FeaturedHome PageNewsSpotlight

التـنـمر والإرهــاب: حلقـة متصلة تبـدأ بالتهـميـش

العلاقة بين التنمر والإرهاب علاقة ربطها البعض حيث توجد نقاط تشابه بين سيكولوجية كل من المتنمر والإرهابي وتأثير التنمر على شخصية الإنسان ولجوئه للعنف والإرهاب.

أقرت دراسة للدكتور دافيد فارينجتون, أستاذ علم الجريمة بجامعة كامبريدج, أن من العوامل التي تنم على التطرف والميول للإرهاب منذ الصغر العدوانية والتنمر.

وقفا لرابطة علم النفس الأمريكية (AP), يعد التنمر نوع من الهجوم الجسدي أو العقلي حيث يهاجم أحد أو مجموعة من الأشخاص شخص آخر ويعتبرونه ضعيف.يكون الهجوم جسدي مثل اللكمة أو لفظي مثل الشتائم والاهانات.

أرجعت الدكتورة هبة أيوب، اخصائيه علم النفس في الجامعة الأمريكية في القاهرة، الصلة بين التسلط والإرهاب الي فكرة السيطرة على الآخرين والتحكم بهم .

قالت أيوب، «كلا من التنمر والإرهاب يعتدموا علي التحكم بالآخرين باستخدام العنف والترهيب. ولكن التنمر يتعلق بإيذاء الأشخاص بينما الإرهاب يتعلق بالهجوم على حكومة أو بلد.»

قال وهبة، «الصلة بين التنمر والإرهاب هو تعرض الشخص الارهابي الى حوادث تنمر فيما مضى مما ادي تحوله الي ارهابي.»

قد يلجأ البعض الي التنمر بسبب أوضاع حياتهم الشخصية أو المشاكل العائلية مثل العنف المنزلي أو حتى قلة ثقة الشخص في نفسه.

شرح وهبة أن التنمروحده لا يصنع الإرهابي, بل الرغبة في الشعور بالقوة والانتماء إلى مجموعة ينتج عنه الشخصية العدوانية.

لهذا, قد تؤدي بعض الضغوطات المجتمعية أن ينضم البعض إلى فئة معينة للحصول علي هوية أو انتماء إلى فئة محددة.

قال وهبة، «يوجد أسباب تجعل الشخص إرهابي مثل التطلع الي سلطه فعندما يشعر بوجود الفرصة باستخدام الإرهاب يستخدمها لتحقيق مراده.»

لكن أكد وهبة أن التنمر وحده لا يحول أحد الي الإرهابي مباشرة, ولكن وجود عوامل خارجية اخرى مثل المؤثرات الاجتماعيه والدينيه والإرادة للحصول على القوة تساعد في تغيير عقلية الشخص الي متنمر.

قال وهبة، «لو كان التنمر هو السبب الوحيد لتحويل الشخص الي ارهابي لكان كل من تعرض للتنمر أصبح ارهابي.»

قال وهبة، «هناك جزء نفسي للارهابي يجعله يود الحصول علي القبول و الحب و التصلب الفكري.»

ووافقت الدكتورة رانية الحبشي، مدرسة مادة علم الاجتماع بالثانوية العامة وهبة حيث أعربت أن الرغبة في الانتماء لها عامل أساسي لتحريض الشخص للانضمام الى مجموعة أو تنظيم يشعره بالقوه بدلا من الشعور بالعزل والوحدة.

كما ربط البعض الإرهاب والتنمر بناء على معاملة الشخص للطرف الاخر.

قالت الحبشي، «أن الرابط بين التنمر والإرهاب هو عدم تقبل الآخر لأسباب إما دينية أو ثقافية.»

أضافت الحبشي، «يرى الإرهابيين أنفسهم مختلفين عن بقية الناس مما يجعل لديهم الرغبة في السيطرة والتحكم وهذا التصرف يحول الناس الى ضحايا.»

الدراسة الاستقصائية من العلم السلوكي و السياسة أثبتت أنه يتم اختيار الذين يتعرضون للتنمر من مجموعات إرهابية.

يتم اختيار الذين يتعرضوا بالتنمر لأنهم يشعرون بالخسارة وأنهم لا ينتمون لأي مجموعة.

كما يشعر ضحايا التنمر أنهن ليس لديهم سبب مهم في حياتهم ويترقبون الذل والإرهاب.

شرحت الحبشي إن الذين يتعرضون للتنمر، يقال لهم أنهم لا ينتمون إلى المجموعة العامة بسبب خلفياتهم أو شخصيتهم.

قالت الحبشي، «هذا النوع من التفكير يجعلهم يتجاهلون الدورات الدراسية الأكاديمية و يتوقفوا عن التعليم.»

من ثم، يعاني المتنمرون من الوحدة ويتوقون للحصول على قبول الآخرين.

أعربت الحبشي أن الإرهابين يضغطون على مشاعر تلك المهمشين ويستغلونها ليضموا ناس أكثر إلى مجموعتهم.

فشعور المهمشين أنهم ليسوا جزءا من المجتمع يجعلهم لا يخافون على شي ولا يعبئون بشئ ، ومن ثم ينضمون إلى الجماعات الإرهابية بسهولة.