FeaturedHome PageSpotlightالقافلة

جهود الشباب المصري في مساعدة اللاجئين

تقرير‭ :  ‬شريف‭ ‬الحكيم

يسعى‭ ‬الشباب‭ ‬المصري‭ ‬إلى‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬حياة‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬اللاجئين‭ ‬إلى‭ ‬مصر،‭ ‬الذين‭ ‬فروا‭ ‬من‭ ‬بلدانهم‭ ‬التي‭ ‬مزقتها‭ ‬الحرب‭.‬

توجد‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد،‭ ‬مع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المساعدة‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬المصريين‭ ‬الدؤوبين‭ ‬على‭ ‬تحسين‭ ‬نوعية‭ ‬حياة‭ ‬اللاجئين‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬وتشارك‭ ‬مصر‭ ‬بنشاط‭ ‬في‭ ‬المنتديات‭ ‬الدولية‭ ‬لتطوير‭ ‬أطر‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬المهاجرين‭ ‬واللاجئين‭ ‬وحمايتهم‭.‬

ساعدت‭ ‬نادين‭ ‬شوشة،‭ ‬طالبة‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬كاليفورنيا‭ ‬في‭ ‬سان‭ ‬دييغو،‭ ‬في‭ ‬استضافة‭ ‬بطولات‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬للأطفال‭ ‬من‭ ‬مدرسة‭ ‬الأمل‭ ‬الإفريقية،‭ ‬التي‭ ‬تأوي‭ ‬اللاجئين‭ ‬السودانيين‭ ‬الذين‭ ‬جاءوا‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬بعد‭ ‬حربهم‭ ‬الأهلية‭ ‬وانفصالهم‭ ‬عن‭ ‬آبائهم‭ ‬نتيجة‭ ‬إلى‭ ‬الاشتباكات‭ ‬مع‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬السودان‭.‬

‭ ‬أوضحت‭ ‬شوشة‭ ‬أن‭ ‬الأطفال‭ ‬يتمنون‭ ‬أن‭ ‬يعيشوا‭ ‬حياة‭ ‬طبيعية‭. ‬قالت‭ ‬شوشة،‭ ‬‮«‬اعتقدنا‭ ‬أن‭ ‬أفضل‭ ‬طريقة‭ ‬لجعل‭ ‬الأطفال‭ ‬يشعرون‭ ‬وكأن‭ ‬مصر‭ ‬وطنهم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تنظيم‭ ‬مباريات‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬بينهما،‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يهربوا‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الضجة‮»‬

واصلت‭ ‬شوشة‭ ‬بإضافة‭ ‬أن‭ ‬البطولات‭ ‬أعطت‭ ‬الأطفال‭ ‬شيئًا‭ ‬من‭ ‬ما‭ ‬يتطلعون‭ ‬إليه‭. ‬وقالت،‭ ‬‮«‬لقد‭ ‬كانوا‭ ‬يرتدون‭ ‬ملابس،‭ ‬ويفكرون‭ ‬دون‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬القلق‭ ‬بشأن‭ ‬حرمان‭ ‬أي‭ ‬ضروريات‭ ‬من‭ ‬أسرهم‭ ‬أو‭ ‬ضغوط‭ ‬كيفية‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الموارد‭. ‬يعمل‭ ‬فريد‭ ‬التهامي،‭ ‬‮٢٦‬‭ ‬عامًا،‭ ‬كمسؤول‭ ‬لتطوير‭ ‬الأعمال‭ ‬والمناهج‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬برامج‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬المتكامل‭ ‬للأطفال،‭ ‬وهو‭ ‬برنامج‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬مساعدة‭ ‬الصحة‭ ‬العقلية‭ ‬للأطفال‭. ‬

تركز‭ ‬التهامي‭ ‬جهودها‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬مع‭ ‬اللاجئين‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬العلاج‭ ‬السلوكي‭ ‬المعرفي‭ ‬الذي‭ ‬يركز‭ ‬على‭ ‬الصدمات‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬طفلاً‭ ‬سوريًا‭ ‬وسودانيًا‭. ‬

