القافلة

جهود الجامعة الأمريكية في الحفاظ على التراث المعماري

تقرير: عمرو عبدالعظيم
الصورة:صفحة الفيسبوك الرسمية لمجموعات العمارة الإقليمية في الجامعة

مجموعات العمارة الإقليمية هي جزء من مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة بالجامعة الأمريكية التي تعمل على الحفاظ على تراث مصر المعماري. تحتوي المجموعات على أعمال أبرز المعماريين المصريين المعاصرين مثل حسن فتحي، وصالح لمعي، وغيرهم.

تم إنشاء مجموعات العمارة الإقليمية عام ١٩٩٤م بعد استحواذ الجامعة على مجموعة المعماري الراحل حسن فتحي، أحد أهم معماريي مصر المعاصرين، وبعد استحواذ الجامعة على مجموعات معماريين آخرين تم تغيير اسمها من “مجموعة حسن فتحي” إلى “مجموعات العمارة الإقليمية”.

حيث إنها تقوم بدور هام في الحفاظ على التراث المعماري المصري وجعله متوفرًا للطلبة والباحثين من داخل وخارج الجامعة على حد سواء؛ بالإضافة إلى مشاركة مقتنيات المجموعات مع الجهات القائمة بجهود الاستعادة والترميم.

قالت بلسم عبدالرحمن، مدير مساعد وأمين مجموعات العمارة الإقليمية، في حوارها مع القافلة: “إن جهود الاستعادة والترميم القائمة دائمًا ما تحتاج إلى المستندات والرسوم الهندسية التي تحافظ عليها [المجموعات] وتمدها بهم بشكل مستمر”. موضحةً أن دور المجموعات أقرب إلى كونها أرشيف للتراث المعماري المصري.

أضافت عبدالرحمن أنه بالإضافة إلى التعاون مع حملات الترميم، فالمجموعات دائمًا ما تفتح أبوابها للزوار من داخل وخارج الجامعة، الذين يقومون بالبحث والتأريخ المعماري.

وأضافت أيضًا أنه قبل كوفيد-١٩ لم يكن الزوار فقط من طلبة الهندسة المعمارية. وقالت أيضًا أنه بالإضافة إلى دور المجموعات كأرشيف، كانت تحرص المجموعات دائمًا على تنظيم الندوات والمحاضرات المتعلقة بمهمة المجموعات والهندسة المعمارية، والتي كانت مفتوحة للجمهور من الخارج بشكل عام قبل إغلاق الجامعة.

ومن الجدير بالذكر أن مجموعات العمارة الإقليمية تعرض جزءًا من مقتنياتها بشكل رقمي على موقعها على الإنترنت. وقالت عبدالرحمن معلقةً: “إن الموقع [الخاص بمجموعات العمارة الإقليمية] شديد الأهمية، نظرًا لظروف كوفيد-١٩ التي تمنع الزوار من القدوم بنفس السهولة”.

قال محمد عماد، المختص بمجموعات العمارة الإقليمية، معقبًا على هذه النقطة: “إن [المجموعات] تحاول أن ترفع المقتنيات بشكل رقمي لسببين؛ الأول هو الحفاظ عليها من التلف وتجنبًا لخسارة هذه المقتنيات الهامة في حالة حدوث حريق أو عاصفة مثل التي شهدناها في الأعوام الأخيرة، والثاني هو جعل المجموعات متاحة على نطاق أوسع لجمهور أكبر”. وأضاف أيضًا أن هذا جزء من خطة المكتبة الجامعة الأمريكية بشكل عام مع جميع مقتنياتها الهامة.

وأضاف عماد أن المجموعات تواجه مشكلة فعلية تتمثل في المكان ، حيث تواجد المجموعات في إحدى المكاتب الخلفية بالدور الثاني من مكتبة الجامعة في الحرم الجامعي الجديد. وهو مكان بعيد عن خط سير معظم الطلاب. ويرجو عماد أن يتم نقل المقتنيات إلى مكان أكثر بروزًا ويسمح بعرضها بشكل أفضل حتى يتاح لقطاع أكبر من الطلاب رؤية المقتنيات والاستفادة منها.

ويرى عماد أن المجموعات تواجه مشكلة في التعريف بمحتوياتها القيمة وبالأنشطة التي تنظمها، ولكن على الرغم من ذلك كان قطاع كبير من الذين يحضرون تلك الأنشطة من خارج الجامعة. مضيفًا أن هذا كان غير متوقع، نظرًا لموقع الحرم الجامعي الجديد ومواعيد تلك الأنشطة، حيث كان يتم عقد المحاضرات والندوات الساعة الواحدة ظهرًا معظم الوقت ليتسنى للطلاب حضورها.

مع الأسف تواجه مجموعات العمارة الإقليمية مشكلة فعلية في التواصل مع الطلاب، خاصةً طلاب قسم الهندسة المعمارية. حيث تتبع المجموعات مكتبة الجامعة إداريًا وتنظيميًا وليس قسم الهندسة المعمارية.

يقول محمود القاضي، طالب في الصف الخامس بقسم الهندسة المعمارية بالجامعة، في حواره مع القافلة: “إن [المجموعات] لا تقوم بالترويج لنفسها بالقدر الكافي؛ مِما يؤدي إلى أن الكثير من الطلاب بقسم الهندسة المعمارية لا يعلمون بوجود المجموعات ومحتوياتها الهامة”.

أضاف القاضي أن محتويات المجموعات كانت أساسية بالنسبة له في كتابة أطروحته الخريف الماضي، وعلى مدار أعوام دراسته بقسم الهندسة المعمارية، حيث تحتوي على الكثير من الموارد التعليمية والكتب الهامة للدارسين على مختلف مراحل دراستهم.

قال القاضي أيضًا أن المجموعات، على الرغم من محاضراتها الهامة وتعاونها مع العديد من الجامعات والمعارض، لا تحظى بالاهتمام الكافي من الطلاب ولا من قسم الهندسة المعمارية. وأشار أن المجموعات تضيف قيمة حقيقية للتجربة التعليمية بقسم الهندسة المعمارية بالجامعة، ولو لم تكن موجودة لكان برنامج الهندسة المعمارية أقل جاذبية وفائدة، ولكنه يرى أن قسم المعمارية لا يستغل تلك الموارد المتاحة بالقدر الكافي.

من الجدير بالذكر أن مجموعات العمارة الإقليمية تشارك في معرض Casa Árabe بإسبانيا (والمعروف أيضًا بالبيت العربي) المقام حاليًا بمدريد وسينتقل إلى قرطبة قريبًا. وتشارك المجموعات في هذا المعرض بجزء من مجموعة حسن فتحي، كونه أحد المعماريين العرب المعاصرين، وهذا أحد المعارض التي تشارك بها المجموعات أو تقوم بتنظيمها بشكل دوري.