FeaturedNewsSportsSpotlightالقافلة

بـعـد ٢٨ عـام أخيراً مـصـر فـي المــونــديــال

تقرير‭ : ‬حسين‭ ‬المعتز‭ ‬و‭ ‬أحمد‭ ‬زاده

وتحقق‭ ‬الحلم‭ ‬أخيرا‭ ‬وتأهل‭ ‬المنتخب‭ ‬المصري‭ ‬لكأس‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬28‭ ‬سنة‭ ‬متتالية‭ ‬من‭ ‬الانتظار‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬الوصول‭. ‬وجاء‭ ‬التأهل‭ ‬بعد‭ ‬90‭ ‬دقيقة‭ ‬من‭ ‬المعاناة‭ ‬داخل‭ ‬المستطيل‭ ‬الأخضر‭ ‬وخارجه‭. ‬في‭ ‬حضور‭ ‬80‭ ‬ألف‭ ‬متفرج‭ ‬بملعب‭ ‬برج‭ ‬العرب‭ ‬بالإسكندرية‭ ‬أنقذ‭ ‬محمد‭ ‬صلاح‭ ‬آمال‭ ‬المصريين‭ ‬بهدف‭ ‬من‭ ‬ضربة‭ ‬جزاء‭ ‬في‭ ‬الدقيقة‭ ‬93‭ ‬بعد‭ ‬تعادل‭ ‬المنتخب‭ ‬الكونغولي‭ ‬في‭ ‬الدقيقة‭ ‬87 ‭.‬وأصبح‭ ‬محمد‭ ‬صلاح‭ ‬هو‭ ‬البطل‭ ‬الأسطوري‭.‬

ما‭ ‬قبل‭ ‬المباراة‭:‬

إذا‭ ‬كنت‭ ‬لا‭ ‬تعلم‭ ‬التفاصيل،‭ ‬مصير‭ ‬المنتخب‭ ‬كان‭ ‬مربوط‭ ‬بمباراة‭ ‬أخرى‭ ‬قبل‭ ‬مباراة‭ ‬الكونغو‭ ‬بيوم‭. ‬كانت‭ ‬المباراة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬أوغندا‭ ‬وغانا‭ ‬وكانت‭ ‬أي‭ ‬نتيجة‭ ‬غير‭ ‬فوز‭ ‬أوغندا‭ ‬تقرب‭ ‬مصر‭ ‬بنسبة‭ ‬‮٩٩‬‭% ‬من‭ ‬حلم‭ ‬المونديال‭. ‬تابع‭ ‬المصريون‭ ‬هذه‭ ‬المباراة‭ ‬فذهب‭ ‬الجميع‭ ‬الى‭ ‬المقاهي‭ ‬والنوادي‭ ‬لمشاهدة‭ ‬هذه‭ ‬المباراة‭ ‬المصيرية‭ ‬ومساندة‭ ‬‮«‬غانا‮»‬‭. ‬

وبالفعل‭ ‬بعد‭ ‬مباراة‭ ‬عصيبة‭ ‬للمصريين‭ ‬تحقق‭ ‬الحلم‭ ‬وتعادل‭ ‬المنتخب‭ ‬الغاني‭ ‬مع‭ ‬أوغندا‭. ‬بعد‭ ‬المباراة‭ ‬مباشرة‭ ‬بدأت‭ ‬جميع‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الموقف‭ ‬أن‭ ‬المنتخب‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬وبدأت‭ ‬الشركات‭ ‬الإعلانية‭ ‬تروج‭ ‬لفكرة‭ ‬الصعود‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬شرط‭ ‬الصعود‭ ‬هو‭ ‬فوز‭ ‬مصر‭ ‬علي‭ ‬الكونغو‭ ‬وهو‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬بعد‭. ‬

وبدأ‭ ‬الفنانون‭ ‬والمشاهير‭ ‬التهافت‭ ‬علي‭ ‬فندق‭ ‬إقامة‭ ‬لاعبي‭ ‬الفريق‭ ‬لتهنئتهم‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬المباراة،‭ ‬ليعيد‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬ذكريات‭ ‬مباراة‭ ‬مصر‭ ‬والجزائر‭ ‬بأم‭ ‬درمان‭ ‬في‭ ‬‮٩٠٠٢. ‬