كشف‭ ‬التهامي‭ ‬أن‭ ‬العلاج‭ ‬كان‭ ‬يدار‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ثمان‭ ‬جلسات،‭ ‬وكانت‭ ‬كل‭ ‬جلسة‭ ‬تتألف‭ ‬من‭ ‬نشاط‭ ‬فني،‭ ‬نشاط‭ ‬حركي‭ ‬ومناقشة‭ ‬تستند‭ ‬جميعها‭ ‬إلى‭ ‬مبادئ‭ ‬العلاج‭ ‬السلوكي‭ ‬المعرفي‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬التعلم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والعاطفي‭. ‬

قالت‭ ‬شوشة‭ ‬إن‭ ‬الطريقة‭ ‬البسيطة‭ ‬والفعالة‭ ‬لرفع‭ ‬مستوى‭ ‬الوعي‭ ‬حول‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬اللاجئين‭ ‬وتشجيع‭ ‬السلام‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا‭ ‬هي‭ ‬التعبير‭ ‬الشفهي‭. ‬

إحدى‭ ‬الطرق‭ ‬الرئيسية‭ ‬لرفع‭ ‬الوعي‭ ‬هي‭ ‬التعبير‭ ‬الشفهي‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭. ‬قالت‭ ‬شوشة،‭ ‬‮«‬مجرد‭ ‬إلقاء‭ ‬كلمة‭ ‬حول‭ ‬العمل‭ ‬الذي‭ ‬يقوم‭ ‬به‭ ‬الناس‭ ‬ولماذا‭ ‬يفعلون‭ ‬ذلك‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬فرقًا‭ ‬كبيرًا‭.‬‮»‬

يؤمن‭ ‬التهامي‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬التجارية‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬موافقات‭ ‬المشاهير‭ ‬والأفلام‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬الشركات‭ ‬متعددة‭ ‬الجنسيات‭ ‬الكبيرة‭ ‬لإعطاء‭ ‬جهودهم‭ ‬الخيرية‭ ‬نحو‭ ‬منظمة‭ ‬اللاجئين‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬ناقشت‭ ‬شوشة‭ ‬أن‭ ‬استخدام‭ ‬طرق‭ ‬مختلفة‭ ‬تجذب‭ ‬الناس‭ ‬للانخراط‭ ‬مع‭ ‬اللاجئين‭ ‬يعد‭ ‬أيضًا‭ ‬خطة‭ ‬جيدة‭ ‬لأن‭ ‬قضيتها‭ ‬كانت‭ ‬استخدام‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬حافزًا‭ ‬إضافيًا‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تجربة‭ ‬لا‭ ‬تنسى‭.‬

تعتقد‭ ‬شوشة‭ ‬أن‭ ‬العمر‭ ‬ليس‭ ‬عائقًا‭ ‬أمام‭ ‬عمل‭ ‬اللاجئين‭ ‬ولكنه‭ ‬قد‭ ‬يعمل‭ ‬لصالح‭ ‬الشخص‭.‬

قالت‭ ‬شوشة،‭ ‬‮«‬العمر‭ ‬لا‭ ‬يسبب‭ ‬بالضرورة‭ ‬حاجزًا‭ ‬ولكن‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامه‭ ‬لمصلحتنا‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬سيكون‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال‭ ‬اللاجئين‭ ‬وقت‭ ‬أسهل‭ ‬في‭ ‬الاتصال‭ ‬بالمتطوعين‭ ‬الشباب‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬حالتي‭.‬‮»‬

