القافلة

فصول الزومبا تعزز هرمونات السعادة لدى مجتمع الجامعة

تقرير: فرحة السروجي

تحرير: صمود

تقدم الجامعة الأمريكية بالقاهرة فصول الزومبا أو ما تعرف باسم “Zumba”  للسيدات، يومي الأحد والأربعاء في تمام الرابعة مساءًا، وبالإضافة إلى فصل جديد ينعقد يوم السبت لكي يناسب أولئك الذين يفضلون الحضور في العطلة الأسبوعية، وتعتبر هذه المرة الأولى التي تقدم فيها الجامعة هذه الفصول مجانًا.

 

الزومبا هي إحدى التمارين التي تدمج بين الرياضة والرقص، تأسست في كولومبيا على يد ألبرتو بيريز، وتهدف إلى المساعدة على فقدان الوزن، ولكن ما هو أكثر أهمية هو تحسين الحالة النفسية، وهي فرصة لمساعدة الطلاب على التخلص من الهموم والتعامل مع الإحباط. 

 

قالت سارة عزيز، مدربة الزومبا واللياقة البدنية بالجامعة: “بالنسبة لي، أعتبر الزومبا شغفي وليس عملي؛ لذلك لدي إخلاص للعمل في الجامعة كما يروق لي العمل مع الأشخاص الذين نشأت على حبهم لمدة خمس سنوات”، والجدير بالذكر أن عزيز، رغم امتلاكها خبرة تمتد لعشر سنوات، تدير فصل الزومبا دون تلقي أجر.

 

أوضحت عزيز أن الفصل يبدأ بإحماء يتبعه أربع عشرة مقطوعة موسيقية تجمع بين السالسا، والكومبيا، والتانغو، والريغيتون، ثم يتبعها فترة تهدئة.

 

نظرًا لأن الزومبا رياضة تتطلب الكثير من الطاقة واللياقة البدنية، تُعد بعض الحركات صعبة بعض الشيء في البداية.

 

قالت عزيز: “أقوم بتعديل الحركات للمشاركات اللواتي لا يستطعن تنفيذ الحركة أو يعانون من مشاكل بالمفاصل، وأتأكد من أن الحركات المُعدلة تعمل على نفس العضلة بنفس الطريقة”.

 

إن إتقان الزومبا استثمار بعيد الأجل، لأنها رياضة جذابة وممتعة حيث تتزامن الرقصات مع كل إيقاع موسيقى، ومن تأثيراتها الإيجابية النشاط البدني الذي يتخلص من التوتر والإحباط. 

 

قالت عزيز: “تخبرني طالباتي دائمًا أنهن يشعرن بتحسن بعد الفصل، فقد أطلقن كل طاقتهم السلبية المكنونة داخلهن، وذلك لأنه بعد حوالي عشر دقائق من بدء الموسيقى، تنطلق هرمونات السعادة، مثل الأدرينالين والإندورفين، وتبدأ حالة من السعادة الغامرة”.

 

قالت جلوريا بطرس، المستشارة بمركز خدمات الدعم النفسي والتدريب التابع لقسم علم النفس، أن قلة النشاط البدني هو مدخل للعديد من المشاكل النفسية.

 

شرحت بطرس أنه عندما نمارس الرياضة، يطلق الجسم جميع هرمونات السعادة، والتي تساعد على تحسين مزاجنا. ومن أبرز الهرمونات الكورتيزول الذي يساعدنا على الهدوء وإدارة التوتر، لذلك توصي بالنشاط البدني لأي شخص يعاني من أوقات عصيبة؛ لأنه سيستفيد نفسيًا وجسديًا من ممارسة الرياضة.

 

أثناء الاستغراق في الكثير من الأعمال، تساعد عادة الرياضة على وضع الأمور في نصابها، فقد يكون للتمرين البسيط نتائج إيجابية على الجسم والعقل والروح معًا.

 

صرحت بطرس: “عندما نعمل على هدف الوصول إلى مستوى محدد من اللياقة، يساعدنا هذا على الشعور بالإنجاز ويعطينا إحساس جيد تجاه أنفسنا ويجعلنا أكثر تقديرًا لذاتنا”.

 

يعاني العديد من الطلاب من عبء العمل بحيث لا يتوفر لديهم الوقت لممارسة التمارين البدنية حتى عندما يعرفون أنها مفيدة لهم. 

 

قالت مريم حمزة، طالبة في سنتها الأخيرة بقسم التسويق: “أعلم أن النشاط البدني والرياضة يساعدان على التخلص من الطاقة السلبية، كما أنه يفصل عقلك عن ضغوط الحياة ويمنحك طريقًا للهروب من المشاكل التي ترغب في تجنبها، لفترة على الأقل، ولكن مشكلتي الوحيدة هي عدم توفر الوقت المطلوب”.

 

غادة عامر، طالبة السنة الثالثة بقسم الفيزياء وإحدى المشاركات في فصول الزومبا، كانت سعيدة لمشاركة تجربتها مع القافلة: “أحببت أن النشاط دام طوال ساعة كاملة دون فترات راحة، ورغم أنني لم أتمكن من القيام بهذا الجهد لمدة متواصلة، إلا أن فصل الزومبا كان مرحًا وحيويًا”.

 

أميرة فرج، مدير قسم الترفيه واللياقة بمكتب الرياضة بالجامعة، شاركت خططها حول ضم مزيد من الفصول. 

 

أوضحت فرج، “بالإضافة إلى فصليّ زومبا في الأسبوع، هناك فصل يوجا مجاني أيام السبت والخميس، كما أننا أضفنا فصولًا جديدة منذ بداية شهر نوفمبر، مثل الملاكمة والكروس فيت (Crossfit)”.

 

مؤخرًا، أضاف المكتب فصل زومبا مع ياسمين قباني، مدربة زومبا فرنسية التدريب وذات خبرة ثمان سنوات، يوم السبت الساعة الثانية عشرة ظهرًا. 

 

أوضحت قباني أنه بصرف النظر عن تأثير الزومبا الإيجابي على الصحة العقلية، فإن الجسم يتعرق خلال التمرين ويحرق الدهون، بالإضافة إلى تأثير التمرين الإيجابي على الذاكرة، حيث يتطلب التمرين أن تتذكر جميع الحركات المختلفة لكل أغنية. 

 

شاركت قباني: “أحب الزومبا لأنني أحب الموسيقى والرقص، كما أنها طريقة للتمرين والاستمتاع في نفس الوقت، وتعلمت خلال تدريبي أنه يجب أن أبتسم دائمًا وأرتدي ألوانًا زاهية حتى أتمكن من بث طاقة إيجابية للمشاركات، وأنصح طلابي بمحاولة عدم التفكير في مشاكلهم أثناء الفصل حتى يتمكنوا من المغادرة وهم يشعرون بتحسن، وهم بدورهم يعطوني ملاحظات إيجابية بعد كل فصل، فيقول البعض أنني غيرت حياتهم”.

 

كنزي عارف، طالبة بقسم التصميم الجرافيكي بالسنة الثانية، قالت أن الفصل كان ممتعا جدًا، وكان هناك طاقة إيجابية لأن المدربة كانت تتفاعل مع الأشخاص وتجعلهم يرقصون معها. 

 

عبرت عارف: “ما أود تحسينه هو الأغاني، فلم أكن أعرف الكثير منها، لذا إذا كان هناك المزيد من الأغاني المعروفة كنت سأستمتع بالفصل أكثر، ولكن على أي حال أشعر بتحسن بعد الحضور حيث يساعد الفصل على التخلص من التوتر والإحباط”.