حيث‭ ‬بدأ‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬المباركة‭ ‬بوصول‭ ‬المنتخب‭ ‬لكأس‭ ‬العالم‭ ‬‮٢٠١٠‬‭ ‬بعد‭ ‬عودة‭ ‬الأمل‭ .‬بعد‭ ‬استعادة‭ ‬هذه‭ ‬الذكريات‭ ‬ساد‭ ‬التشاؤم‭ ‬الشعب‭ ‬المصري‭ ‬وبدأ‭ ‬القلق‭ ‬ينتاب‭ ‬الجميع‭. ‬لكن‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬بدأ‭ ‬بائعين‭ ‬الأعلام‭ ‬في‭ ‬الانتشار‭ ‬بالشوارع‭ ‬وبدأ‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬تشغيل‭ ‬الأغاني‭ ‬الوطنية‭ ‬وكان‭ ‬الشغل‭ ‬الشاغل‭ ‬الوحيد‭ ‬في‭ ‬الإعلام‭ ‬هو‭ ‬المباراة‭ ‬والجميع‭ ‬علي‭ ‬المقاهي‭ ‬يتناقش‭ ‬في‭ ‬أمور‭ ‬المباراة‭.‬

الكل‭ ‬علي‭ ‬أعصابه،‭ ‬الكل‭ ‬منتظر‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬حال‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬يوم‭ ‬المباراة‭ ‬،‭ ‬تحرك‭ ‬‮٨٠‬‭ ‬ألف‭ ‬مصري‭ ‬من‭ ‬منازلهم‭ ‬صباح‭ ‬اليوم‭ ‬الي‭ ‬برج‭ ‬العرب‭ ‬لحضور‭ ‬المباراة‭. ‬

أما‭ ‬عن‭ ‬باقي‭ ‬الشعب‭ ‬فمعظمهم‭ ‬غادر‭ ‬عمله‭ ‬مبكرا‭ ‬استعدادا‭ ‬للمباراة‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يستطيع‭ ‬ترك‭ ‬عمله‭ ‬وقت‭ ‬المباراة‭ ‬كان‭ ‬يخطط‭ ‬لكيفية‭ ‬مشاهدة‭ ‬المباراة‭ ‬أثناء‭ ‬العمل‭. ‬‮«‬اشتريت‭ ‬باقة‭ ‬انترنت‭ ‬ب‭ ‬‮٦٠‬‭ ‬جنيه‭ ‬علي‭ ‬هاتفي‭ ‬حتي‭ ‬استطيع‭ ‬مشاهدة‭ ‬المباراة‮»‬‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬علي‭ ‬عبد‭ ‬الحكيم‭ ‬فرد‭ ‬أمن‭ ‬بمدينة‭ ‬الرحاب‭ ‬للقافلة‭. ‬

الكل‭ ‬مستعد،‭ ‬المقاهي‭ ‬ممتلئة،‭ ‬الشوارع‭ ‬خاوية‭ ‬وكلمة‭ ‬‮«‬يا‭ ‬رب‮»‬‭ ‬هي‭ ‬الكلمة‭ ‬الوحيدة‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬الناس‭. ‬‮«‬استأجرت‭ ‬‮٥٠‬‭ ‬كرسي‭ ‬من‭ ‬متعهد‭ ‬فراشة‭ ‬لأني‭ ‬كنت‭ ‬متوقع‭ ‬أن‭ ‬كراسي‭ ‬المقهى‭ ‬لن‭ ‬تكفي‭ ‬وبالفعل‭ ‬امتلأت‭ ‬القهوة‭ ‬عن‭ ‬آخرها‮»‬‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬قاله‭ ‬رجب‭ ‬السيد‭ ‬صاحب‭ ‬مقهى‭ ‬بالتجمع‭ ‬الأول‭.‬

