء بصورة مملة ولكن هذا ما تفرضه علينا الظروف

فالأيام التي نقضيها في الحجر الصحي مجردة من الأنشطة التي كنا نقوم بها في حياتنا الطبيعية. وأختم كلماتي التي تصف وتحكي ما نعيشه الآن بدعوة للحد من اللامبالاة والتفكير وإشغال العقل في أمور الحياة، فيجب أن نقْوم ونُحسن من أفعالنا تجاه أنفسنا ومجتمعنا وأن نكف عن أستخدام مصطلح “الأنا” حتى يسلم هذا الكوكب من الأذى والخراب الذي نلحقه بهِ

For The Caravan’s previous diary entries in Arabic and English go to our COVID-19 Special Coverage page