Arts and CultureFeaturedHome PageSpotlight

وليد حماد: من الجامعة الأمريكية بالقاهرة إلي المسرح الوطني في لندن

«لم أفكر أبدًا أنني سأكون حيث أكون الآن،» هذه كلمات أحد الممثلين الذين وقفوا على مسرح الجامعة الأمريكية … وليد حماد.

حقق حماد أحد أحلام الكثير من طلاب المسرح في الجامعة الأمريكية، أو ممثلي المسرح بشكل عام، فمثل حماد علي المسرح الوطني في لندن، حيث أنه قام بدور «فاريوس» لإنتاج «أنطونيوس وكليوباترا» عام ٢٠١٨.

حماد ليس ممثلًا و معلمًا و مخرجًا فقط، ولكنه يعمل أيضًا في الدبلجة وترجمة النصوص السينمائية، كما أنه المسؤول على المصطلحات والمفردات الخاصة ببرامج الأطفال في أمازون.

تخرج حماد بشهادة الاقتصاد، من الجامعة الأمريكية في القاهرة عام ٢٠٠٩، ولكن تخصصه الفرعي في المسرح هو الذي غير له حياته.

وضح حماد، «عندما كنت في الجامعة شاركت في مسرحيات أكثر من زملائي الذين تخصصوا في المسرح. كما أنني شاركت في العمل خلف الكواليس، وليس بالتمثيل فقط.»

قال أستاذ المسرح محمود اللوزي، «كنت ألاحظ أنه كان طالبًا شديد الجدية ويريد أن يتعلم.»

مثل حماد في ثلاث مسرحيات من إنتاج د. لوزي، أولها مسرحية «المغماطيس» و آخرها مسرحية «اللص» على مسرح الملك جبر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.

«عندما كنت طالبًا، كنت مرتبكًا للغاية بشأن المستقبل. كنت أعرف أنني أحب التمثيل، وأدركت أنني استمتعت كثيرًا بالوقوف على المسرح، والجميع كانوا يشيدون بموهبتي، ولكن استغرق الأمر بعض الوقت حتى وضح لي أن هذا ما أريد أن أفعله».

اكتشف وليد حبه للمسرح بعد سنتين من دراسته للاقتصاد، ولهذا السبب رفض أهله أن يحول اختصاصه.

علق حماد، «مثل الآباء المصريين العاديين، رفض أهلي السماح لي بالتخصص في المسرح. قالوا لي أن أتخصص في شيء يوفر لي مهنة تدعمني ماليًّا، وأشياء من هذا القبيل. أنا شخصيًّا لم أكن متأكدًا إذا كنت أحب التمثيل بما فيه الكفاية ليصبح وظيفتي».

بعد التخرج، حب المسرح منع وليدًا من العمل في الاقتصاد.

قال حماد، «عندما تخرجت في عام ٢٠٠٩، كانت صناعة الأفلام والدراما سيئة ومحبطة للغاية، ولهذا السبب ذهبت إلى عالم الدبلجة والترجمة».

في هذا الوقت، حضر حماد اختبارات التمثيل بشكل محدود جدًّا، مرة كل ٥ أو ٦ أشهر، فشارك في بعض الاسكتشات الكوميدية و البرامج التلفزيونية مثل «أحمد اتجوز منى».

صرح حماد، أن نظرة المجتمع المصري إلى ممثلي المسرح، نظرة سيئة، كما لو كان فنًّا أقل قيمة.

عبر حماد، «أنا شخص يحب المسرح وأستمتع بفرجة الجمهور علي، أتذكر أنني عندما كنت آخذ ورش تمثيل، كنت أُنتقَد كثيرًا من زملائي. فكانوا يقولون لي تعليقات مثل «أنت مسرحي جدًّا» كما لو كانت إهانة. فأنا بالتأكيد لن أمثل بنفس الطريقة على الشاشة، ولكني أستغرب أن ورش التمثيل في مصر تعتمد على تعليم التمثيل على طريقة السينما والتليفزيون فقط».

فكيف تحول من وليد حماد الطالب الذي لا يستطيع حتى التخصص في المسرح، إلى التمثيل في واحد من أبرز ثلاثة معارض للفنون التمثيلية الممولة من القطاع العام في انجلترا.

أوضح حماد، «من سخرية القدر، بعد بضع سنوات، أرسلني أهلي إلى لندن للحصول على درجة الماجستير في التمثيل. بعد ذلك تغيرت رؤيتي بالكامل. بدأت في الانخراط في هذه الصناعة..».

في عام ٢٠١٣، أخذ حماد الماجستير في أدب الفنون، قسم دراسة كلاسيكية في التمثيل، من المدرسة الملكية المركزية للكلام والدراما.

قال حماد: «في إنجلترا، لا يمكنك أن تصف نفسك ممثلًا، إلا إذا مثلت على المسرح. ممثلو المسرح لهم قيمه حقيقية».

بعد الماجستير، رجع حماد إلي الجامعه الأمريكية، ولكن ليس كطالب، بل كأستاذ ومخرج مسرحي.

قال د. اللوزي، «وليد معلم متميز، حضرت أحد محاضراته، في مادة «عالم المسرح» وكان رائعًا».

كما أنه أخرج مسرحيات مثل: سيما أونطه و دقه بدقه.

مثل كريم الألفي، طالب التجارة، دور سمير فخري، في مسرحية سيما أونطه، عام ٢٠١٧.

قال الألفي، «شاهدت وليدًا لأول مرة في مسرحية American Buffalo، وقد تأثرت على الفور بأدائه في دور «تيتش». بعدها بفصل دراسي وجدت نفسي أمثل معه في مسرحية «سيما أونطه»، حيث فاق جميع توقعاتي التي كانت عالية من الأساس. خلال فترة الإعداد، كنت أزعجه يوميًّا بأسئلة عن شخصيتي وخصوصيات كل مشهد، وكان يفاجئني أنه لم يأخذ الوقت فقط للإجابة على الأسئلة بشكل كامل، و لكنه كان يشجعهم أيضًا. أنا حقًّا مدين بحبي للمسرح لوليد وماريا حماد.»

البريطانية ماريا حماد و زوجة وليد، تعمل كممثلة بالإضافة إلي أنها تعمل كمدربة تمثيل وكانت أستاذة مسرح في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

قال حماد، «زواجي من ماريا بالطبع ساعدني كثيرًا، لأنه أعطاني فيزا الإقامة، التي ساعدتني في العمل في لندن.»

بعد سيما أونطه، رجع حماد إلى لندن ليحقق حلمه في عالم التمثيل.

ختم لوزي، «نصيحتي الوحيدة لوليد هي، أن يحافظ على أخلاقيات عمله، وأن يعرف أنه يقوم بعمل رائع. أنا حقًّا فخور به.»