FeaturedHome Page

تأثير فيروس كورونا المستجد على جلسات العلاج النفسي

تقرير: ملك الخطيب

 

.تسبب تفشي فيروس كورونا المستجد في إغلاق العديد من أماكن العمل وأجبر الناس على البقاء في منازلهم وبالتالي أصبح يتم التعامل مع كل شيء من خلال الإنترنت، حتى العلاج

المرضى الذين يعانون من أمراض نفسية وعقلية مثل الاكتئاب، التوتر والانفصام وغير ذلك، ليس لديهم خيار آخر غير تلقي العلاج النفسي من خلال الإنترنت بسبب أهمية التباعد الاجتماعي في هذه الأوقات العصيبة

وفقًا إلى موقع يورو نيوز، فإن التباعد الاجتماعي هو الابتعاد عن التجمعات بشكل عام، كالعمل من المنزل إن أمكن والابتعاد التام عن الأماكن المكتظة بالناس مثل المواصلات العامة والحفلات والمقاهي والمطاعم والمدارس وغيرها من أماكن الخدمات العامة

قالت ياسمين مجدي، المؤسسة المشاركة ومديرة المركز الأمريكي للطب النفسي وعلم النفس في القاهرة ACPP، أن هذه الفترة صعبة على الجميع وليس فقط على المجتمع الطبي، وأكدت أن هي شخصيًا تواجه تحديات بشكل يومي مع مرضاها

.كما تعمل أيضًا كمستشارة إدمان ومستشارة العلاقات الزوجية

أشارت مجدي إلي أن مبادرة العلاج عبر الإنترنت جيدة ولا سيما في الوقت الحاضر لأن الناس يشعرون بالقلق من الفيروس ويخافون من المجهول ومن فكرة أنهم لا يعلمون متى سوف تنتهي أزمة الكورونا ويعود كل شيء إلى ما قبل تفشي الفيروس

“.وأضافت:”الغرض من العلاج عبر الإنترنت هو دعم جميع أفراد المجتمع الآن

على الرغم من أن هدف مجدي هو تقديم المساعدة لجميع أفراد المجتمع، ولكنها  تجد صعوبة في القيام بذلك عبر الإنترنت خاصةً بالنسبة للحالات الخاصة التي تعاني من أمراض عقلية شديدة مثل الانفصام

.يعرف موقع مايو كلينيك الإنفصام على أنه  اضطراب عقلي شديد يفسر فيه المريض الواقع بشكل غير طبيعي

“.أوضحت:”يجب على الأشخاص الذين يعانون من حالات شديدة مثل الانفصام و الشيزوفرينيا  البقاء في المستشفيات للمتابعة لأننا لا نعرف متى سيواجهون النوبة

أضافت مجدي أن بعض المرضى يشعرون بعدم الراحة أو الثقة في حضور الجلسات العلاجية عن بعد. ولم يؤثر فقط على المرضى، ولكن أثر أيضًا عليها كمعالجة، لأنه جعلها تبذل جهد أكبر لبناء الثقة بينها وبين مرضاها الجدد في هذا النوع من الجلسات التي أصبحت إما بمكالمة فيديو أو صوت فقط، حسب رغبة المريض

قالت نور زكي، أستاذة علم النفس في الجامعة الأميركية بالقاهرة، أن العلاج عن بعد مهم لأنه يضيف المزيد من المرونة  وفرصة لكل من المرضى والمعالجين نظرًا للظروف الحالية وفرض حظر التجوال الذي يحد من ممارسة الأنشطة المختلفة

أضافت زكي أن العلاج عن بعد مرن أيضًا لأنه يمنح المريض حرية اختيار أي معالج من جميع أنحاء العالم والحصول على جلسة أثناء المكوث في المنزل

“.وقالت:”لا يمكنني الجزم بأن العلاج عبر الإنترنت يصلح للجميع لأن البعض يفضل التفاعل المباشر وجهًا لوجه لأسباب مفهومة

اتفق خالد صلاح الدين، خريج الجامعة الأمريكية قسم علم النفس، مع رأي مجدي و زكي بأن العلاج عن بعد يمكن أن يساعد المريض بشكل عام ولكن في نظره لا توجد طريقة أفضل لإجراء جلسات علاجية غير وجهًا لوجه

.ويعتقد صلاح الدين أنه ليس المعالجين فقط هم الذين يواجهون تحديات ولكن يشعر المرضى أيضًا بنقص في بعض الأشياء من خلال الجلسات العلاجية عن بعد 

وأضاف: “سرية المريض هي أحد من أهم جوانب العلاجي النفس، ويمكن القول أنها الأكثر أهمية ولكن مع العلاج عبر الإنترنت سوف يقلق المريض من عدم توفرها. هناك العديد من المخاوف بشأن مدى سرية المحادثة ومقدار المعلومات التي يمكن أن تكون في خطر بالنسبة للمريض 

عبرت إحدى المرضى الذين يخضعون للعلاج العلاج النفسي عبر الإنترنت بأن هذا النوع من العلاج غير فعال بنسبة لها لأنها شعرت بعدم الارتياح لعدم التواصل المباشر بينها وبين المعالج

.ولكنها أوضحت أن هذا النوع من العلاج يعتبر الحل الأمثل في الوقت الراهن