Featuredالقافلة

طلاب الجامعة الأمريكية في ضيافة الاتحاد الأوروبي لتقييم عام الشباب

[حوار الطلاب مع سفير الإتحاد الأوروبي كان بمقر الوفد في أبراج ساويرس [تصوير دينا محمود

تقرير ‬سراج‭ ‬العماطوري‭ ‬وملك‭ ‬صيقلي

أقام وفد الاتحاد الأوروبي في مصر بدعوة من إيفان سركوس، سفير الاتحاد الأوروبي في مصر، مؤتمرًا دعا إليه مجموعة من طلاب الجامعات يوم ٢١ من فبراير، من بينهم ١٠ طلاب من الجامعة الأمريكية، في محاولة لتقييم ذاك العام «الشبابي».

وكان السفير قد وجّه دعوة لستافروس لامبرينديس، ممثل الاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان ووزير الخارجية اليوناني الأسبق، ليشارك الطلاب على طاولة الحوار في نقاشٍ مفتوحٍ، حتى يتيح مساحةً للشباب للتعبير عن أنفسهم، ومشاكلهم ومتطلباتهم، بالإضافة إلى مقترحاتهم لحلولٍ منطقيةٍ.

اثنان من طلاب الجامعة الأمريكية كانا من طلبة العلوم، والهندسة فيما كان الباقي من اختصاصات الإعلام، والعلوم السياسية، وعلوم الإنسان. وكان هناك ثلاثة من الطلاب على الأقل من جنسياتٍ مختلفة.

استهلّ لامبرينديس اللقاء بقوله، «أريد أن أستمع أكثر بكثير عن حقوق الإنسان من الشباب بدلًا من أن أتحدث عنها بنفسي لرؤيتها من خلال عيونهم.»

وأضاف، «معظم حقوق الإنسان لا تتلقى اهتمامًا من بعض الناس، وذلك لكونها تدافع عن الفئات الأقل شعبية في المجتمع».

تساءل لامبرينديس عن الأسباب الرئيسية في عدم مشاركة الشباب في المناخ السياسي الذي يعتبر «مشحون»، وأجابه بعض الشباب أنه بسببِ وجودِ فسادٍ داخل البيروقراطية مؤديًا إلى تقويض وهدم رأي الشباب. ولكن الآخرين أجابوا بأنَّ دور الشباب في المجتمع المصري هو تقديم الأفضل للبلد بأية طريقة ممكنة، وذلك واجب عليهم.

تمحور النقاش حول التحدي المتمثل في الشباب بترك مصر، واللجوء للهجرة في الخارج لفرص عمل أفضل، حيث أعرب طلاب في كلية هندسة من الجامعتيْنِ، الأمريكية والمستقبل، عن إحباطهم وقلقهم من عدم توافر الفرص لهم في مصر. ذلك بعد أن شرح أحد طلاب جامعة المستقبل كيف تمَّ اعتقاله لكونه طيّر مجسمًا ميكانيكيًا من اختراعه في حديقة منزله مما أثار قلق الشرطة التي اعتبرته محملًا للشكوك.

وأضاف على ذلك طلاب من كلية الصحافة، والإعلام، بتعليقهم على تعرضهم للمضايقة، ومنعهم من التصوير أحيانًا، ومصادرة آلات تصويرهم أحيانًا أخرى.

تمَّ مناقشة بعض المواضيع، التي أشار عليهم لامبرينديس بأنها «لا تلقَى قبولًا شعبيًا»، مثل حقوق المرأة وحقوق المثليين، وأصبح النقاش وقتَها ساخنًا بسبب انفعال ممثلي الطلاب من جامعة الأزهر لمناقشة قضايا المثليين، وقال أحدهم، «هذا من شأنه تدمير الثقافة المصرية، في حين أنه يسبب انتشار فيروس الإيدز».

ومع ذلك، قال البعض ، «إنه في مصلحة الدولة الامتناع عن التمييز بين الشعب لضمان حقوق الإنسان الأساسية».

أما عن حقوق المرأة، فأوضح لامبرينديس أن تمكينها، وتشجيعها هو خطوة أساسية نحو التقدم الوطني، والجهود الجارية ضد الإرهاب. وأضاف أنه سيؤدي إلى تصدي التيارات الفكرية المتطرّفة بفعالية.

تمَّ تأطير كل هذه القضايا في سياق الأمن القومي، الذي اعترض عليه البعض، ووصفه معارضة لحقوق الإنسان الأساسية، قائلين، «إن الأمن القومي كثيرًا ما يحتج بأنه «مظلة أعذار تستخدمها الحكومة حتى تتصرف كما يحلو لها». وعلى عكس بعض الطلبة الآخرين الذين أيدوا فكرة الأمن القومي.

بعد انتهاء المؤتمر، كان العديد من الطلاب يشعر بالسعادة؛ لأنه قد أُعطيتْ فرصة كبيرة للتعبير عن وجهات نظرهم، بينما كان البعض الآخر يشعر بالضيق؛ لأنهم لم يسمعوا أكثر من لامبرينديس.

طلب جورج ماركيز، عميد الطلبة بالجامعة الأمريكية، من بعض أفراد الطاقم التعليمي أن يختاروا هم العشرة طلاب لتمثيل الجامعة، وقال لفريق القافلة، «الطلبة يضيفون مهاراتهم في التحليل، والبحث الدقيق، وقدرتهم وجرأتهم على التساؤل إلى طاولات الحوار مع طلاب الجامعات الأخرى».

أضاف ماركيز أن الجامعة الأمريكية، التي لطالما أثبتت انخراطها في المجتمع المصري، والتزامها بالمبادئ الليبرالية في التعليم، كانت إضافة مهمة لطاولة الحوار تلك.