Opinion

عودًا حميدًا

كتبت: إيمان خروشة
رئيسة التحرير

ها نحن هنا مجددًا، مع بداية جديدة للفصل الدراسي تتزامن مع عامٍ جديد وقلوبٌ آملة في غدٍ أفضل ورحلةٌ مجزية. أرى هذا الفصل الدراسي بمنظور جديد، بعدما خلعت رداءً الطالبة واستبدلته بآخر يراه الآخرون مناسبًا وأراه أنا فضفاضًا.

ولكن لم يعني ذلك أنني كنت لأتوقف عن الكتابة بفضلكم ومن أجلكم. فملأ هذه الصفحة كان دومًا بمثابة معجزة بالنسبة لي. الفترة التي تسبق التفكير في فكرة “مقال الرأي” والتي تتبعها رحلة “من أين سأبدأ” إلى الوقت الذي تصل إليكم تلك السطور به.. رحلة شاقة وممتعة.

يشعر الكثير منكم باليأس والإحباط مع تجديد فترة التعليم عن بعد التي أعلنت عنها الجامعة سابقًا، وأنا لا أكذبكم خبرًا، أشعر بالإحباط نوعًا ما لعدم تمكن القافلة من إصدار عددًا ورقيًا لمدة سنة الآن.. ولكن بكل صدق وحب، أرى أن هذا القرار في صالح مجتمع الجامعة إلى أن يتحسن الوضع العام لفيروس كورونا وتنخفض أعداد الإصابات حتى نستطيع العودة.. حتى نستطيع أن نرى الضحكات والهمسات دون قطعة من القماش تغطي شفاهنا.. حتى نستطيع أن نرى قسمات الوجه وحتى نستطيع أن نسلّم على أصدقائنا دون شعور خفيّ بالحذر والخوف.

لذلك، فمع بداية مجددة لمحاضرات “زووم” ومع بداية أخرى للمحاضرات من داخل غرفنا، أريدكم أن تشعروا بشيء من الأمل ولا أريد لليأس أن يتمكن من قلوبكم.

أشعر بالأسى كلما رأيت أحدكم يكتب أنه محبط أو لا يريد المضي قدمًا، لن أقول لكم أن تنظروا إلى نصف الكوب الممتلئ لأنني حينما كنت مكانكم، لم أرى الكوب. ولكن يمكنني أن أوصل لكم من خلال تلك السطور حقيقة أن الأمر يستحق المحاولة.. لكل منّا طريقته في الاستمتاع وطريقته في التأقلم. ابحث عن طريقتك الخاصة في التأقلم مع ما يحدث.. ابحث عن طريقة جديدة حتى لا تشعر بالضجر من حضور المحاضرات من المنزل.

وذلك لا يخص فقط فصل دراسيّ جديد من التعليم الأونلاين، ولكن يخص أي عقبة أو أي موقف نوضَع به رغمًا عنّا داخل أسوار الجامعة.. ناهيكم عن خارجها. وذلك كله لأن حياتكم تستحق أن تحاولوا من أجلها، سعادتكم وراحتكم النفسية تستحق أن تحاولوا من أجلها. كفانا وكفاكم شكوى وابحثوا عن الإجابات والحلول.

لذا، فاليوم أريد أن أطلعكم على مقولتي المفضلة للكاتبة رضوى عاشور رحمها الله- حينما أشعرت العالم بأسره بما أحاول أن أقوله لكم.. وهو أنه “يتأكد لى مع كل صباح أن فى هذه الحياة رغم كل شىء، ما يستحق الحياة”.

فإن استطعتم اجتياز تلك الفترة بأقل الخسائر النفسية الممكنة، ستشعرون بطعم الانتصار بعد أربعة أشهر. وسيتجدد أملكم مرةً أخرى.