القافلة

سنة أخرى من الوعود الخاوية

 

كتابة: انجي اكرم

.أنا ومؤتمر المناخ السابع والعشرون متشابهان بعض الشيء؛ إنه أكبر مني قليلًا، لكن كلانا لم يحقق شيئًا جوهريًا بعد. احتياجنا لسبعةً وعشرين دورة دليل على عدم فعاليته

.منذ أن عُقد مؤتمر المناخ في مصر هذا العام، أصبح الجميع فجأةً  نشطاءًا بيئيين قلقين بشدة بشأن الاحتباس الحراري، وارتفاع درجات حرارة البحار، والانقراض

! الاهتمام بالبيئة المعتقدون أن كل ما عليهم من مسؤولية بيئية هو استخدام الشفاطة الورقية، وفي نفس الوقت يدخنون ويتجولون بالسيارات ملوثين الهواء، أمرٌ سخيف

.لماذا؟ لأن إحدى الأشياء التي لم يوضحها المؤتمر هو تعزيز الوعي البيئي للأفراد، فلا يوجد تغيير ملموس في قلوبهم بل تم غسلهم باللون الأخضر 

لم يُصلح المؤتمر في أعوامه السبعة والعشرين أي مشاكل. فلا أرى غير دول تُلقي بفتات الدعم في خطاباتها دون أي إلزام قانوني للتطبيق، مما ينتهي بنا في موقف غير عادل، الدول    المتقدمة تفعل ما تريد من خلال زيادة الإنتاج الذي يزيد التلوث، بينما تتحمل الدول النامية التكاليف

لا ينبغي أن تُحاسب الدول محدودة الدخل على التأثيرات الخارجية السلبية، كما لا ينبغي أن تقع مسؤولية سد الفجوة بينها وبين البلاد المتقدمة، وخاصةً رجال الأعمال المنتجين الملوثين بكميات كبيرة، على عاتق تلك الدول النامية

.يجب أن يتناول المؤتمر العدالة المناخية، حيث تتحمل الدول الصناعية الغربية الأكثر تقدمًا تكلفة التلوث الذي تسببوا به بشكل أكبر لمساعدة الدول النامية المتعثرة

إذًا، ماذا يحقق المؤتمر حقًا؟ لقد قرأنا جدول الأعمال المزعوم، ولكن ما هو جدول الأعمال الحقيقي للمؤتمر؟ كل ما أراه هو مجموعة من الساسة ورجال الأعمال مختبئون وراء أزمة عالمية في محاولة تزيين سلوكهم الملوث؛ مشاركتهم محاولة مُقززة للشعور بالرضا عن نفوسهم المريضة

.من الغباء أن نصدق أن مؤتمرًا برعاية كوكاكولا، أكبر ملوث للبلاستيك لمدة خمس سنوات متتالية سيتسبب بتغيير إيجابي ملموس

ما يزيد الأمور سوءًا أنه خلال سبع وعشرين عامًا من مؤتمر المناخ، لم يكن هناك دعوة واحدة للقضاء على الوقود الأحفوري تدريجيًا، وفقًا لموقع ذا كونفرزيشن، وهو موقع يجمع البحوث من عشرات الجامعات في إفريقيا

كانت الدعوة الوحيدة في دورة المؤتمر الماضية للتخلص التدريجي من استخدام الطاقة الفحمية بلا رادع والإلغاء التدريجي للدعم المادي غير الفعال للوقود الأحفوري

الجدير بالذكر أن أولئك الذين يُفترض أنهم “قلقون بشأن البيئة” استخدموا حوالي أربعين طائرة خاصة للوصول إلى المؤتمر

وفقًا لموقع بي بي سي، أظهرت بيانات FlightRadar24 أن ٣٦ طائرة خاصة ذهبت مباشرة إلى شرم الشيخ، ثم حلقت ٦٤ طائرة إضافية إلى القاهرة، منها ٢٤ طائرة جاءت من شرم الشيخ. تخيلوا كمية الانبعاثات من عدد الطائرات المتجهة لمؤتمر يدعو لخفض انبعاثات كربون صفرية

وعلى إثره، قال القائد الدولي لوحدة استخبارات الطاقة والمناخ لموقع بي بي سي أنه لا يجب التركيز على عدد الطائرات الخاصة المستخدمة من قبل قادة العالم للوصول إلى المؤتمر، وأوضح أن الانبعاثات تعتبر ضئيلة مقارنةً بتأثير القرارات المتخذة في المؤتمر، وبمعنى آخر، كان يقصد دعونا نلوث لنوقف التلوث

.يمثل مؤتمر المناخ سبعة وعشرين عامًا من الوعود الخاوية.