FeaturedHome Page

سحر كورونا الخاص

في السابع والعشرين من شهر مارس، تم فرض حظر التجوال في جميع أنحاء الجمهورية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد. يعم الهدوء في جميع أنحاء البلد من الساعة السادسة مساءًا حتى السادسة صباحًا في اليوم التالي

القصص التي نشاركها معكم هي قصص رواها أعضاء مجتمع الجامعة الأمريكية يعبرون عن كل ما يشعرون به إثر فيروس كورونا المستجد وكل الإجراءات الاحترازية التي تتخذها البلاد،ليخبروا الجميع كيف يقضون يومهم أثناء العزل المنزلي وعن تجربتهم مع التعلم عن بعد

في تلك الفترة، نود أن نوثق كل يوم وكل لحظة نمر بها، لذلك نرغب في أن نستمع إلى مجتمع الجامعة كله من الطلاب إلى أعضاء هيئة التدريس

إن كنت ترغب في مشاركة قصتك معنا، راسلنا على

caravannews@aucegypt.edu

اليوم الثالث والعشرين:١٨ أبريل٢٠٢٠

عدد الإصابات في العالم: ٢٣٥٠،٠٦٢

عدد الوفيات في العالم: ١٦١،٢٧٠

عدد الإصابات في مصر: ٣٠٣٢

عدد الوفيات في مصر: ٢٢٤

 

كتبت: إيمان خروشة

مديرة تحرير قسم اللغة العربية

منذ أن بدأت أزمة فيروس كورونا وأنا عاجزة عن التعبير، لم أستطع أن أجزم حقيقة شعوري.. هل أنا خائفة أم في حالة إنكار؟ 

.رفضت لفترة لا بأس بها تقبل فكرة أن العالم بأسره توقف بسبب ما يُطلَق عليه “وباء عالمي”. فأشرفتُ على عامي الثاني والعشرين ولم أعهد مثل هذا الشعور ما حييت

.تمكن مني القلق على أحبائي، أمضيتُ الفترة السابقة أحاول إنكار خوفي على من يذهب ليقضي مشوار ضروري، ومن يفتح للدليفري، ومن لا يغسل يده لمدة عشرون ثانية أو أكثر

قلما يظهر عليّ قلقي على أصدقائي وعائلتي وأساتذتي، ولكن ألم يكن لكورونا سحرها الخاص على كل منا؟ 

في الفترة السابقة، بدأ فريق القافلة بنشر يوميات ومذكرات الطلاب وفريق العمل، وأعضاء هيئة التدريس.. ومجتمع الجامعة الأمريكية كله. أردنا من خلال تلك المذكرات أن يشارك مجتمع الجامعة كله يومياته أثناء العزل المنزلي وحظر التجوال. والحق أني استمتعت بقراءة كل كلمة كتبها أحدهم، وذُهِلتُ حينما تيقنت من حقيقة أننا كلنا نمر بنفس الشيء.. كلنا وإن اختلفنا، تجمعنا ظروف واحدة

يجمعنا خوفنا على أنفسنا وأهلنا وأصدقائنا، تجمعنا رغبتنا العارمة في الحفاظ على بعضنا البعض وفي تنفيذ الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الحكومة ومنظمة الصحة العالمية، يجمعنا اقتناعنا التام أن زمام الأمور ليس في أيدينا، بل في يد من هو أعظم وأكبر من كل شيء، يجمعنا فخرنا ببلدنا وخوفها على أولادها، يجمعنا الكثير رغم كل شيء

أثناء قراءتي اليومية لمذكراتكم، علمت عن من قام بتغيير روتين يومه وأصبح يمارس النشاطات الرياضية في المنزل، ومن أصبح يقضي وقتًا أثمن مع العائلة، ومن تقرب إلى الله أكثر، ومن اكتشف مواهبه، ومن أصبح يقرأ بشكل أكبر

قرأتُ يوميات الشخص الساخط، الذي ينتابه الغضب العارم تجاه فيروس كورونا وكأنه إنسان، وقرأتُ عن من استسلم له تمامًا وكف عن أن يأبه بشيء، ومَن لا يكف عن تخيل كل نظريات المؤامرة الممكن ذكرها، قرأتُ عن من ينصح الناس بالوسطية.. ألا يذعروا وألا يتجاهلوا الأمر

سبب من أسباب حبي وتعلقي بكل من اليوميات التي تم مشاركتها معنا، أنها أثبتت حقيقة ما ذكرته سابقًا.. وهي أن كلنا، رغم كل شيء ورغم اختلافاتنا واختلاف آرائنا، نتشارك الكثير من الأمور دون تفكير أو اتفاق مسبق

.ومع اقتراب شم النسيم وشهر رمضان الكريم، يتشارك الجميع نفس الشعور.. وهو شعور الاندهاش أكثر من كونه حزن

اندهاش بأننا لن نستطيع أن نذهب إلى أي تجمعات، اندهاش بأن الخيم الرمضانية لن تُعقد، اندهاش بأن المساجد مُغلقة ولن نستطيع الذهاب إلى المسجد لصلاة التراويح.. اندهاش بأن فيروسًا استطاع أن يهدم الكثير

.ولكن لدى البعض، وأنا منهم، شعور بالامتنان

الامتنان أني وعائلتي وأصدقائي بخير ولم يصبنا مكروه، الامتنان بأن الدولة تبذل قصارى جهدها للحد من انتشار الفيروس، امتنان بأن الكل يفعل كل شيء قدر استطاعته حتى تمر تلك الفترة الكبيسة. الفترة التي لن يرجع بعدها شيء إلى سابق عهده. لن يخرج منها أحد كما كان

وإن حدث عكس ذلك، إن خرج البعض من هذه الفترة دون تغيير، إن لم يكن لهذه الأزمة أثرًا على البعض؛ سلبيًا كان أو إيجابيًا.. فأعتقد أن ذلك سيهدر كل شيء، وسيُهدَر معه الكثير من المعاني الثمينة

أما أنا، أؤمن بأني سأخرج منها بمنظار مختلف. وهو أن كل ما عليها فانٍ.. إن كان هناك ما تؤجل فعله، افعله اليوم، افعله الآن. إن كان هناك من تود محادثته، حدثه الآن. إن كان هناك شيء تؤجل دراسته، ادرسه الآن

.أي شيء اعتقدت يومًا أنك في حاجة إلى القيام به وأجلته، اتخذ الخطوة وقم به على الفور

.سأخرج من هذه الفترة شخص يقدر الوقت، ويقدر الأهل والأصدقاء، ويقدر الطب، ويقدر الشعور بالأمان

For The Caravan’s previous diary entries in Arabic and English go to our COVID-19 Special Coverage page.