FeaturedHome PageOpinion

اليوم التاسع: تجربة الحجر الصحي ليست بذلك السوء

في السابع والعشرين من شهر مارس، تم فرض حظر التجوال في جميع أنحاء الجمهورية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. يعم الهدوء في جميع أنحاء البلد من الساعة السادسة مساءًا حتى السادسة صباحًا في اليوم التالي

القصص التي نشاركها معكم هي قصص رواها أعضاء مجتمع الجامعة الأمريكية يعبرون عن كل ما يشعرون به إثر فيروس كورونا المستجد وكل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها البلاد،ليخبروا الجميع كيف يقضون يومهم أثناء العزل المنزلي وعن تجربتهم مع التعلم عن بعد

.في تلك الفترة، نود أن نوثق كل يوم وكل لحظة نمر بها، لذلك نرغب في أن نستمع إلى مجتمع الجامعة كله من الطلاب إلى أعضاء هيئة التدريس

إن كنت ترغب في مشاركة قصتك معنا، راسلنا على

caravannews@aucegypt.edu

اليوم التاسع: ٤ أبريل ٢٠٢٠

عدد الإصابات في العالم: ١،٢٠٣،٩٣٢

عدد الوفيات في العالم: ٦٤،٧٨٧

عدد الإصابات في مصر: ١٠٨٠

عدد الوفيات في مصر: ٧١

كتبت: نورهان الغالي 

مدير إداري في مركز الخازندار للبحوث والنماذج التجارية

إنها نهاية اليوم وها أنا جالسة على مكتبي استعيد أحداث يومي لأكتب عنه، وبالفعل كتبت عن ما أصابني من ملل واكتئاب من الجلوس بالمنزل  ولكن ما إن اكملت كتاباتي حتى لاحظت شئ. فقد بدأت الكتابة ب… “يوم أخر من أيام الحجر الصحي المكررة لا أعلم منذ متى وأنا ملتزمة بالجلوس في المنزل فأصبحت لا أحسب الأيام والساعات، إنها الساعة الحادية عشر صباحًا وأنا جالسة على سريري فاقده الرغبة في النهوض والخروج من غرفتي. تنهدت سائلة نفسي بنبرة تحمل كل أشكال الملل والبؤس…ماذا سنفعل اليوم يا برين؟

“نفعل ما نفعله كل يوم نحاول السيطرة على الملل”

!!يا له من يوم…أنا بالكاد انتهيت من فعل كل شئ

قد انتهيت تقريبا من كل الأعمال التي تم تكليفي بها من عملي، وانتهزت بالفعل فرصة أن جميع أفراد عائلتي وأصدقائي متفرغين في هذة الفترة وأصبحنا نتحدث تقريبا كل يوم ونتشارك يومياتنا  وبما أنني عالقة بالمنزل ولا استطيع حضور حصص “الباليه” فكنت قد عزمت علي أن أتمرن كل يوم حتى وصلت لمستوي رياضي لا بأس به

أصبح حسابي على التيك توك مليء بالفيديوهات لدرجة تدعو للسخرية، أعدت تفعيل حسابي علي تويتر وعدت للكتابة مرة أخرى وكتبت كثيراَ بالفعل.. وأخيرا وبعد سنين من التمني وصلت للوزن المثالي بسبب كثرة الأكل فلم أعد نحيفة كما كنت

فماذا بعد؟؟ لم يعد هنالك شئ

…وهنا توقفت عن الكتابة وتغيرت رؤيتي لفكرة الحجر الصحي

لقد بدأت الكتابة وأنا مستائة من الأوضاع جداَ وحضرت قلمي وورقتي لأتحدث عن كل ما فعلته بالأيام السابقة وأنه لم يعد هنالك المزيد من الأنشطة وكنت سأبدأ بمقارنة يومي قبل وبعد العزل

…حتي انتهيت من سرد جميع ما فعلته منذ أن بدأ الحجر

ما هذا؟

لقد أنجزت الكثير من الأمور التي لم أكن لأنجزها لولا الحجر.. لقد فعلت أشياء كنت اتمني فعلها ولم يكن في يومي الوقت الكافي

..الآن أصبح لدي الكثير من الوقت.. فبدلاَ من التحدث مع أقاربي وأصدقائي لخمس دقائق نسرقهم من يومنا في العمل، أصبح لدي اليوم بأكمله نسترسل به ونضحك ونستعيد الذكريات

.وبدلاَ من الذهاب لدروس الباليه مرتين في الأسبوع، مما لم يكن يحرز تقدم ملحوظ في لياقتي، أصبحت أمارس البالية وبعض تمرينات اللياقة يومياًا

لم يكن لدي وقت قبل ذلك أن اجلس في هدوء اتأمل أفكاري ومشاعري لأكتبها فالأيام كانت تجري بسرعة البرق، أما الأن أستطيع تأمل كل ما يحدث بداخلي في هدوء وأعبر عنه في كتاباتي

أدركت في هذة اللحظة أن تجربة الحجر الصحي لم تكن بهذا السوء، فقد سمحت لي بالكثير من الوقت الاستعادة نفسي وفهمها والتقرب من أشخاص وجودهم في يومي يغذي الروح وينيرها

.هي فترة راحة من الركض في الدنيا.. لنستمتع بالفراغ في هدوء ونأمل ألا يطول البلاء فقط حفاظًا على صحتنا وسلامتنا الجسدية… أما السلامة النفسية فهذا وقتها

 

For The Caravan’s previous diary entries in Arabic and English go to our COVID-19 Special Coverage page.