القافلة

الطلاب الجامعيون يستغلون جائحة كورونا

تقرير: زينة شهاب

تصوير: فرح عماد

جاءت الكورونا بما لا تشتهي الأنفس، وتسببت في إيقاف العديد من الناس عن العمل بسبب تقليل العمالة وإغلاق عددًا من المكاتب والشركات أثر إصابة الآلاف بالفيروس جراء سرعة انتشاره، بالإضافة إلى إغلاق أبواب المدارس والجامعات، وبناءًا عليه انتقلت كل أنشطة التعليم والأشغال للعمل إلكترونيًا حتى يلتزم الجميع بالحجر الصحي.

ومع ذلك، يوجد مع كل أزمة أملًا يجدد النظرة الإيجابية التي فقدها البعض، فعندما تحولت الدراسة في المدارس والجامعات إلى التعليم عن بعد وجد الطلبة وقت فراغ كبير يوميًا لا يتم استغلاله ولا ينفعهم، لذا قالت بسنت عبد المنعم، طالبة بكلية تربية نوعية جامعة القاهرة، أن بعض الطلاب استغلوا تلك الفرصة ليتسنى لهم الوقت أن يرتاحوا بعض الشيء من صخب الحياة و يسترخون.

على الجانب الآخر، قرر بعض الطلاب استغلال الفرصة لبناء أنفسهم وإثراء تجاربهم. فكان الطلاب دومًا يعملون لمساعدة أهلهم في مصاريف التعليم لصعوبة حالتهم المادية، ولكن انتشرت مؤخرًا ظاهرة عمل الطلاب الجامعيين حتى وإن كانت ظروفهم المادية على ما يرام، وخاصةً أن الجائحة أتاحت للطلاب فرص عمل في مجالات كثيرة كخدمة العملاء ومجالات الإشراف في المدارس والسكرتارية بدون اشتراط المؤهل العالي مما شجع العديد على التقدم لهذه الوظائف واستغلال وقت الفراغ.

نجحت بعض النماذج من طلاب الجامعة الأمريكية في العمل أثناء الدراسة في فترة الكورونا، من أبرز تلك النماذج شيرين شطا، خريجة كلية إدارة الأعمال، التي استغلت الفرصة في تطوير شركة العائلة على المستوى الإلكتروني وإنشاء Shatta.com قالت شطا: “تم تعييني رئيسة مجلس إدارة القسم الالكتروني للشركة عقب تخرجي”.

شطا دوت كم للأقمشة والستائر هو موقع عملت عليه شطا لنقل الشكرة بعض الشيء للتجارة الإلكترونية. فوفقًا إلى الموقع الإلكتروني، أصبحت شركة شطا للأقمشة والستائر إحدى رائدي صناعة منسوجات التنجيد في مصر.

قالت نرمين ياسين، التي كانت تحضر رسالة الماجستير بجامعة رنمن الصينية، للقافلة: “أثناء كورونا، كنت حريصة على تطوير ذاتي”. لذا تقدمت لوظيفة الترجمة الفورية من اللغة الصينية الإنجليزية حتى أدركت أن هذا المجال لا يناسبها، وانتقلت لعالم التدريس وعملت كمدرسة.

هناك نوعان من التحفيز لكي ينجح الطالب ويستطيع أن يوفق بين العمل والدراسة: أولًا الجانب النفسي، فعندما يشعر الشخص بالرضا وحب ما يفعله يصبح ذلك حافز قوي له أن ينجح، استطردت ياسين: “أؤمن بأن النجاح يعني الرضا، فعندما يرضى الفرد عما يفعله يصبح النجاح نتيجة طبيعية”.

أما النوع الأخر من التحفيز يكمن في الجانب العملي، وهو تنظيم الوقت وتحديد الأهداف المرادة. وتلك هي وجهة نظر شطا عندما سُئلت عن كيفية التوفيق بين الدراسة والعمل، فأشارت أن تنظيم الوقت وعدم المماطلة وتطبيق نظرية لتحقيقها هم عوامل مهمة للنجاح، كما نصحت: ” تعلّم دائمًا من محاضراتك واكتسب خبرة واستمع لنصائح من حولك”.

جمعت الطالبة سهيلة رمضان بين عاملي النجاح النفسي والعملي حيث قالت: “حب العمل والحماس مع تنظيم الوقت والتركيز حِسبة دائمًا ما يكون النجاح نتيجتها”. درست سهيلة في معهد السينما ومع أحداث الوباء قررت أن تبدأ بالعمل في خدمة عملاء إحدى الشركات، والآن وصل منصبها إلى رئيسة قسم بجانب تحضيرها لمشروع التخرج.

أجمع الجميع على أن الدراسة الإلكترونية لها الفضل في نجاحهم أثناء فترة انتشار كورونا والتي وصفوها بالـ “نعمة” في بناء مستقبلهم.

بالرغم من إيجابية العمل أثناء الدراسة إلا أن طريقهم لم يخلو من عقبات ومشاكل واجهتهم من تخليص أوراق حكومية، لوسائل توصيل الشحن وكل ما يليه من خدمات تسهيلية، وكانت المشكلة بالنسبة لشطا أكبر بكثير لأنها كانت تنشئ شركة إلكترونية بأكملها أثناء الوباء مما جعلها تواجه العديد من الصعوبات ومشاكل تخليص الأوراق وصعوبة توفر شركات شحن.

أحيانًا يعترض الآباء على عمل أبنائهم أثناء الدراسة خوفًا من أن يهملوا الدراسة، إلا أن النتيجة أثبتت عكس هذا تمامًا حيث يفاجئ الطالب الجميع بنجاحه في كل من الدراسة والعمل. يعتبر العمل خطوة تساعد الطالب على اكتساب الثقة والتعامل مع الدراسة بشكل مسؤول وناضج. وقدمت شطا نصيحة للطلاب في حوارها مع القافلة قائلة: “التحق بتدريبات واكتسب خبرات واستخدم الوقت بشكل فعّال، فلا شيء يساوي الوقت الضائع. لذلك استغله وتعلم على قدر المستطاع حتى تصبح الشخص الذي تحلم به”.