حتى‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬المصريون‭ ‬كانوا‭ ‬منتظرين‭ ‬المباراة‭ ‬بشغف‭ ‬كبير‭. ‬يحيي‭ ‬عمرو‭ ‬طالب‭ ‬مقيم‭ ‬بولاية‭ ‬شيكاجو‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬قال‭ ‬‮«‬‭ ‬جهزنا‭ ‬لمشاهدة‭ ‬المباراة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬المباراة‭ ‬بأسبوع،‭ ‬تجمعنا‭ ‬كمصريين‭ ‬هناك‭ ‬وحجزنا‭ ‬قاعة‭ ‬مناسبات‭ ‬في‭ ‬فندق‭ ‬واستأجرنا‭ ‬شاشة‭ ‬عرض‭ ‬كبيرة‭ ‬لنشاهد‭ ‬المباراة‭ ‬سويا‭ ‬،استغللنا‭ ‬انه‭ ‬كان‭ ‬يوم‭ ‬أحد‭ ‬وإجازة‭ ‬فكان‭ ‬تجمعنا‭ ‬سهلا‭.‬‮»‬

أثناء‭ ‬المباراة‭:‬

مع‭ ‬صافرة‭ ‬الحكم‭ ‬بدأت‭ ‬الدقات‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬المصريين‭. ‬الخوف‭ ‬مسيطر‭ ‬علي‭ ‬معظم‭ ‬اللاعبين‭ ‬مما‭ ‬كان‭ ‬ظاهرا‭ ‬في‭ ‬طريقة‭ ‬لعبهم‭ ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬كل‭ ‬دقيقة‭ ‬يزداد‭ ‬الرعب‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬المصريين‭. ‬

وأجمع‭ ‬المحللون‭ ‬أن‭ ‬غياب‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬السعيد‭ ‬عن‭ ‬المباراة‭ ‬أثر‭ ‬كثيرا‭ ‬على‭ ‬اداء‭ ‬المنتخب‭ ‬بسبب‭ ‬تركه‭ ‬لمساحة‭ ‬كبيرة‭ ‬بوسط‭ ‬الملعب‭. ‬وأضاف‭ ‬السيد‭ ‬‮«‬بين‭ ‬شوطي‭ ‬اللقاء‭ ‬كان‭ ‬يوجد‭ ‬إجماع‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬المشاهدين‭ ‬في‭ ‬القهوة‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬تسريع‭ ‬اللعب‭ ‬ومحاولة‭ ‬تعويض‭ ‬غياب‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬السعيد‭.‬‮»‬

ويتواصل‭ ‬الهدوء‭ ‬الحذر‭ ‬بالشوارع‭ ‬والميادين‭ ‬حتى‭ ‬أتى‭ ‬الهدف‭ ‬الأول‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬محمد‭ ‬صلاح‭ ‬فانفجرت‭ ‬الشوارع‭ ‬من‭ ‬صوت‭ ‬الفرحة‭ ‬بالهدف‭ ‬حتى‭ ‬يعود‭ ‬هذا‭ ‬الهدوء‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭. ‬وأضاف‭ ‬عمرو‭ ‬‮«‬كنا‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬رعب‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬قبل‭ ‬الهدف‭ ‬خوفا‭ ‬من‭ ‬استقبال‭ ‬الهدف‭ ‬الثاني‭.‬‮»‬‭ ‬

وقبل‭ ‬نهاية‭ ‬المباراة‭ ‬بدقائق‭ ‬بدأت‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬التجهيز‭ ‬للاحتفال‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بدأت‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬حساب‭ ‬مشروباتها‭ ‬والاستعداد‭ ‬لترك‭ ‬القهوة‭ ‬للذهاب‭ ‬للاحتفال‭ ‬في‭ ‬الشوارع‭.‬‮»‬‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬عماد‭ ‬عبده‭ ‬أحد‭ ‬عمال‭ ‬المقهى‭.‬

وأضاف‭ ‬عمرو،‭ ‬‮«‬بدا‭ ‬أصدقائنا‭ ‬الأمريكان‭ ‬في‭ ‬تهنئتنا‭ ‬لتحقيق‭ ‬الحلم‭ ‬رغم‭ ‬ذلك‭ ‬كنت‭ ‬قلق‭ ‬بشدة‭.‬‮»‬‭ ‬وحدث‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬متوقعه‭ ‬عمرو‭ ‬لكن‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬صعب‭ ‬جدا‭ ‬وهو‭ ‬هدف‭ ‬للكونغو‭ ‬في‭ ‬الدقيقة‭ ‬‮٨٧‬‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬انتهاء‭ ‬المباراة‭ ‬بثلاثة‭ ‬دقائق‭. ‬

