NewsOpinionالقافلة

كأن صديقةٌ لي قد قُتلت

 

كتبت: إنجي أكرم

 

“شيرين أبو عاقلة، الجزيرة، القدس”،

 

 كلماتٌ رنّت في آذاني وأنا أقرأ خبر استشهاد الصحفية أبو عاقلة يوم الحادي عشر من الشهر الجاري أثناء تغطيتها لاقتحام قوات الاحتلال لمخيم جنين بفلسطين.

 

فلأكثر من عقدين كاملين، مثلت أبو عاقلة نموذجًا لصوت الحق، ناقلة للعالم حقيقة الانتهاكات في فلسطين بشفافية لم تسبق، عرّت وحشية قوات الاحتلال، وها نحن نشهد اغتيالها في جريمة خرقت القوانين والأعراف الدولية. لتلفظ أبو عاقلة أنفاسها الأخيرة وهي مرتدية سترة الصحافة التي تشير أنها ليست طرف في النزاع…

 

فمع محاولات تهميش أخبار الأراضي المحتلة، لم تغب أبو عاقلة عن أعيننا لتكون رسالة جميلة تتصدى لأبشع الجرائم تحت سماء مدوية بالقذائف.

 

فمن منا تخيل أن المراسلة الشابة التي غطت أحداث انتفاضة الدرة عام ال٢٠٠٠، تستشهد اليوم لتحرق قلوبنا وتذكرنا أن ما أشبه الليلة بالبارحة.

 

قُتلت أبو عاقلة شهيدة وشاهدة على العدوان ومحاربًة له بكلماتها التي لم ولن تموت. لتتركني فخورة أن انتمي لمهنة الصحافة كتلك المرأة القوية، والمكافحة، والتي تعد بلا شك، نموذجًا يحتذى بل ويفتخر به.

 

فدعونا نزف إلى السماء الشهيدة شيرين أبو عاقلة، نياحًا وراحًة لروحها الطاهرة سائلين المولى -عز وجل- أن يتغمدها بواسع رحمته ورضوانه، وأن يدخلها فسيح جناته.

“في اللحظات الصعبة تغلبت على الخوف. فقط اخترت الصحافة كي أكون قريبة من الإنسان. ليس سهلاً ربما أن أغير الواقع، لكنني على الأقل كنت قادرة على إيصال ذلك الصوت إلى العالم. أنا شيرين أبو عاقلة”.

 

شيرين أبو عاقلة

١٩٧١- ٢٠٢٢