علق‭ ‬التهامي‭ ‬كذلك‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬السن‭ ‬لا‭ ‬يحمل‭ ‬أي‭ ‬عائق،‭ ‬لكنه‭ ‬يقدم‭ ‬منهجيات‭ ‬مختلفة‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الأنشطة‭ ‬والمناقشات‭ ‬مناسبة‭ ‬للعمر‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬تكشف‭ ‬شوشة‭ ‬أن‭ ‬الشباب،‭ ‬مثلها،‭ ‬لا‭ ‬يمكنهم‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬ولكن‭ ‬يمكنهم‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬المتضررين‭ ‬منها‭.‬

وقالت،‭ ‬‮«‬لسوء‭ ‬الحظ،‭ ‬يصعب‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب،‭ ‬لكننا‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬يمكننا‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬مساعدة‭ ‬الظروف‭ ‬المعيشية‭ ‬للأشخاص‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬التي‭ ‬مزقتها‭ ‬الحروب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تدريس‭ ‬استراتيجيات‭ ‬البقاء‭ ‬وتوفير‭ ‬الموارد‭ ‬الضرورية‭.‬‮»‬‭ ‬

تعتقد‭ ‬شوشة‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬الشباب‭ ‬خلق‭ ‬جو‭ ‬أفضل‭ ‬ومستقبل‭ ‬للمتضررين‭ ‬من‭ ‬الحرب‭.‬

وقالت،‭ ‬‮«‬نحن‭ ‬محظوظون‭ ‬للغاية‭ ‬لأن‭ ‬ظروفنا‭ ‬المعيشية‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الرشد‭ ‬تساعدنا‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬الثروة‭ ‬للأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬أوضاع‭ ‬معيشية‭ ‬صعبة‭.‬‮»‬

بينما‭ ‬يأمل‭ ‬التهامي‭ ‬أن‭ ‬يشجع‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬أخذ‭ ‬دورات‭ ‬في‭ ‬العلاج‭ ‬والتطوع،‭ ‬بينما‭ ‬يتحدثون‭ ‬بصوت‭ ‬عالٍ‭ ‬عن‭ ‬الآراء‭ ‬والتبرع‭ ‬بالمال‭ ‬للمنظمات‭.‬

‭ ‬اعتبارًا‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬‮٢٠١٨‬،‭ ‬تم‭ ‬تسجيل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮٢٠٠٠٠٠‬‭ ‬لاجئًا‭ ‬وطالب‭ ‬لجوء‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬مع‭ ‬حوالي‭ ‬‮٣٠٠٠‬‭ ‬مسجل‭ ‬حديثًا‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬‮٢٠١٨‬،‭ ‬وفقًا‭ ‬لتقرير‭ ‬جديد‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬مفوضية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬السامية‭ ‬لشؤون‭ ‬اللاجئين‭ ‬في‭ ‬مصر‭.‬

بلغ‭ ‬عدد‭ ‬اللاجئين‭ ‬السوريين‭ ‬المسجلين‭ ‬في‭ ‬المنظمة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮١٠٠٠٠٠‬،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يمثل‭ ‬‮٥٧‬‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬عدد‭ ‬اللاجئين‭ ‬المسجلين‭ ‬في‭ ‬البلاد،‭ ‬وفقا‭ ‬للتقرير‭. ‬يستمر‭ ‬التقرير‭ ‬بالإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮٣٩‬‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬اللاجئين‭ ‬المسجلين‭ ‬تقل‭ ‬أعمارهم‭ ‬عن‭ ‬‮١٧‬‭ ‬عامًا،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬‮٥٧‬‭ ‬بالمائة‭ ‬منهم‭ ‬تتراوح‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬‮١٨‬و‭ ‬‮٥٩‬‭ ‬عامًا‭.‬

قال‭ ‬الرئيس‭ ‬المصري‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬‮٢٠١٦‬‭ ‬إن‭ ‬مصر‭ ‬بها‭ ‬خمسة‭ ‬ملايين‭ ‬لاجئ‭ ‬ومهاجر‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬التحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬وتعتبرهم‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬البلد‭.‬