Businessالقافلة

العلاقة بين إدارة الأعمال وعلم النفس

تقرير: فريدة الديب

على الرغم من أن إدارة الأعمال وعلم النفس مجالين مختلفين، إلا أنهما يؤثران على بعضها البعض بشكل كبير. انطلقت ندوة عبر الإنترنت حول مجال التسويق بعنوان “الطريق إلى الصواب” يوم الإثنين.

استضافت المحاضرة إبراهيم السهولي، أستاذ مساعد في قسم إدارة الشؤون الإدارية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، ميرال مصطفى، مؤسسة وكالة للتسويق (WOO) للتركيز على التسويق الرقمي والاحتياجات النفسية التي يمر بها المسوقون في فهم احتياجات المستهلكين ورغباتهم من أجل توصيل معنى قيم بدلاً من الخدمات بالإضافة إلى خلق معنى من كل ما يفعلونه.

في حديثها، تناولت مصطفى موضوع التسويق الرقمي والاحتياجات النفسية التي يمر بها الناس حينما يقومون بشراء شيئًا ما وأهميته حيث قالت: “هناك الكثير من الاتجاهات والكثير من الأنشطة الرقمية، ولكن المهم هو خلق معنى. وذلك لأن الناس يشترون الأشياء في مقابل ما تعنيه لهم”.

وشرحت أن هناك ثمانية أهداف يلاحقها الإنسان؛ السعي لتحقيق السعادة والهدوء والشهرة والهيبة والمال والتميز والتأثير والحقيقة.

قالت نور زكي، مدرس مساعد ماجستير في قسم علم النفس في الجامعة الأمريكية، أن علم النفس مرتبط بالفعل بكل ما نقوم به في الحياة ويعتمد ذلك على المنظور الذي نتخذه. وأضافت أنه إذا أردنا التركيز على الأعمال التجارية، بصفة الشخص مالكًا تجاريًا، فإن علم النفس بالتأكيد يؤخذ في الاعتبار عند اختيار شركة ترضيك، “وهذا ما يعطي شيئًا من المعنى لما تفعله”.

أضافت نور: ” بصفتك مالكًا تجاريًا، بالتأكيد تستخدم الكثير من نظريات علم النفس في محاولة تحفيز موظفيك في العثور على المناصب المناسبة و في جعلهم متحفزين ومخلصين لشركتك الخاصة”.

وقالت نور للقافلة أنه إذا كان أحدهم يقوم بالتسويق أو يحاول الوصول إلى جمهور وعملاء مستهدفين، فبالتأكيد يستخدم الكثير من نظريات علم النفس في محاولة الوصول إلى السوق المستهدف الصحيح. على سبيل المثال، إذا كان المالك التجاري يحاول تسويق واستهداف المراهقين أو الشباب، فسوف يستخدم استراتيجيات مختلفة وأنواع مختلفة من الإعلانات عن تلك التي كان سيستعملها عند محاولته لاستهداف فئة أكبر سنًا.

جاء ذلك متوافقًا مع رؤية آيرين شاكر، أستاذ مساعد تسويق في قسم إدارة الشؤون الإدارية في الجامعة الأمريكية، أن الخطوة الأولى لإدارة الأعمال التجارية هي فهم احتياجات المستهلك حيث إنه الهدف الرئيسي بالإضافة إلى تقديم المنتجات والخدمات التي تلبي احتياجاته.

قالت شاكر: “لفهم المستهلك، نحتاج إلى فهم سيكولوجيته وسلوكه ونمط حياته. ولماذا يتصرف بعض المستهلكين بطرق مختلفة، وبالتالي يمكننا أن نقدم لهم منتجات وخدمات ترضيهم، وبدورهم يمكنهم شراء المنتجات وبهذا نحقق أرباحًا”.

أضافت نور أن تأثير علم النفس على إدارة الأعمال متبادل، إذ يؤثر كلاهما على بعض. ومثلما تقام بعض الأبحاث التجارية في سبيل الحصول على معلومات جيدة عن السوق الخاص بالمُنتِج، فالحصول على معلومات جيدة جدًا حول نفسية الملف المستهدف مهم أيضًا.

علّقت نور: “عندما ننظر إلى شركات مثل كوكا كولا وأمازون، نجد دائمًا موضوع السعادة وموضوع وجهات النظر والوجوه المبتسمة. لماذا يفعلون ذلك؟ لأنهم يريدون ربط صورة علامة تجارية معينة بسبل العيش والسعادة والطاقة الإيجابية، لذا يقومون بربطها بعلامتهم التجارية لخلق نوع من الولاء لتلك العلامة التجارية”.

أوضحت شاكر أن جميع المنتجات التي ظهرت في السنوات العشر الماضية غيرت تمامًا طريقة تفكير الناس وتفاعلهم. حيث شرحت أن الطريقة التي كنا نعيش بها قبل امتلاك الهواتف المحمولة مختلفة عن أجهزة الآيفون الجديدة، ومع سهولة وسائل التواصل الاجتماعي أو المنصات المختلفة مثل واتساب أو إنستجرام أو فيسبوك، تختلف تمامًا طريقتنا في العيش والتفاعل.

قالت شاكر: “أعتقد أن نفسية المستهلك تؤثر على الأعمال الإدارية و التجارية، لأنه من خلال المنتجات التي نقدمها، نغير سلوك المستهلك وبما أننا نستجيب لاحتياجاته فإن ذلك بالتأكيد سوف يؤثر علينا “.