هذا‭ ‬الهدف‭ ‬نزل‭ ‬علي‭ ‬المصريين‭ ‬كالصاعقة‭ ‬خاصة‭ ‬أنهم‭ ‬كانوا‭ ‬يستعدون‭ ‬للاحتفال‭. ‬قال‭ ‬السيد،‭ ‬‮«‬لم‭ ‬اري‭ ‬هدوء‭ ‬في‭ ‬حياتي‭ ‬مثل‭ ‬الهدوء‭ ‬الذي‭ ‬جاء‭ ‬عقب‭ ‬المباراة‭.‬‮»‬‭ ‬وأوضحت‭ ‬الكاميرات‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تنقل‭ ‬المباراة‭ ‬من‭ ‬الملعب‭ ‬علامات‭ ‬الحزن‭ ‬والبكاء‭ ‬علي‭ ‬وجوه‭ ‬الجماهير‭ ‬المحتشدة‭ ‬في‭ ‬الملعب‭ ‬عقب‭ ‬الهدف‭ ‬‮«‬‭ ‬الذي‭ ‬يتحمله‭ ‬احمد‭ ‬فتحي‭ ‬نظرة‭ ‬لترك‭ ‬المساحة‭ ‬في‭ ‬ظهره‭ ‬خاوية‭ ‬والتغطية‭ ‬من‭ ‬القلب‮»‬‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬طارق‭ ‬يحيي‭ ‬المدرب‭ ‬العام‭ ‬لنادي‭ ‬الزمالك‭.‬

ولكن‭ ‬فجأة‭ ‬تأتي‭ ‬المعجزة‭ ‬في‭ ‬صورة‭ ‬ضربة‭ ‬جزاء‭ ‬في‭ ‬الدقيقة‭ ‬ل‭ ‬‮٩٣‬‭ ‬لتهتز‭ ‬الشوارع‭ ‬من‭ ‬الفرحة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬بعد‭ ‬خمس‭ ‬دقائق‭ ‬لم‭ ‬نسمع‭ ‬فيها‭ ‬غير‭ ‬صوت‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬يا‭ ‬رب‮»‬‭. ‬‮«‬عقب‭ ‬احتساب‭ ‬ضربة‭ ‬الجزاء‭ ‬تم‭ ‬تكسير‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬شيشة‭ ‬ومن‭ ‬فنجان‭ ‬من‭ ‬المبالغة‭ ‬في‭ ‬الفرحة‭.‬‮»‬‭ ‬قال‭ ‬عبده‭. ‬

وأضاف‭ ‬السيد،‭ ‬‮«‬مكنتش‭ ‬هسامح‭ ‬فيهم‭ ‬لو‭ ‬كنا‭ ‬خسرنا‮»‬‭. ‬حتى‭ ‬اتى‭ ‬الهدف‭ ‬وانتهت‭ ‬المباراة‭ ‬ثم‭ ‬انفجرت‭ ‬الشوارع‭ ‬من‭ ‬الفرحة‭.‬

ما‭ ‬بعد‭ ‬المباراة‭:‬

في‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬ثوان‭ ‬تحولت‭ ‬الشوارع‭ ‬الخاوية‭ ‬الى‭ ‬كرنفالات‭ ‬احتفال‭ ‬حتي‭ ‬الساعات‭ ‬الاولي‭ ‬من‭ ‬الصباح‭. ‬تم‭ ‬اشعال‭ ‬الشماريخ‭ ‬وزجاجات‭ ‬البيرسول‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬الفرحة‭. ‬وإذا‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬راقية‭ ‬أو‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬شعبية‭ ‬لن‭ ‬تجد‭ ‬الا‭ ‬الوان‭ ‬علم‭ ‬مصر‭. ‬‮«‬غادرت‭ ‬عملي‭ ‬من‭ ‬الرحاب‭ ‬الي‭ ‬مدينة‭ ‬نصر‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬ساعات‮»‬‭ ‬أضاف‭ ‬عبد‭ ‬الحكيم‭.  ‬

