القافلة

فرقة الرقص الشعبي تستعرض فنونها حول العالم 

تقرير: فرحة السروجي

الصورة نقلا من ارشيف الفولكلور

الرقص الشعبي هو فن يعكس تراث بلد أو منطقة معينة وغرضه التعبير عن ثقافة معينة من خلال الحركة والموسيقى، ويعد الفولكلور أحد أهم هذه الفنون كونه أكثر من مجرد رقص؛ فهو رحلة مثيرة تساعد على فهم ثقافة البلاد من خلال القصص والأساطير والحكايات التي جرى تداولها بين أبناء المجتمع.

حملت فرقة فلكلور الجامعة الأمريكية بالقاهرة في سبعينيات القرن الماضي مسؤولية المحافظة على التراث من خلال مزج الاستعراضات الفنية بالثقافة المصرية، ويتبّع الفلكلور خطوات فرقة رضا التي أسسها الشقيقان محمود وعلي رضا عام ١٩٥٩؛ حيث قاما بتصميم الرقصات وتأليف الأغاني التي تعكس تراث العديد من المناطق المصرية. 

يوجد بالجامعة فرقتا فولكلور: الأولى هو فرقة الفولكلور المصرية التي تضم طلاب من مرحلة البكالوريوس والدراسات العليا والخريجين، ولا توجد رسوم للفصول التدريبية، أمّا الفرقة الأخرى فهي مجموعة الخريجين التي تديرها بينكي سليم. 

تمثل الفرقة مصر والجامعة في مهرجانات محلية ودولية، كما أنها أدت عدد من العروض في فرنسا وقبرص والبرتغال وغيرها من البلدان حول العالم، لذلك لم يكن غريبًا أن تتدرب الفرقة بشكل مكثف يوم السبت من الساعة الواحدة إلى الرابعة مساءًا، وأيام الاثنين والخميس من الساعة الواحدة إلى الثانية بعد الظهيرة.

قال محمد الفرماوى، المشرف الفني لفرقة رضا للفولكلور ومدرب فرقة الفولكلور بالجامعة منذ عام ٢٠٠٩: “عندما يكون لدينا عرض مهم تتمرن الفرقة كل أيام الأسبوع، لكن مع الأخذ في الاعتبار أن أولئك الراقصين طلاب، لذلك يتشاور المدربون مع الراقصين لوضع جدول يناسب الجميع”.

وعن آرائه الشخصية في الفلكلور، عقب الفرماوي: “لديّ شهادة في الثقافة الشعبية وماجستير في الرقص الشعبي، وأرى أن الفولكلور يساعد على فهم الثقافة والهوية المصرية، كما يثبت أن لدينا جذورًا عميقة في الموسيقى والرقص وهذا ما يميز مصر عن باقي الدول من خلال تنوع الرقصات والعروض في الفولكلور المصري بين الصعيدي والبدوي والبحري والساحلي”.

تابع الفرماوي، “نحاول اختيار مهرجانات مناسبة لنؤدي فيها، لأن راقصين الفرقة هواة وليسوا محترفين، ومن خلال إدارة الجامعة نتحدث مع إدارة المهرجان حول إذا ما كانوا يريدون منا الأداء في مهرجانهم، وعادة ما يرحبون بنا لأن فريقنا يقدم مجموعة متنوعة من الرقصات”.

في عام ٢٠١٨، ذهبت فرقة الجامعة إلى قبرص لحضور مهرجان وأعرب الفرماوي أن المهرجان كان جميلًا وأن الفرقة قدمت ​​عرضًا رائعًا، وأضاف أن أي أداء لا يمثل الفرقة فقط، ولكن أيضًا الجامعة الأمريكية ومصر بأكملها.

سارة شرابي، خريجة كلية علم النفس عام ٢٠١٦، شاركت تجربتها مع فرقة الفولكلور، “ما زلت أتمرن مع الفرقة حتى بعد تخرجي والتي انضممت إليها في قبل ثلاث سنوات من تخرجي، وقدمت خلال تلك الفترة عروضًا داخل مصر وخارجها، وبالنسبة لي الفولكلور شغف”.

حكت شرابي أنها سافرت إلى بولندا مع الفرقة لحضور مهرجان فولكلور، والتي وصفتها بأفضل تجربة في حياتها، وهناك رقصت الفرقة في العديد من المدن البولندية وفي المواكب والشوارع بجانب مواطنين من جميع أنحاء العالم أتوا لعرض رقصاتهم الثقافية، وأحبت شرابي رؤية الناس وهم مفتونون بالثقافة والرقص المصري. 

أكملت شرابي: “أصبح الفولكلور جزءًا كبيرًا من هويتي، فأحب أن ألتقي بأفراد الفرقة لفعل شيء واحد نحن متحمسون له، عندما نرقص معًا كالسحر”.

حتى الأعضاء الجدد في الفرقة يشاركون شرابي الرأي، فمحمد الخطيب، طالب السنة الثالثة بقسم السينما الذي التحق بفرقة الفولكلور في خريف ٢٠١٩م، عبر عن سبب انضمامه للفرقة وهو حبه للرقص الشعبي، ويعجبه ما تقدمه الفرقة من عروض وفرص سفر. 

قال الخطيب: “رقصت مع الفرقة عدة مرات، في البداية كان الأمر مخيفًا بالنسبة لي أن أرقص على خشبة المسرح رغم أنني معتاد على الظهور بخشبة المسرح بحكم تخصصي، ولكن لسبب ما كان الرقص صعبًا جدًا بالنسبة لي، خاصةً بسبب ضرورة الارتجال إذا نسيت بعض الحركات”. 

للأسف، لم يتمكن الخطيب من السفر مع الفرقة ولكنه ما زال يأمل أن ينظموا فعالية ما قريبًا، ولكن على أي حال، قال أنه سيبقى مع الفرقة بعد تخرجه، فإنها طريقة جيدة لقضاء وقت الفراغ والبقاء على اتصال مع الأصدقاء. 

هذه ليست حالة فردية، فجميع الأعضاء الذين انضموا إلى الفرقة في الخمس سنوات الماضية لم يتمكنوا من السفر إلى أي مكان بسبب قيود جائحة كورونا، وهذا ما حدث مع هايدي عارف، طالبة في السنة الأخيرة تخصص مزدوج في الأدب الإنجليزي وفنون الاتصال والإعلام، و التي انضمت هي الأخرى إلى الفرقة في عامها الدراسي الأول في خريف ٢٠١٩م. 

شرحت عارف: “انضممت إلى الفرقة لأنني أحب الفولكلور حقًا، لذلك كنت متحمسة للاشتراك في الفرقة، ولكنني لم أسافر أبدًا رغم أنه كان من المفترض أن نسافر في الصيف، ولكن كانت خطة مستعجَلة دون ترتيب ولم نتمكن من الذهاب”.

لا يوجد جانب سلبي للفولكلور؛ فالرقص ممتع جدًا، كما أنه يعتبر تمرينًا يساعد على التواصل مع الناس والحفاظ على ثقافات مناطق مصر المختلفة.

صرحت عارف: “يقرّبني الرقص الشعبي من هويتي وثقافتي، لقد التحقت بمدرسة أمريكية والآن أنا في جامعة أمريكية، لذلك أرى أن هذه فرصة لاستكشاف جوانب التراث المصري التقليدي، وأنا واحدة من هؤلاء الأشخاص القلقين من فقدان ثقافتنا بطريقة ما لذلك أريد الالتزام بتقاليد الثقافة المصرية كلما استطعت، حتى لغتي العربية ليست الأفضل، لذا فإن مشاركتي في الفرقة يضعني في بيئة أحتاج فيها إلى التحدث أكثر باللغة العربية”.

يأمل شباب فرقة الفولكلور أن يقدموا عرضًا قريبًا، لأنه قد مضى وقت طويل منذ أن أقاموا حدثًا كبيرًا وهم يريدون أن يبهروا الجميع بعرضٍ رائع.