القافلة

عربي ما بعد التخرج

تقرير: نورهان العربي

الصورة: تصميم مريم أبو طالب لمشروع (أرشيف الأغنية الشعبية) لتوثيق الأغاني الشعبية في مصر مع توضيح أثر البيئة المحيطة، عن طريق التعبير البصري لكلمات الأغاني من خلال الخط العربي.

عقد قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ندوة بعنوان “عربي ما بعد التخرج: ليه يا ترى” عبر زووم في ٢٥ مارس، حول مدى أهمية اللغة العربية في بيئة العمل بعد التخرج.

أدارت الحديث الدكتورة رشا علام، أستاذ مساعد ونائب رئيس قسم الصحافة والإعلام في الجامعة الأمريكية، وشاركت في الحديث الفنانة يسرا اللوزى، ممثلة مصرية وخريجة العلوم السياسية والمسرح من الجامعة الأمريكية، والدكتورة ميرفت أبو عوف، أستاذة في قسم الصحافة والإعلام ، ومصطفي القفاش، مدرس أول بقسم تعليم اللغة العربية بالجامعة الأمريكية، الأستاذة منى سلمان، مذيعة و مقدمة برامج مصرية وأستاذة في قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الأمريكية.

تحدثت اللوزي عن أهمية دراسة مواد باللغة العربية وكيف ساعدتها في مسيرتها الفنية. كما قالت أنها شخصيًا اختارت أن تدرس مادة التمثيل باللغة الأم لتتمكن من التعبير عن الشعور بشكل أعمق و لتدفق المشاعر، مما أفادها في الحياة العملية فيما بعد.

علّقت اللوزي أن السبب في تدهور اللغة العربية عند الأجيال الجديدة هو الآباء والأمهات الذين يفتخرون بأبنائهم الذين لا يتحدثون لغتهم الأم بشكل مضبوط قائلة: “ما أنت مش هتبقى مصري بس مش هتبقى أمريكاني”.

كما ردت اللوزي على الطلاب السائلين كيف يحسنون من لغتهم ونطقهم فقالت أن قراءة الشعر الجاهلي بصوت عالٍ يساعد في استخدام مفردات جديدة و تنظيم النفس.

أشارت أبو عوف أنه كان من شروط هذا القسم الاعتماد على تدريس مادة واحدة باللغة العربية في المجال الصحفي للطلاب، وأكدت: “شكوى الموظفين في طلاب الجامعة الامريكية هي أنهم متميزين في حاجات كتير بس في عجز في اللغة”.

أضافت أبو عوف أن الطلاب سوف ينضمون لسوق العمل في مصر، مما يعني أنه يجب الاهتمام باللغة لأنها سوف تفيدهم في حياتهم العملية.

أضافت أبو عوف أن الطلاب سوف ينضمون لسوق العمل في مصر، مما يعني أنه يجب الاهتمام باللغة لأنها سوف تفيدهم

في حياتهم العملية ولن يستطيعوا حينها أن يتعايشوا في الواقع. كما أكدّت على أن الاهالي لهم دور في تعليم و تحبيب أولادهم في اللغة العربية الفصحي.

توجهت علام بالشكر للاستاذ فراس الأطرقجي، الأستاذ الممارس ورئيس قسم الصحافة والإعلام لأنه صاحب الفكرة والسبب في هذا الجمع. ثم انتقلت لموضوع الندوة قائلة: “سوف يحسّن الطلاب من اللغة العربية بالتدريب وورش العمل، بالإضافة إلى تعليمهم أهمية اللغة العربية، كما يجب معرفة السبب وراء البعد عن اللغة العربية”.

أوضحت علام السبب وراء التخوف من اللغة العربية ولماذا لا يتمكن الطلاب من ممارستها رغم أهميتها فقالت: “سبب تخوف الطلاب من اللغة العربية هو الإعراب والنطق، لكن هذه الأشياء تتحسن تدريجيًا من خلال التدريب لزيادة ثقتهم في نفسهم في تحسين اللغة. بالإضافة إلى أن اللغة عامل أساسي في تكوين الهوية والثقافة وتوسيع الآفاق”.

في ضوء هذه المشكلة، قال القفاش أن الطلاب يواجهون مشكلة في التعبير وهذا بسبب التعليم بالمدارس وعدم ممارسة القراءة العربية، لكنه عاد فبينّ التطور في تعليم اللغة العربية قائلًا:” إن التدريس لا يتم بالشكل القديم المعتاد، بل بالعكس يتم من خلال الحصول على النصوص المفضلة لهم والتعامل مع موضوعات جذابة لهم”.

أشار القفاش أن اللغة العربية في المدارس والجامعات لها دور كبير في تعليم الطلاب اللغة العربية و سحرها و أنه ينصح طلابه بقراءة الشعر الحديث حيث يستطيع الطالب أن يفهمه دون معاناه.

حين سُئل القفاش عما يفعل الطالب حين يواجه مشكلة في اللغة العربية ولا يجد المصادر الكافية، أجاب بأن أن هناك الكثير من المواقع للتأكد من صحة الكلام ولكنه نصح أيضًا بالقراءة واستشارة صديق كبير أو كاتب له الخبرة ليتأكد من صواب ما كتبه.

في هذا الإطار، أشارت سلمان إلى طرق التأكد من الكتابة الصحيح قائلة: “بحط دائمًا للطلبة بعض المبادرات الحديثة مثل: أكتب صح والراكب اللغوي وغيرها التي تتعامل مع اليومي وبتصلّحه”. كما أكدت أنها تدرب الطلاب على الإلقاء وتنصحهم بقراءة القرآن لتعلم علامات الوقف والوصل للتدرب.

أكدّت سلمان أنه يجب أن يكون لدى الطالب المعرفة لكي يستطيع أن يقرأ ويفسر ويتواصل مع المصادر ومعرفة مواطن التأثير على القرّاء.

استنكرت سلمان عدم إجادة العديدين للغة قائلة: “ما الذي تستطيع أن تقوله للعالم الغربي عن ثقافتك العربية وعن الناس الذين تمثلهم حين لا تعرف كيف يفكرون وما الذي يؤثر فيهم”. وأضافت: “لو انت مش عارف قيمتك وواقف على أرض صلبة ومش معتز بما تملكه وعارف قيمتك أنا ليه أعترف بقيمتك”

بيّنت سلمان أنه بالرغم من معرفة اللغات المختلفة سيظل الإنسان درجة ثانية لأنها ليست ثقافته، ولأن المكان الوحيد الذي تستطيع أن يكون مؤثرًا قويًا فيه ينشأ من ثقافة قوية يستطيع تمثيلها والتعبير عنها.

حين سُئلت سلمان عن رأيها حول ما إذا شكل النمطي للروايات يجب أن يتغير ليجذب الجيل الجديد لقراءة الأخبار ومتابعتها، أجابت بأن النمط بدأ بالفعل أن يتغير وقالت: “رواية القصة الخبرية أصلًا بقى بياخد أشكال كثرة فيها روح الشباب، محتاجة بس لغته. وأنا بزعل لما بلاقي في استسهال وعمل هذه القصص باللغة العامية مش بهدف الوصول للحقيقة، لكن بسبب العجز عن التعبير باستخدام اللغة العربية بسلاسة”.