حتي‭ ‬في‭ ‬امريكا‭ ‬احتفل‭ ‬المصريون‭ ‬بالشوارع‭ ‬وشاركهم‭ ‬الامريكان‭ ‬في‭ ‬الفرحة‭ ‬والتهاني‭ ‬كما‭ ‬أكد‭ ‬عمرو‭.  ‬وبعد‭ ‬صافرة‭ ‬الحكم‭ ‬مباشرة‭ ‬اذاع‭ ‬عمرو‭ ‬دياب‭ ‬أغنية‭ ‬جديدة‭ ‬احتفالا‭ ‬بالمباراة‭. ‬

وكانت‭ ‬البهجة‭ ‬والفرحة‭ ‬تسود‭ ‬كل‭ ‬المصريين‭ ‬بمختلف‭ ‬معاناتهم‭ ‬وهمومهم‭. ‬تكريما‭  ‬لمجهوداته‭ ‬محمد‭ ‬أعلنت‭ ‬معظم‭ ‬الشركات‭ ‬والمطاعم‭ ‬عن‭ ‬عروض‭ ‬وتخفيضات‭ ‬لأي‭ ‬مصري‭ ‬اسمه‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬صلاح‮»‬‭. ‬

وكرم‭ ‬الرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬لاعبي‭ ‬وجهاز‭ ‬الفني‭ ‬والمنتخب‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬من‭ ‬المباراة‭ ‬احتفالا‭ ‬بالإنجاز‭ ‬التاريخي‭ ‬علي‭ ‬يد‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭.‬

ردود‭ ‬فعل‭ ‬الإعلام‭:‬

وكانت‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬بالإعلام‭ ‬المصري‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬حيث‭ ‬تم‭ ‬تحويل‭ ‬كل‭ ‬استديوهات‭ ‬البرامج‭ ‬الي‭ ‬مهرجانات‭ ‬احتفالات‭ ‬صاخبة،‭ ‬واذاعت‭ ‬جميع‭ ‬الإذاعات‭ ‬المصرية‭ ‬الأغاني‭ ‬الوطنية‭ ‬فقط‭ ‬حتي‭ ‬الساعات‭ ‬الاولي‭ ‬من‭ ‬الصباح‭. ‬وظهر‭ ‬كبار‭ ‬رجال‭ ‬الدولة‭ ‬والفنانين‭ ‬على‭ ‬الشاشات‭ ‬التلفزيوني‭ ‬ليكون‭ ‬الوصول‭ ‬لمونديال‭ ‬روسيا‭ ‬إنجاز‭ ‬وطني‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬انجاز‭ ‬رياضي‭. ‬

وعلي‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي‭ ‬تناولت‭ ‬جميع‭ ‬الوكالات‭ ‬العالمية‭ ‬الخبر‭ ‬مثل‭ ‬‮«‬بي‭ ‬بي‭ ‬سي‮»‬‭ ‬و»سكاي‮»‬‭ ‬التي‭ ‬أظهرت‭ ‬اعجابها‭ ‬بهدوء‭ ‬أعصاب‭ ‬‮«‬محمد‭ ‬صلاح‮»‬‭ ‬وقت‭ ‬تنفيذ‭ ‬ضربة‭ ‬الجزاء‭. ‬وأشار‭ ‬عمرو‭ ‬ان‭ ‬جميع‭ ‬قنوات‭ ‬الرياضة‭ ‬في‭ ‬امريكا‭ ‬تناولت‭ ‬الخبر‭ ‬علي‭ ‬انه‭ ‬اهم‭ ‬الاحداث‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العالمي‭.‬

جيل‭ ‬‮٢٠١٠‬‭ ‬و‭ ‬‮«‬الحضري‮»‬‭:‬

إذا‭ ‬كنت‭ ‬من‭ ‬مشجعين‭ ‬منتخب‭ ‬مصر‭ ‬منذ‭ ‬سنوات‭ ‬ماضية‭ ‬ستجد‭ ‬نفسك‭ ‬في‭ ‬حزن‭ ‬لانك‭ ‬كنت‭ ‬تتمني‭ ‬ان‭ ‬تري‭ ‬الجيل‭ ‬التاريخي‭ ‬لمصر‭ ‬بقيادة‭ ‬محمد‭ ‬أبوتريكة‭ ‬وأحمد‭ ‬حسن‭ ‬والمدرب‭ ‬التاريخي‭ ‬حسن‭ ‬شحاتة‭ ‬في‭ ‬كاس‭ ‬العالم‭. ‬نظرا‭ ‬لان‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬حقق‭ ‬كل‭ ‬الانجازات‭ ‬الممكنة‭ ‬ماعدا‭ ‬الوصول‭ ‬للمونديال‭. ‬

