Highlights

طلاب الجامعة الأمريكية يتبرعون بالدم داخل الحرم الجامعي

تقرير: أيمن العطار  @aymanlattar

تصوير: جوليا خليفات

تأتي سيارة التبرع بالدم إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة لمدة أسبوع في كل فصل دراسي، حيث يتبرع الطلاب بأكياس الدم بهدف المشاركة في أنشطة الخدمة المجتمعية داخل الحرم الجامعي، ويعد التبرع عمل تطوعي تحتاجه وزارة الصحة لتلبية الاحتياجات الصحية للمواطنين الذين يتعرضوا لحوادث طارئة أو يخضعون لعمليات جراحية.

 

نظم نادي رسالة الخيري، في نهاية شهر أكتوبر وأوائل شهر نوفمبر، مبادرة التبرع بالدم بالتعاون مع المركز القومي لنقل الدم، ويعد النادي أحد الأنشطة الطلابية التي تساهم في العديد من الأعمال الخيرية لخدمة المجتمع، ولكن مهند أبو سريع، مسؤول اللوجستيات بالنادي أعرب أن نشاط التبرع بالدم كان موقوف خلال جائحة كورونا بسبب صعوبة إصدار تصاريح السيارات كما أن الطلاب كانوا يتلقون المحاضرات عن بعد.

 

قال الدكتور عمر علاء الدين، طبيب بحملة الهلال الأحمر المصري لتلفزيون الجامعة: “يتراوح أعداد المتبرعين بين الستين إلى السبعين متبرع في اليوم، وقد يصل العدد إلى مئة متبرع“.

 

الجدير بالذكر أن نادي رسالة الخيري عرض إحصائيات الحملة التي اوضحت جمع ٨٥ كيس دم في اليوم الأول، مائة كيس في اليوم الثاني والذي حصد المرتبة الأولى كأكبر عدد للمتبرعين، وفي اليوم الثالث جمعت الحملة ٨٢ كيس دم، ثم ٥٠ كيس في اليوم الأخير بمجموع ٣١٧ كيس دم في الأربع أيام. 

 

أضاف علاء الدين أن مساهمة الجامعة تصل إلى الكثير خارج سور الحرم الجامعي، وهي مساهمة قوية ومهمة لسد العجز في أكياس الدماء خاصة أنه من الصعب  توافر بعض الفصائل ويضطر المرضى شرائها بثمن أغلى، وهذا ما لا يستطيع البعض فعله.

قال الدكتور باسم جميل، طبيب بعيادة الجامعة عن شروط التبرع بالدم أنه يتم فحص المتبرع لضمان عدم معاناته من أي أمراض قد تنتقل إلى الأفراد الذين يحصلون على الخدمة مثل فيروس التهاب الكبد والإيدز، وهناك بعض العوامل الأخرى التي قد تضمن سلامة المتبرع مثل عدم معاناته من أنيميا الخلايا المنجلية أو انخفاض الوزن، ولكن في العموم يعد التبرع بالدم عملية مفيدة لأنها تساعد على إفراز نخاع العظام وتجدد دم المتبرع”.

 

وفقا لأبحاث أجرتها جامعة راسموسن بولاية فلوريدا، يقلل التبرع بالدم من ارتفاع مخزون الحديد في الدم الذي قد يسبب مرض جيني يعرف بترسب الأصبغة الدموية، ويساعد التبرع على تقليل الإصابة بأزمة قلبية ومرض السرطان، كما أن له جانب نفسي حيث يعزز شعور العمل التطوعي الإثار مما يجعل التبرع بالدم مفيد للمتلقي والمتبرع.

 

أقرت وزارة الصحة أنه يجب أن يبلغ المتبرع من ١٨ إلى ٦٠ سنة كما لا يقل الوزن عن خمسين  كيلو جرام، وبالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون نسبة الهيموجلوبين بين الـ ١٢ إلى ١٨ جرام بالنسبة للإناث، ومن ١٣ إلى ١٨ للذكور، ويجب ألا يقل ضغط الدم عن ٦٠/٩٠ وألا يزيد عن ١٠٠/١٨٠، وتشدد الصحة  على أهمية كون المتبرع خالي من الأمراض المزمنة  بجانب عدم أخذه أي أدوية تمنع تبرعه في ذلك الوقت.

 

وعن مشاركة الطلاب في الحملة، قال هشام طه، طالب بكلية تسويق بالجامعة “لم تكن عملية التبرع بالدم مؤلمة على الإطلاق حيث ظننت أنني قد أتألم من الابرة خلال نقل الدم إلى الكيس، لكنها كانت مجرد ظنون في بالي فقط” .

 

يظن البعض أن التبرع بالدم مؤلم ولكنه مجرد هاجس لمن يخشون الإبر لأنهم قد يعانون من فوبيا الحقن (Trypanophobia) التي تعرف بأنها الخوف الشديد من النظر إلى الحقن أو لمسها، وأعراض هذا الرهاب تصل إلى الغثيان والاغماء بسبب ارتفاع ضغط الدم، ولا ينصح من يعانون من هذا الرهاب المشاركة في عملية التبرع.

 

أوضح عبد الرحمن أحمد، خريج كلية حاسب آلي بالأكاديمية البحرية أنه يخشى الإبر لذلك لا يستطيع التبرع بالدم، ولكنه يحث الآخرين على المشاركة في هذه الحملات لأن بعض المرضى يحتاجون الأكياس بشدة”.

 

يتساءل البعض ما تفعله وزارة الصحة بهذه الأكياس وكيف يتم توزيعها على المستشفيات.  أوضح علاء الدين أنه عندما تصل أكياس الدم إلى مراكز نقل الدم، يتم تحليل الدم وتوزيعه على أربع أقسام بناءً على احتياجات المستشفيات حيث تحتاج بعض المستشفيات عدد أكبر من الأكياس طبقًا لعدد المرضى وحالتهم.

 

يوافق الخامس من ديسمبر يوم التطوع العالمي الذي يعد التبرع بالدم أحد مجالاته، وهو من أهم الأعمال التطوعية على الإطلاق لأنه ينقذ حياة شخص آخر يريد أن يواصل حياته بين أسرته وأصدقائه.