حتى‭ ‬طالب‭ ‬بعد‭ ‬الناس‭ ‬عودة‭ ‬أبوتريكة‭ ‬من‭ ‬الاعتزال‭ ‬لمشاركة‭ ‬منتخب‭ ‬بلاده‭ ‬في‭ ‬الحدث‭ ‬التاريخي‭. ‬

حتي‭ ‬ظهر‭ ‬أبو‭ ‬تريكة‭ ‬بتدوينة‭ ‬علي‭ ‬تويتر‭ ‬نافيا‭ ‬نيته‭ ‬العودة‭ ‬للملاعب‭ ‬‮«‬مشاعر‭ ‬طيبة‭ ‬اشكركم‭ ‬عليها‭ ‬ولكن‭ ‬الواقعية‭ ‬أفضل‭ ‬ونحن‭ ‬لانسرق‭ ‬مجهود‭ ‬الآخرين‭ ‬فهؤلاء‭ ‬الرجال‭ ‬يستحقون‭ ‬التواجد‭ ‬وحدهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الحدث‭.‬‮»‬

ومن‭ ‬هذا‭ ‬الجيل‭ ‬الذهبي‭ ‬لم‭ ‬يتبقى‭ ‬الا‭ ‬عماد‭ ‬متعب‭ ‬الذي‭ ‬يشارك‭ ‬نادرا‭ ‬مع‭ ‬النادي‭ ‬الأهلي‭ ‬مما‭ ‬يصعب‭ ‬من‭ ‬فرصة‭ ‬لحاقه‭ ‬بالمونديال‭ ‬وعصام‭ ‬الحضري‭ ‬البالغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬‮٤٤‬‭ ‬سنة‭ ‬وصاحب‭ ‬الانجاز‭ ‬التاريخي‭ ‬بصموده‭ ‬حتى‭ ‬هذا‭ ‬السن‭.  ‬

ويعد‭ ‬‮«‬الحضري‮»‬‭ ‬أيقونة‭ ‬تاريخية‭ ‬بتصميمه‭ ‬الشديد‭ ‬علي‭ ‬حراسة‭ ‬عرين‭ ‬المنتخب‭ ‬لدة‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬السنين‭ ‬ورفضه‭ ‬الاعتزال‭ ‬حتى‭ ‬تحقيق‭ ‬حلمه‭ ‬واللحاق‭ ‬بالمونديال‭. ‬وقال‭ ‬احمد‭ ‬ناجي،‭ ‬مدرب‭ ‬حراس‭ ‬منتخب‭ ‬مصر،‭ ‬في‭ ‬تصريحات‭ ‬تلفزيونية،‭ ‬‮«‬الحضري‭ ‬يتدرب‭ ‬كابن‭ ‬العشرين‭ ‬يسطر‭ ‬تاريخ‭ ‬له‭ ‬في‭ ‬سجلات‭ ‬المنتخب‭ ‬المصري‭ ‬وإصراره‭ ‬علي‭ ‬لعب‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬وأنه‭ ‬معجزة‭ ‬كروية‭ ‬حقيقية‭.‬‮»‬

هنعمل‭ ‬ايه‭ ‬فـي‭ ‬كاس‭ ‬العالم؟

بعد‭ ‬الوصول‭ ‬للمونديال‭ ‬بدأ‭ ‬المصريون‭ ‬يتأملون‭ ‬في‭ ‬مستقبل‭ ‬فريقهم‭ ‬ومستوى‭ ‬الأداء‭ ‬مع‭ ‬الفرق‭ ‬العالمية‭. ‬ويرفض‭ ‬بعض‭ ‬المصريون‭ ‬طريقة‭ ‬أداء‭ ‬هيكتور‭ ‬كوبر‭ ‬الدفاعية‭ ‬المتحفظة‭ ‬ويتوقعون‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الطريقة‭ ‬لن‭ ‬تنفع‭ ‬مع‭ ‬فرق‭ ‬المونديال‭. ‬

وعلي‭ ‬النقيض‭ ‬أكد‭ ‬طارق‭ ‬يحيي‭ ‬للقافلة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬كوبر‮»‬‭ ‬سيتمسك‭ ‬بطريقته‭ ‬الدفاعية‭ ‬أكثر‭ ‬وهي‭ ‬الأنسب‭ ‬في‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬خاصة‭ ‬أننا‭ ‬ننافس‭ ‬فرق‭ ‬أقوى‭ ‬في‭ ‬المستوي‭.‬

ويأمل‭ ‬المصريون‭ ‬أن‭ ‬يروا‭ ‬فريقهم‭ ‬ينافس‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬المونديال‭ ‬ويكونوا‭ ‬علي‭ ‬قدر‭ ‬كاف‭ ‬من‭ ‬المسؤولية‭ ‬في‭ ‬تمثيل‭ ‬مصر‭ ‬بروسيا‭.‬

دليلك‭ ‬لروسيا‭:‬

إذا‭ ‬كنت‭ ‬تريد‭ ‬السفر‭ ‬لروسيا‭ ‬لمساندة‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭ ‬لا‭ ‬تتسرع‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬الآن‭ ‬لأن‭ ‬أي‭ ‬قرار‭ ‬ستتخذه‭ ‬سيكون‭ ‬خاطئ‭ ‬بنسبة‭ ‬كبيرة‭. ‬فعليك‭ ‬الانتظار‭ ‬حتى‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬ديسمبر‭ ‬حيث‭ ‬قرعة‭ ‬المونديال‭ ‬التي‭ ‬ستعرف‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مدينة‭ ‬ستلعب‭ ‬مصر‭ ‬لتبدأ‭ ‬التخطيط‭ ‬للسفر‭ ‬للمدينة‭ ‬التي‭ ‬ستلعب‭ ‬بها‭ ‬مصر‭. ‬وإذا‭ ‬كنت‭ ‬تنوي‭ ‬الإقامة‭ ‬بموسكو‭ ‬لا‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك‭ ‬الان‭ ‬لان‭ ‬ربما‭ ‬تجد‭ ‬نفسك‭ ‬بعيد‭ ‬بالاف‭ ‬الاميال‭ ‬عن‭ ‬المدينة‭ ‬التي‭ ‬يلعب‭ ‬بها‭ ‬منتخبنا‭. ‬

وايضا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬تنتظر‭ ‬حتى‭ ‬تعرف‭ ‬مصير‭ ‬الرحلات‭ ‬الجوية‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬وروسيا‭ ‬المتوقفة‭ ‬منذ‭ ‬‮٢٠١٥‬‭ ‬بقرار‭ ‬من‭ ‬الحكومة‭ ‬الروسية‭. ‬ولكن‭ ‬الخبر‭ ‬السعيد‭ ‬انك‭ ‬لن‭ ‬تحتاج‭ ‬الي‭ ‬تأشيرة‭ ‬روسيا‭ ‬لانك‭ ‬من‭ ‬مشجعي‭ ‬فريق‭ ‬يلعب‭ ‬بكأس‭ ‬العالم‭ ‬مما‭ ‬سيمنحك‭ ‬الفرصة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬بطاقة‭ ‬‮«‬ID FAN‮»‬‭ ‬بمجرد‭ ‬شرائك‭ ‬تذاكر‭ ‬مباريات‭ ‬فريقك‭.  ‬وتمنحك‭ ‬هذه‭ ‬البطاقة‭ ‬التنقل‭ ‬بين‭ ‬المدن‭ ‬الروسية‭ ‬مجانا‭ ‬طيلة‭ ‬فترة‭ ‬كأس‭ ‬العالم‭.‬

الجميع‭ ‬متحمس‭ ‬لرؤية‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬فعلي‭ ‬اللاعبون‭ ‬والجهاز‭ ‬الفني‭ ‬الاستعداد‭ ‬بنفس‭ ‬حماسة‭ ‬ملايين‭ ‬المصريين‭ ‬لاسعادهم‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬يونيو‭ ‬القادم‭.‬